تتحدث جميع الأطراف عن الحوار على أنه الحل، وتدور كل الخلافات حول الحوار نفسه، دون أن يخرجنا ذلك من دائرة الصراع القائم والمتشعب الذي تتقاذفه الأطراف.
نحتاج اليوم قبل الحوار الذي يجده كثيرون حلاً في حين أنه جزء من الخلاف، ذلك أن الحوار مع من لا يملك اتخاذ القرار لا يمكن أن يعدو أكثر من تمطيط للوقت الذي يراهن البعض على قدرته في حلّ المشكل، فيما الواقع يؤكد أن الوقت لا يصب في مصلحة أحد، وأن الأمور تزداد تعقيداً مع استهداف لطرف معين عبر محاصرته في كل الجوانب من قبل الجهات الرسمية، أو التضييق في الأعمال عبر الفصل سابقاً والحرمان اليوم، بالإضافة إلى جملة الانتهاكات اليومية الممارسة ضد فئة من المجتمع، والتشكيك في انتمائها الوطني، فإلى أين قد يأخذنا هذا التصعيد الموجّه إعلامياً ومجتمعياً؟
لا يمكن لطرف أن ينهي الآخر، ولم يعد العالم يعيش في عصر التضليل بوجود هذا المدى الهائل من الانفتاح العالمي ومواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح نقل المعلومة في لحظتها لكلّ بقاع العالم، خصوصاً بوجود هذه الأعداد المهولة من المدوّنين والمصوّرين الهواة الذين يعتبرهم العالم اليوم أكثر أهميةً من المحترفين، لكونهم منتشرين بشكل أكبر، وقريبين من الأحداث وعلى درجةٍ عاليةٍ من الأهمية في تحديد حقيقة الأحداث وإثباتها، والتي قد تغيب عنها وسائل الإعلام المعروفة. ولذا فإن استهداف المدوّنين والمصوّرين الهواة اليوم يعتبر استهدافاً للحقيقة ذاتها وطمساً لمعالمها التي يثبتها هؤلاء من خلال عدساتهم ونقلهم للأحداث.
حل هذا النزاع لا يكون إلا عبر اتفاق جميع الأطراف على انتهاج الصدق والمكاشفة والاعتراف بما حدث، ودون أن يكون هدف ذلك هو إثبات أن طرفاً ما هو شيطان، والآخر ملاك. ما حدث مسئولية مشتركة، وأي صراع هو من صنع طرفين يتحملان مسئولية إدارته وكتابة تاريخ هذه الفترة سيحتاج لسنوات من البحث والتمحيص، وقد لا يأخذنا لأكثر من تاريخ يكتب بالتوازي رؤية فصيلين لما حدث، لكن المهم اليوم أن ننهي هذا الصراع الذي بدأ يستنزف قدرة هذا البلد على إعادة صنع الحياة.
تجارب الشعوب الأخرى في تحقيق العدالة الانتقالية مثيرة للاهتمام ويمكن الاستفادة منها، لكن لا يوجد عدالة انتقالية دون اعترافٍ واعتذارٍ وإصلاحٍ وصونٍ لحقوق الإنسان ومساواة. الحل ليس سحرياً، وهو فقط أن نقرر أننا جميعاً نريد الحل الذي لا يقصي طرفاً أو يقرب آخر. والعدالة أن يقف القانون على بعد درجة واحدة من الجميع، ليس ضد أحد أو معه، وأن تكون المواطنة هي معيار التعامل الوحيد وليس العرق والدين وغيرها من تقسيمات لا تمت للمواطنة بصلة.
الحوار ليس حلاً، إنما الحل هو أن نؤمن بأن العيش المشترك قدرنا، وأن نعمل على إنجاح ذلك، لا يستلزم الأمر أن نحب بعضاً أو أن نكون أسرة واحدة كما يريد الإعلام الهزيل أن يقنعنا بالتظاهر بذلك، فقط نحتاج أن نكون مواطنين تجمعنا قيم المواطنة والمسئولية الوطنية تجاه أنفسنا والآخر الذي يقاسمنا الأرض ومواردها. لا حاجة لعواطف مسكوبة دون اهتمامٍ، فتغليب العقل والضمير أكثر صدقاً من ذلك.
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 4133 - الإثنين 30 ديسمبر 2013م الموافق 26 صفر 1435هـ
القصة حلوة
انشغلو بالحوار
انشغلت بالخوار اليً صار له سنتين ونص وللحين منشغلين في أسبرن تخلونه يصير اما مصير الشعب مجهول النواب مشغولين بالسياسه والحكومه تدعو للحوار والحل الحقيقي غير مرئي ويواصل مرور الوقت وبتضيع سنين بدون حل ملموس خلكم في الحوار ومشاكلة
الحل في التخوين والاقصاء
الحل هو الحل الامني والذي يتطلب تخوين الشعب وعمل الفبركات لتخوينه ووصفه بالارهاب واستغلال اي حدث ارهابي في العالم لالصاق الارهاب بهذا الشعب بعد تخوينه