اليوم نحن على موعد مع الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما الذي سيتحدث عن دبلوماسيته الجديدة نحو العالم الإسلامي من خلال كلمته التي سيلقيها في جامعة القاهرة. وكما ذكرت الأنباء فقد تحولت جامعة القاهرة العريقة إلى محط أنظار العالم كله قبل الخطاب التاريخي الذي سيتناول فيه كيفية السعي لحل مشكلات الإرهاب والديمقراطية والرؤية الأميركية لآفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقبل ارتحاله إلى المنطقة، كانت وزارة الخارجية الأميركية قالت إنها قررت أن تدعو المسئولين الإيرانيين (سفراء وغيرهم) لحضور الاحتفالات المقبلة التي تقيمها السفارات الأميركية في مختلف البلدان التي توجد فيها بمناسبة عيد الاستقلال الأميركي في 4 يوليو/ تموز. وأوضح متحدث باسم الخارجية الأميركية أن مسئولي وزارته يراجعون أنواعا من الدعوات كل عام، «وقد اتخذ قرار العام الجاري بدعوة مسئولين من إيران... وأن هذا يتفق كثيرا مع سياستنا الرامية إلى محاولة التواصل مع الحكومة الإيرانية، وأقول بوضوح، إن سياستنا هنا هي الاتصال بإيران، والتواصل معها. ومن ثم فإن هذه مجرد طريقة للقيام بذلك».
ساحات اللقاء بين أميركا والمسلمين تتحول تدريجيا من ميادين القتال إلى خطاب وحوارات في الجامعات، ودعوة الإيرانيين لحضور الاحتفالات الرسمية الأميركية وذلك بعد انقطاع العلاقات منذ 1980... وكل هذه الخطوات تُعتبر تطبيقا لمفهوم «القوة الناعمة» التي كانت أميركا قد تخلّت عنها في السنوات الماضية لصالح مفهوم «القوة الصلبة».
ربما أن هذه الخطوات - رغم نوعيتها غير المتوقعة - لاتزال في بداية الخطة الجديدة للدبلوماسية الأميركية، فالتوقعات كبيرة، وقد أحسن أوباما لحد الآن عبر تخفيض مستوى التوقعات، وهو يحاول تطبيق الاستراتيجية ذاتها التي استخدمها لكسب ود الشعب الأميركي والوصول إلى البيت الأبيض، وذلك من خلال التواصل مباشرة مع أكبر عدد من قطاعات الناس العادية، وبالتالي اختياره لجامعة القاهرة، واستخدامها لمختلف وسائل الاتصال الحديثة للتأكد من أن تصل كلمته إلى الجميع من دون تحوير ومن دون إساءة فهم. ولعلَّ أوباما ينتصر في كلمته اليوم، ومؤشر انتصاره سيكون مدى ارتياح الناس «العاديين» مما يقوله وكيف سيناور في كلمته بحيث لا يغضب أصدقاءه من الحكام الذين قد لم يعتادوا ولا يرتاحون لمفهوم التواصل المباشر مع عامة الناس.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2463 - الخميس 04 يونيو 2009م الموافق 10 جمادى الآخرة 1430هـ