«أنا الأديب الأدباتي
غايظني حال بلدياتي
وغلبت أوحوح وأهاتي».
>>>>
من قصيده للشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، والأديب الأدباتي هو من أطلق عليه عالم الاجتماع العراقي الشهير علي الوردي «وعّاظ السلاطين».
هذا الصنف من الأدباء الذين يقبضون باليمين والشمال، موجودون في كل زمان ومكان. لكن الأزمات تكشفهم وتعرّيهم، حيث أنهم مضطرون لترك التورية، والكتابة الصريحة في مدح الحكام والدفاع عن الأنظمة الدكتاتورية والقدح في أحزاب المعارضة، ما يترتب عليه هبوط شنيع في هذا الأدب إلى المباشرة والانحطاط.
في خليجنا السعيد، وبعد أن تدفّق النفط، وتدفقت معه الأموال، إلى خزائن الدول، فقد تبعت ذلك ظاهرة تدفق الشعراء والأدباء من كل نوع من خارج الخليج المنسي سابقاً، وكذلك توجيه الأدباء المحليين للتقرب إلى أصحاب الشأن، وهكذا رأينا كيف يتحوّل المسئول من شخص عادي إلى أسطورة، يجمع كل الخصال، ومثلما جاء في الأغنية «جمعت كل الفضايل علم وجمال وفصاحة».
وهكذا جُيّرت آلاف الصفحات في الصحف والمجلات والكتب، قبل أن ننتقل إلى ثورة المعلومات الرقمية، فتملأ الصور الشاشة، والمواقع الالكترونية، ونشرات الأخبار، ووسائل التواصل الاجتماعي، والشاخصات على جوانب الطرق، وتتكرّر عناوين الكتاب عن عبقرية فلان وريادة علان.
هذا كله معروف، لكن ما هو جديد أنه منذ ديسمبر/ كانون الاول 2010، وبعد أن أشعل الشهيد محمد البوعزيزي النار في نفسه، وأشعل بذلك الوطن العربي بالثورات والانتفاضات من المحيط على الخليج، فقد نهضت الجماهير ونزلت إلى الشارع كاسرةً حاجز الخوف، وأفاقت من غياهب عقود من التخدير، وكانت ترسانة التضليل قد انهارت تماماً، والملايين التي صرفت لتأليه الحكام، ومئات الأدباء والكتبة الذين شحذوا أقلامهم في تجميل الاستبداد قد خوت تماماً، وتبخر تأثيرها.
إذاً... ما العمل وعدوى الاحتجاجات تنتشر وتنتقل كالنار في الهشيم، وتفرز ثقافةً نقديةً جديدةً تماماً؟ تساؤلٌ في كل شيء وتمحيص في كل شيء. لا شيء فوق النقد، والمراجعة الدقيقة لكل ما جرى طوال عقود ضائعة، واستبداد مديد وتمريغ لكرامة المواطن، وتخويف للشعب.
وهكذا بدأت تظهر على الجدران والشاخصات صور البسطاء من الشهداء والمعتقلين، وأضحى هؤلاء البسطاء هم الأبطال في خيال المواطن البسيط. ما العمل تجاه هذه المعضلة في العالم العربي؟
العمل هو إعادة إنتاج الأنظمة القمعية. الحل هو في تخويف الشعب من الفوضى والدمار والحرب بديلاً عن الاستقرار والطمأنينة ولو كان الثمن الحرمان من الحقوق الأساسية، ونوع من الاستبداد. تصوير الحكام بأنهم رواد إصلاح ولو كان بطيئاً فهو خير من الاحتجاجات والانتفاضات التي تؤدي إلى الفوضى. في التأني السلامة وفي العجلة الندامة... إلى آخر المعزوفة والأمثلة الموروثة.
وبالمقابل يجري شيطنة المعارضة ورموزها. فهم سلفيون، متطرفون، مخرّبون، عملاء للأجنبي، ولا يهم عملاء لمن! فقد تكون عملاء لأميركا أو إيران أو سريلانكا أو «إسرائيل»، حتى ولو كنا أصدقاء أو حلفاء لهم. كما ان قيادات التغيير مغامرة طامعة في الحكم وليس لخدمة الشعب والوطن.
وهكذا انطلقت الحناجر وسالت المحابر، ولا يهم من الماركسي السابق أو الليبرالي القديم أو الواعظ من قبل، من كل الأطياف وبكل اللغات والاهتمامات... الشاعر والروائي والمسرحي والممثل، ذكوراً وإناثاً، المحجّبة أو المتبّرجة، المحافظ والليبرالي، ورصدت أموال إضافية. وتم اللجوء لشركات العلاقات العامة في الغرب، وأبرمت العقود بمبالغ خيالية لأن المهمة مستعجلة وصعبة.
أتى الخواجات إلى عواصم النفط ومعهم الخبراء وعلماء النفس الاجتماعي، وبعضهم قرأ بسرعة أو شاهد بسرعة ما يساعدهم على فهم هؤلاء المحتجين، الذين خرجوا عن الطوق فجأةً في ظاهرة غير متوقعة. بل إن بعضهم حاول تعلم اللهجة الخليجية فيما يعرف اتقانها في 24 ساعة، وأبرمت العقود وانطلق مسئولو العلاقات العامة الغربيون والشرقيون، كل إلى موقعه، لبدء العملية المضادة لحركة الوعي الجديد.
لا تدرك الأنظمة العربية ومستشاروها أنه لا يمكن احتكار المعرفة والإعلام اليوم، فالفضاء الالكتروني مفتوح، والربيع العربي أطلق مواهب أدبية وصحافية وفنية تحظى بالمصداقية وتتمتع بالعطاء والإبداع. ونكرّر مع الشيخ إمام الثوري النوري الكلمنجي حلاب الديك الشفطنجي.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 4134 - الثلثاء 31 ديسمبر 2013م الموافق 27 صفر 1435هـ
حلم
17سنه واناانتظربيت الاسكان عندما تقدمةلب بيت الاسكان كان عمري 25 سنه ومازلت انظر وعمري 43 سنه يعني مدة انتضر 18 سنه والان عندي والحمد لله ابني صادق وحسين ومحمد ونسكن غرفه صغيره وايله للسقوط متى سوف ياتي دوري في الحصول على بيت ام ان الحلم مستحيل{جعفرعبدالكريم }
دائما
دائما الشعوب المظلومة فى الاخير تنتصر على الظالمين وتسقط كل حكومة جائرةوهادى مشيئة الله الحق ينصر
الأديب الأدباتي
"خليجنا السعيد" جملة تشي إحدى لفظتيها بوعاظ السلاطين وبكتيريا الصفحات الصفراء التي تعج بها وسائل إعلامنا.
شكراً لقلمك المعبر...
أبوعلاء
أحسنت