قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، إن ضَعْف التوكل على الله سبحانه وتعالى، جعل مظاهر المخالفة للعقيدة تزداد لدى بعض المسلمين، بعد أن تعلقوا بأنواع من «الأوهام الباطلة».
وأوضح القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (27 ديسمبر/ كانون الأول 2013)، أن «الله سبحانه وتعالى أعز هذه الأمة بدين الإسلام؛ عقيدة وشريعة، وجعلها متميزة بثوابتها ومبادئها، وألغى جميع مسالك الجاهلية، وما تتعلق به من أوهام وضلالات، وإنه لما فرّط بعض المسلمين هداهم الله في عقيدتهم، وضعف عندهم جانب التوكل؛ أصبحت تلمس كثيراً من المظاهر المخالفة للعقيدة الصحيحة، حتى نسي بعضهم خالقه وبارئه، وتعلقوا بأنواع من الأوهام الباطلة، فهذا يتعلق بالمطالع ويرتب عليها نصيبه وحظه، ويسمي هذا طالع سعد وهذا طالع نحس، وذاك مترقب للأبراج يعلق عليها نجاحه وفوزه، وآخر بالشهور والأيام، ورابع بالأعداد والألوان وهلم جرا».
وأكد أن «التوكل على الله وحده، وتفويض الأمور إليه دون غيره، واعتقاد أنه وحده مالك النفع والضر دون سواه، والبعد عن التطير والتشاؤم؛ أمور يجب على المسلم أن يعتقدها ديناً لله الواحد القهار؛ لا يشركه فيها أحد من الخلق».
وتساءل: «أي دين بل أي عقل عند من يحادّ الله في علمه وقدرته وتصرفه، بل أي إيمان وفهم ومسكة عقل عند من يذهب إلى الأفّاكين ويصدق المضللين؟! أين الدين والعقيدة؟! أين العقول والأفكار؟! لقد كان أهل الجاهلية يكفون عن القتال في الأشهر الحرم، فإذا حل شهر صفر كثر القتال وانتهكت الحرمات، فيتشاءمون من هذا الشهر، وهذا وإن كان ليس غريباً على عُبَّاد الأوثان، فإن الغرابة كل الغرابة أن يوجد هذا الأمر عند أدعياء الإيمان بعد أن أبطله الإسلام».
واعتبر أن الأمر «غريب وعجيب... أن تعبث الخيالات والأوهام والخرافات ببعض أبناء الإسلام، فماذا تغني الشهور والأيام من يوم الثلثاء وشهر صفر وعدد ثلاثة عشر، وما ذنب الحيوانات والطيور من الغراب والبوم وماذا تملك الزهرة وزحل؟! ولكنها أوهام الجاهلين وألاعيب الشياطين، فأفيقوا -أيها المسلمون- من الغفلة عن هذه القضايا المهمة وقوّوا يقينكم بالله عز وجل، وحققوا التوكل عليه سبحانه، واحذروا التطير والتشاؤم».
وأشار القطان إلى أن التذكير بهذه الأمور يأتي من «منطلق الحرص على صفاء العقيدة، والنصح لله ولعباده، وما لهذه الأشياء من انتشار ورواج في بعض المجتمعات، ويخشى أن ينخدع بها بعض ضعاف الإيمان، ومع أننا في عصر تفتق العقل البشري، ونمو الفهم المادي، والتفجر المعلوماتي، إلا أنه لا تزال مثل هذه الأوهام موجودة في بعض الأوساط والمجتمعات، مما يعقد المسئولية على حملة الشريعة وعلماء الأمة الموثوقين في انتشال الغارقين في لجج هذه الأوهام الباطلة إلى ساحة الإيمان، وبر الأمان وشاطئ الخير والعقيدة والسلام».
وأفاد بأن «التوكل على الله إيمان بالغيب، وتصديق بموعود الله بعد استنفاد الوسائل المشروعة في عالم الشهادة واستكمالها، إنه تسليم لله بعد أداء كل ما يرتبط بالنفس من مطلوبات وواجبات، ما كان تواكلاً ولا اتكالية ولا تضييعاً للسنن ولا إهمالاً للأسباب».
وذكر أن «الله سبحانه وتعالى جعل التوكل عليه شعاراً لأهل الإيمان، يتميزون به عمن سواهم، وضمن لمن توكل عليه كفايته ما أهمه، والقيام بأمره وإصلاح شأنه، كما إنه وعد المتوكلين عليه الأجر العظيم والثواب الجزيل».
وأضاف «عند حلول الفتن، ووقوع المحن، يظهر توجه المتوكلين، وتضييع المتواكلين، وما ذاك إلا لأنها معايير دقيقة، ومقاييس منضبطة لسبر أغوار الناس، وإظهارهم على حقائقهم، وامتحان عقائدهم، وصدق توكلهم، والموفق الملهم من كان مع الله في كل أحواله، وعرف ربه في سرائه وضرائه، وسار في كل أموره متوكلاً على الله، معتصماً به».
وقال القطان إن: «التوكل على الله مقام عظيم جليل القدر، كبير الأثر، أمر الله به عباده وحثهم عليه، وندبهم إليه في مواضع كثيرة من كتابه، كما جعله سبحانه سبباً لنيل محبته ورضاه».
وتابع «من كان بالله وصفاته أعلم وأعرف كان توكله أصح وأكمل وأقوى، ومن لم يكن كذلك فهو يظن أن حظوظاً عمياءَ هي التي تقرر مصائر الحياة والأحياء... وإن من الجهل الذريع بالله وصفاته أن يتوقع المرء الخذلان وهو مرتبط بربه معتمد عليه، أو يخاف غير الله». وبيّن إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، أن «من ضعف الإيمان بوعد الله ووعيده أن يظن جاهل أنه لن ينصر الله الإسلام والمسلمين ويكفيهم شر أعدائهم، وإن من سوء الظن بالله -جل وعلا- أن يعتقد أحد أنه لن ينصر دينه ويعلي كلمته».
العدد 4130 - الجمعة 27 ديسمبر 2013م الموافق 24 صفر 1435هـ
sunnybahrain
السلام عليكم ،،شيخنا الكريم رجاء ولوجه الله ،،ساعدنا للتخلص من الخمور والزمور في مملكة البحرين المحترمه ،،يا مسهل ،،