العدد 4130 - الجمعة 27 ديسمبر 2013م الموافق 24 صفر 1435هـ

معرض وملتقى فنّ الخط العربي: افتتان شاب بالحرف والخط

نظم مركز شباب رأس الرّمان الثقافي معرض وملتقى فن الخط العربي في الفترة من (27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) حتى (17 ديسمبر/ كانون الأول 2013)، بدعم من بيت التمويل الكويتي الذي أكد في كلمة التقديم سروره لرعاية «هذه الفعالية الفنية الفريدة، احتفاء بالخط العربي كرمز لهويتنا العربية وإصرارا على المحافظة عليها من الذوبان والتلاشي في عالم لم يزل متغيراً على الدوام».

فيما رأى مجلس إدارة نادي النجمة، مركز شباب رأس الرمان أن هذا المعرض سيشكل بحق انعطافة نوعية لبرنامج المركز «في سعيه الدؤوب إلى خلق اجواء من الافتتان والتعاطي الجاد مع مجمل الفعل الإبداعي والطروحات الرصينة لما يمكن أن يكون عليه الفضاء الثقافي في مجتمعنا.

خمسة وعشرون خطاطاً وخطاطة من شباب البحرين اجتمعوا على حب الخط العربي. اجتمعوا على الذهاب اليه بسلاح العشق والهيام والشغف به والتغني بصرير قصبه وبمحاولات ملؤها الجد والمثابرة لسبر أغوار أسرار حروفه. هذه الحروف اللذيذة الطيعة لمن يعرف طباعها ويقترب من تشريح أجسادها. الحروف تنصت جيداً لمن يجادلها، يشاكسها على طريق الحق والجمال. الحروف تنصت جيداً لمن يود ولوج معرفة تاريخها وبدء تكونها ووجودها، حاضرها وماضيها، لمن يرغب في معرفة معنى الفعل «اقرأ» في قول الله عز وجل في قرآنه الكريم .

يعرض هؤلاء الشباب نتاج عشقهم وحبهم لهذا الفن يتقدمهم في ذلك الخطاط سلمان.

الجميل في المعرض أن أغلبية المشاركين هم من مواليد سبعينات وثمانينات القرن الماضي، أي أن الحياة والخط العربي مقبلان عليهم شريطة التعامل بشكل جاد وحنون ومدروس بالنسبة إلى الثاني.

من خلال مشاهدتنا لأعمال المعرض وجدنا هذه الرغبة متوافرة، ولمسنا هذا الحماس والمثابرة تجاه الخط من خلال نتاجهم.

هذا النتاج الذي يختلف في مستواه من خطاط إلى آخر وهذا ديدن الحياة. ما نقصده تحديداً بتباين المستويات دائماً ما يكون متجلياً في قوة الحرف من حيث مشقته وطراوته، وفي الكتابة برمتها من حيث السلاسة والخفة واستيعاب خوافي الحروف والسطور وفي طرائق التركيب المتعارف عليها.

مادام الغالبية من الشباب الخطاطين في طور البحث والتدريب والتجريب فمن الطبيعي تتخلل بعض الكتابات ثغرات وضعف ولربما قصور أيضاً في البعض من التركيبات، ما دمنا نؤمن أننا ما انفككنا طلاب بحث، والطالب يتعلم، ومن أحب التعلم والعلم لا يخشى الوقوع في الخطأ أبداً، بل يعتبر الوقوع في الخطأ تعلماً وقياماً ونهوضاً يؤدي إلى الإجادة وتقدم المستوى وخطوة انطلاق إلى الأمام.

تعريجا على المعرض يمكننا القول أن بعض الأعمال حققت حضورا جيدا بين المعروضات، على أن هذا القول لا يعني أن بقية الأعمال لا جهد مبذولاً في إنجازها، ولا تقليلا من شخصياتهم وما هم عليه من مستوى في هذا المعرض تحديداً. نظن أن تباين المستويات الفنية هو سمة إنسانية حيث حضور الفروق الفردية ومستوى الموهبة وتطورها يعتمد على التدريب المستمر والتركيز، كما ورد في القول المنسوب إلى الإمام علي (ع) «الخط مخفي في تعليم الأستاذ وقوامه في كثرة المشق، ودوامه على دين الإسلام».

سلمان أكبر، الحاضر الأكبر والأهم كونه الأغنى تجربة والأعلى مستوى ودراية بأسرار الخط وخوافيه، والأكبرسنّاً بينهم، حيث الكثير من الخطاطين المشاركين درسوا على يديه، ومشاركته تأتي دعماً لهؤلاء الشباب وتشجيعاً ودفعاً لهم إلى عوالم وفضاءات الخط العربي الواسعة.

علي شهاب، مواليد 1983 «نُورٌ على نُور يهدي اللهُ لِنورِهِ مَنْ يَّشاء». تمتثل للدينامية، واللعب على حركية كلمة نور تدويراً، خط جلي ديواني.

عبد الحسين العبو، مواليد 1974 «اللهُ نورُ السَّمواتِ والأَرْضِ». رشاقة في حروف خطه الديواني وهيام أخذه للمزج بين ديواني غزلان وديواني المدرسة العراقية.

كميل عاشور، مواليد 1989 «أَلا إنَّ وَعْدَ اللهِ حق» جميل الحرف ثلثا، أرجو أن الأيام تأخذه إليه بنفس الحب.

علي الجد، مواليد 1973 «وبشِّر المؤمنينَ بأنَّ لهم من اللهِ فضلاً كبيراً». الأكيد أن هذا الحب تجاه الديواني الجلي والديواني للتأكيد عليه تدريباً مستمرّاً كتابة ومتابعة ونظراً.

قاسم حيدر، مواليد 1985 «ما شاءَ الله». مثير هذا الولع المجنون بالخط الكوفي بكل صنوفه، وكأن حسن حيدر رمى في قلبه بعضا ًمن هذا الشغف.

محسن غريب، الخطاط الوحيد الذي جاءت مشاركته مختلفة ومغردة خارج سرب العرف الأكاديمي للخط العربي وهو النهج والأسلوب المتبع القائم عليه هذا المعرض حيث راح يغرد في حقل ما يسمى بالحروفية العربية.

عزيز قاسم، مواليد 1973 «وما علَّمناه الشِّعر وما ينبغي له» الجميل في هذا العمل هو التكوين نفسه الذي ينحاز إلى حداثة التصميم اعتمادا على المساحة والفراغ، العمل منجز بخطي الثلث والإجازة.

يمكن الإشارة هنا والإشادة وبشعور منبعه المحبة والإعجاب بمشاركة الشابتين ريم العريض وفاطمة السيد في هذا المعرض وهذا الدخول الجميل في فضاء الخط العربي وعوالمه.

ملاحظة: بحسب ما ورد في كتيب المعرض وجدت أن الكثير من الخطاطين المشاركين لم يأتوا على ذكر المصادر. (خطاطون، كراسات، كتب) الأولى التي استقوا منها معرفة أصول الخط العربي وتعلمه ولو ابتداءً، وكأنهم ولدوا هكذا بمحض موهبة خارقة ووجدوا أنفسهم خطاطين.

عموما هذا الأمر ليس غريبا على المشهد الفني البصري، تشكيلا وخطا محليا وعربيا، ولا تعرف أسبابه ربما... وربما.

عموما من الكلمات التي وردت في كتيب المعرض كلمة بعنوان: «وللخط كلمة»، ورد في خاتمتها «جاء هذا المعرض انطلاقا من مبدأ تعميق الوعي بأهمية هذا الفن العريق والتعريف بخصائصه المميزة، وأعلامه الأفذاذ، باعتباره أحد الروافد الأساسية للحضارة الإنسانية ومن أجل الارتقاء بالذوق الفني العام وتكوين جيلٍ واعٍ بقيمة الخط العربي وجمالياته وذائقة فنية سليمة، وإبراز أصحاب التجارب المتميزة في الخط العربي وتشجيعهم. وهذا الذي نعول عليه من خلال منجز هذه الكوكبة الشابة الذي نتمنى أن يذهبوا إليه بوصفه فنّاً وجمالاً وتقنية وحبّاً أيضاً».

العدد 4130 - الجمعة 27 ديسمبر 2013م الموافق 24 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:19 ص

      كبار

      الخط مجلب للرزق والخير ومفتاح للبركة ولا ننسى أن الفنان الكبير حسين جعفر فتيل فهو مدرسة بحالها وقامة من قامات الخط العربي

    • زائر 1 | 12:35 ص

      شكر

      كل الشكر والتقدير للأستاذ والفنان عباس يوسف على الجهد المبذول والتغطية الجميلة لمعرض جمع نخبة من الخطاطين الشباب، لهذا الاهتمام الكبير ولصحيفة الوسط التي لم تتوقف لحظة في دعم وإبراز مثل هذه الفعاليات.

اقرأ ايضاً