أكد رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، حُسْن الدبلوماسية التي تحرص الصين على انتهاجها في علاقاتها الخارجية مع نظرائها، مشيداً بالمعاملة الأخوية التي تحرص بكين على اتباعها كسياسة عامة دون النظر إلى أي فروقات بين نظرائها من الدول، وهو ما ينعكس على كسب الصين مزيداً من الأصدقاء والحلفاء الجدد، خاصة مع نيل الصين ثقة واحترام المجتمع الدولي، خلافاً لسياسات بعض الدول الغربية التي تتعامل مع غيرها باستعلاء وعدم احترام سيادة الدول وهو ما جعل دول الخليج العربي تفقد ثقتها فيها.
ورأى الشيخ خالد أن استراتيجية الصين خلال الثلاثين عاماً الماضية جعلتها اليوم إحدى القوى الكبرى، مشدداً على رغبة مملكة البحرين استثمار العلاقة القوية مع الصين للوصول إلى مراحل أكبر من الشراكة، لافتاً إلى مواقف الصين المشرفة تجاه قضايا البحرين وهو ما تتبادله المنامة مع بكين تجاه المسائل المماثلة وحرصها على وحدة جمهورية الصين.
وخلال لقاء وفد مجلس الشورى برئيس مدينة شنغهاي، زهو تايتونج في المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وعدداً من أعضاء اللجنة، أكد زهو تايتونجان تتطلع الصين إلى قيام اتحاد خليجي يحقق رغبة أبنائه، مشدداً على أن منطقة الخليج العربي تمثل أفقاً وأملاً نابضاً للتطور، آملاً أن تؤدي العلاقة بين الصين ومنطقة الخليج العربي إلى تعزيز التطور الاقتصادي بين البلدين، مؤكداً عدم تأخر الصين عن تقديم دعمها للأصدقاء في أي مكان، ومشيراً إلى حرص الصين على استخدام سياسة واحدة مع أي دولة تقوم على أسس متساوية.
ولفت زهو تايتونج إلى امتلاك الصين تقنيات عالية التطور لعمليات التنقيب عن النفط والغاز في المناطق البرية والبحرية أيضاً، منوهاً بالتطور الذي تحققه معاهد الأبحاث والدراسات في هذا المجال.
فيما أشار رئيس الوفد الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة إلى أن مجلس التعاون الخليجي سيصل إلى مرحلة الاتحاد التي من خلالها ستكون لجمهورية الصين فرصة مميزة للعمل من خلال سوق واحدة تؤدي إلى تعاظم الاستفادة المتبادلة بين الخليج والصين، معبراً عن رغبته أن تكون الصين أول الداعمين لقيام الاتحاد الخليجي للدفع بالعلاقات نحو آفاق أوسع.
من جهتها، قالت نائب رئيس الوفد نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني جميلة علي سلمان: «إن البحرين تحمل توجهاً واضحاً تجاه الشرق منذ زمن»، مشددة على أن الرغبة بتوطيد العلاقات مع شرق آسيا والصين خاصة تأتي عبر رغبة قوية من قيادة المملكة وشعبها، مبينة أن هذا الموقف يتم النظر إليه اليوم على مستوى الخليج العربي ككل.
من ناحيتها، عبّرت العضو عائشة سالم مبارك عن تطلعها بأن تفتح جمهورية الصين الصديقة باب التعاون في مجال تبادل الأبحاث والدراسات بين البلدين لتحقيق أقصى درجات الاستفادة لزيادة وتنويع حجم التبادل، مؤكدة أن التعاون بين البلدين يجب أن يتعدى مستواه اليوم إلى درجات أعلى من التنسيق والتعاون على صعيد الاتفاقيات والتشريعات لتعزيز مستويات التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والتكنولوجيا وصناعة البتروكيماويات وغيرها من المجالات الأخرى.
بدوره، رأى العضو أحمد إبراهيم بهزاد أن العالم بدأ يدرك حقيقة مهمة، وهي بأن الصين أصبحت رائدة ومتطورة في المجالات التقنية والصناعية والتجارية، وهذا ما تؤكده الدراسات التي تبين مستوى الجودة الرفيعة التي تقدمها المنتجات الصينية وبأسعار تنافسية، موضحاً أن ذلك نابع من تجربة شخصية مع العشرات من الشركات الصينية التي أصبحت منتجاتها تضاهي ما تصدره الدول الغربية.
وبين بهزاد أن البحرين تمتلك مجالات عدة خصبة للاستثمار كمجال الطاقة والبنية التحتية ومشاريع الإسكان، خاصة في الوقت الذي وصلت فيه التكنولوجيا الصينية إلى مستويات متطورة ورائدة في تلك المجالات، التي من الممكن أن تستفيد منها البحرين في مشاريعها المستقبلية في ظل توجيهات قيادة البحرين لبناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية وزيادة الاستثمارات في مجالات الطاقة كالنفط والغاز.
العدد 4131 - السبت 28 ديسمبر 2013م الموافق 25 صفر 1435هـ