كشف مدير إدارة الأوقاف الجعفرية علي الحداد، عن توجه الأوقاف لإعادة بناء مسجد الشيخ عزيز، بمشروع يكلف أكثر من مليون دينار.

يأتي ذلك في سياق تأكيدات الحداد عن التوجه لبناء المساجد الآيلة للسقوط.

وتبين الإحصاءات الموجودة في موقع الأوقاف الجعفرية الإلكتروني وجود 728 مسجداً تابعاً لها، ويصنف الموقع كل مسجد ضمن حالة معمارية معينة، ومن ضمن هذه الحالات المعمارية، صُنفت 6 مساجد على أنها آيلة للسقوط، و291 مسجداً قديماً، و5 مساجد عبارة عن كبائن، و19 مسجداً عبارة عن سور فقط، و17 مسجداً عبارة عن أرض خالية، و81 مسجداً عبارة عن أكمة تراب.

وفي الوقت الذي يطالب فيه الأهالي ببناء هذه المساجد، ترجع الأوقاف الجعفرية أسباب عدم بنائها لكونها مساجد غير موثقة.

جهات تسعى لاستملاك جزء من أرضي مسجدين في النبيه صالح

في هذا الصدد، أكد أمين سر جمعية النبيه صالح الخيرية حسين شعبان أن قرية النبيه صالح تضم العديد من المساجد التي تحتاج إلى إعادة بناء، مثل مسجد الإمام المهدي واللجمة والحالة وبديعة والغبة، وأن أهالي النبيه صالح منذ أكثر من خمس سنوات يطالبون بإعادة بناء هذه المساجد، ولم يتم بناؤها حتى الآن كونها مساجد غير موثقة.

كما أكد أن جهات متنفذة تسعى لاستملاك جزء من أرضي مسجدي الحالة وبديعة، وهو ما حدا بعدد من شباب القرية لوضع سور حول هاتين الأرضين للحفاظ على مسجديتهما.

وقال شعبان: «قام أهالي القرية بمقابلة مدير الأوقاف الجعفرية الذي وعدهم قبل ثلاث سنوات ببناء مسجد الإمام المهدي ضمن مشروع المساجد الذكية، وإلى الآن لم نرَ تنفيذاً لهذا المشروع، وقابلنا جلالة الملك لبناء جامع للقرية، ووجه المعنيين لتنفيذ البناء، وكان هناك تعاون كبير من رئيس الأوقاف الشيخ محسن العصفور، إذ تم إصدار شهادة مسح إلى المسجد، إلا أنه لم يتم الشروع في البناء بسبب تضارب الآراء بشأن صلاحية الأرض بأن تكون جامعاً».

وأضاف «أما بخصوص مسجد النبيه صالح فنحن قد طالبنا الأوقاف بصيانة المسجد منذ ثلاثة أشهر تقريباً وأرسلوا لنا لجنة ونحن ننتظر قرارها، إلا أننا نطالب الأوقاف بأن تدفع إيجاراً يدخل ضمن حساب المقبرة، وذلك لأن مساحة مسجد النبيه صالح الآن ليست كلها من ضمن المساحة الأصلية للمسجد، بل إنه يأخذ جزءاً من مساحة المقبرة، وهناك حاجة لأن نقوم بترميم المقبرة للحفاظ على المنحوتات الصخرية الأثرية فيها، كما نتمنى بناء شقق سكنية تابعة للمسجد لكثرة زواره».

مسجد الشيخ عبدالله يحتاج إلى صيانة

وأما قيم مسجد الشيخ عبدالله في المقشع محمد منصور، فأكد حاجة المسجد إلى صيانة أو إعادة بناء، وخصوصاً أن المسجد متصل بالمقبرة، وتقام فيه الصلاة على الميت، ويقبل عليه الكثيرون في حالات الوفاة.

وقال: «طالبنا الأوقاف بإعادة بناء المسجد، ولكن كان الرد بأن هذا المسجد وقفه ضعيف، وتمت صيانة دورة المياه فقط، ونحن نطالب بإعادة إعمار هذا المسجد، وندعو أهالي الخير والصندوق الخيري لجمع التبرعات لإعادة بنائه».

«الخميس» مهمل... و «الخيف» مهمش... ووثيقة «الرستان» في «المتحف»

من جانبه، ذكر صاحب مدوّنة سنوات الجريش المدوّن جاسم عباس، أن أقدم المساجد في البحرين بحسب الوثائق المتوافرة هو المشهد ذو المنارتين «مسجد الخميس»، ثم مسجد الرفيع ويسمى مسجد «جمالة»، وهو ثاني مسجد في البحرين، مشيراً في الوقت نفسه إلى مساجد لم يتم توثيقها.

وقال: «إن مسجد الخيف في الدير مهمش ولا ذكر له، كما أن مسجد الخميس مهمل».

وأضاف أن «هناك ما يقارب المئة مسجد تسمى (مساجد التلال)، وهي مساجد عبارة عن أكمة تراب، وهي أراضٍ ترفض الحكومة توثيق أغلبها على رغم كونها مساجد أثرية، وموثقة في الأوقاف الجعفرية ولكن لم تمنح رخص للبناء، فمثلاً مسجد الرستان في عالي الذي هدم في 2011 توجد له وثيقة في متحف البحرين هي عبارة عن صخرة منحوتة «ساجة» مذكور فيها وقف للمسجد هو (عين رستان)».

«بلدي الشمالية»: محاولات لتسجيل الأراضي المخصصة للمساجد

أما ممثل الدائرة الثالثة في مجلس بلدي الشمالية عبدالغني عبد العزيز، أكد أن المجلس البلدي لا تقع على عاتقه مسئولية بناء المساجد، وإنما يقتصر دوره على تسريع عجلة بنائها، بالتعاون مع جهاز المساحة والتسجيل العقاري.

كما أكد المجلس البلدي يعمل على محاولات تسجيل العديد من الأراضي المخصصة للمساجد بحسب الإمكانيات المتاحة له وفي حدود مسئولياته في هذا الشأن.

«الأوقاف الجعفرية»: معظم مساجد البحرين غير موثقة

وفي هذا الشأن، قال مدير إدارة الأوقاف الجعفرية علي الحداد: «الأوقاف ترحب بجميع طلبات التوثيق للمساجد، وتحاول قدر الإمكان توثيق أكبر عدد من المساجد. فمن المعروف أن معظم مساجد البحرين غير موثقة ولكننا نصدر شهادات مسح لها، وهذه الشهادة تسمح لكل طالبي البناء بالشروع بالبناء فعلاً من دون إشكاليات».

وأضاف «أبوابنا مفتوحة لكل متبرع ينوي بناء أي مسجد من المساجد غير الموثقة، بل ونبارك خطوته نحو عمل الخير».

وأكد الحداد أن الأوقاف تسعى لبناء العديد من المساجد وعلى رأسها مسجد الشيخ عزيز، وقال في هذا الشأن: «هناك مخطط كبير على مستوى راقٍ لإعادة بناء المسجد، بمشروع بناء قد يكلف أكثر من مليون دينار إذ إن المشروع حالياً قيد التصميم».

وأضاف «من المتوقع أن يكون هذا المسجد تحفة من التحف التي لا يمكن تصورها، والتي تعجب كل من ينظر إليها، ولم يتبقَ على التصميم سوى اللمسات الفنية الأخيرة ليكون جاهزاً للإنشاء، وسيتم الإعلان عن كل التفاصيل خلال الفترة القريبة المقبلة».

وأكد الحداد أن مشروع المساجد الذكية قائم على قدم وساق، فهو مشروع يختص ببناء أكثر من 300 مسجد آيل للسقوط، ويجري عقد هذا المشروع مع شركة أوكرانية، وقال: «بدورنا سنقوم بزيارات ميدانية لتفحص هذه المساجد ولمعرفة حاجاتها ولكن كل هذه الأمور تحتاج إلى وقت، وسعي من الجهات الحكومية المختصة، وسينطلق المشروع من منطقة الماحوز».

أما فيما يتعلق بصيانة المساجد، فأكد أن الأوقاف الجعفرية تقوم بصيانة دورية للمساجد، في إطار اهتمامها بمتابعة جميع المساجد التابعة لها.