العدد 4130 - الجمعة 27 ديسمبر 2013م الموافق 24 صفر 1435هـ

فخرو يتقاسم مع والدته وأخيه كليتيهما

خضع لعمليتي زراعة كلى خلال 31 عاماً

فخرو يروي كيف أنقذت والدته حياته فعاش 20 عاماً وكيف أنقذ أخوه حياته بعد إصابته بالفشل الكلوي للمرة الثانية-تصوير محمد المخرق
فخرو يروي كيف أنقذت والدته حياته فعاش 20 عاماً وكيف أنقذ أخوه حياته بعد إصابته بالفشل الكلوي للمرة الثانية-تصوير محمد المخرق

31 عاماً كانت مليئة بذكريات المرض حاول فيها زراعة الكلى مرتين، فالمرة الأولى أنقذت حياته والدته التي تبلغ من العمر اليوم 70 عاماً، وهو اليوم يبلغ 59 عاماً، وبعد 20 عاماً من الزراعة أصيب بفشل كلوي مرة أخرى وتبرع له أخوه.

«لو لم يكن هناك متبرع لكنت غير موجود الآن» هكذا بدأ مريض الكلى محمد جاسم فخرو كلماته في لقاء مع «الوسط» يروي خلالها تفاصيل إصابته بالفشل الكلوي وكيف أن والدته وشقيقه أنقذا حياته مرتين.

تبدأ تفاصيل إصابة فخرو بالمرض عندما كان يبلغ من العمر 23 عاماً وكان للتوِّ قد تخرَّج وحصل على دبلوم هندسة مدنية، قائلاً «كان ذلك في عام 1981 كنت أشعر بصداع في تلك الفترة، واعتقدت حينها أن سبب الصداع المستمر هو بحثي عن عمل، وبعد التحاليل والأشعة الملونة تم تشخيص حالتي بأني مصاب بفشل كلوي، ولكون أن التشخيص استغرق فترة طويلة، فإنه قبل التشخيص كان يتم وصف أدوية ساهمت في زيادة الحالة وذلك بحسب ما أكد الأطباء».

وأضاف «في تلك الفترة لم يكن هناك برنامج لزراعة الأعضاء، ولم يتم الإعلان عن هذا البرنامج إلا في عام 1995، لذلك بقيت فترة طويلة في مجمع السلمانية الطبي يحاول خلالها الأطباء دفع وزارة الصحة للتكفل بمصاريف العلاج وإرسالي لدولة الكويت، إلا أن المحاولات لم تكن مجدية فقد تحملت الوزارة فقط تكاليف الإقامة».

تابع فخرو «كان من المقرر أن يقوم أخي الأصغر مني بالتبرع بكليته لإنقاذي، إلا أن انشغاله في الدراسة في ذلك الوقت، وخوف والدتي عليّ دفعها إلى التبرع وذلك بعد أن أثبتت التقارير بأن هناك مطابقة بينها وبيني وأن بإمكانها التبرع».

وواصل قائلاً «عملية التبرع تمت في دولة الكويت، إذ تمت معاملتي كمواطن كويتي، ولم يتم أخذ أي مبلغ مالي مقابل العملية على رغم أن كلفة العملية في ذلك الوقت كانت 6 آلاف دينار، كما لم يتم احتساب أي مبلغ مالي على الأدوية، وبقيت في دولة الكويت لمدة خمسة أشهر وذلك لمتابعة حالتي الصحية».

وأضاف «بعد التبرع عادت حياتي لطبيعتها، فلم أكن أستطع الصيام نتيجة لإصابتي بالفشل الكلوي، إلا أنه بعد عملية الزراعة تمكنت من ذلك بدون أي مضاعفات، كما تمكنت من الزواج وإنجاب أربعة أطفال أكبرهم الآن يبلغ 25 عاماً وأصغرهم يبلغ من العمر 14 عاماً».

وأكد فخرو أنه بقي لمدة 20 عاماً بعد تبرُّع والدته قادرا على ممارسة حياته بشكل طبيعي، كما بقيت أمه تمارس حياتها بشكل طبيعي، مبيناً بأنه بعد التبرع كانت كفاءة كلية والدتها تعمل بنسبة 95 في المئة بعد أن كانت بنسبة 80 في المئة، مشيراً إلى أن والدته تبلغ اليوم من العمر 70 عاماً وهي لا تعاني من أي أمراض الكلى، فما تعانيه اليوم فقط هي أمراض الشيخوخة كأمراض المفاصل.

وذكر فخرو بأنه بعد مرور 20 عاماً كان يتابع علاجه في مجمع السلمانية الطبي ولم يكن هناك إجراء مستمر للتحاليل، مبيناً أن الطبيب كان يصرف الأدوية بشكل اجتهادي منه على رغم أنه في تلك الفترة كانت نسبة الكرياتينين مرتفعة وكان يعلل ذلك لكبر سنه، مشيراً إلى أنه لجأ إلى الاستشاري صادق عبدالله في 2002 الذي اطلع على ملفه وأوقف أحد الأدوية بسبب أنه تم إيقاف استخدامها منذ فترة طويلة واستبدالها بدواء آخر، وقام بالتحاليل اللازمة، مؤكداً أنه تم الكشف عليه واتضح أنه أصيب بالفشل الكلوي مرة أخرى وأنه بحاجة إلى زراعة.

وتابع «لجأت إلى دولة الكويت مرة أخرى، وأثنى الأطباء على ما قام به الاستشاري صادق عبدالله، فدواء الأمروين الذي كان يتم وصفه قد تم إيقافه واستبداله بآخر، كما أكدوا بأن تأخري في اللجوء لطبيب مناسب ضاعف المشكلة».

وقال فخرو «لجأت إلى الكويت على رغم وجود برنامج زراعة الأعضاء في البحرين وذلك لحاجتي إلى متابعتي من استشاري، فقد كنت أخشى أن يتم تحويلي على طبيب غير استشاري بعد العملية، لذا فضلت إجراء عملية زراعة الأعضاء في الكويت، بدأت في البحث عن متبرع، فأخي الذي كان من المقرر أن يتبرع لي في المرة الأولى قد توفي، وأمي طالبت بان آخذ كليتها إلا أن ذلك يعد انتحاراً لها، فكان أخي الآخر هو المنقذ لي، وتبرع بكليته في عام 2005، وها هو اليوم يعمل في الدوحة ويمارس حياته بشكل طبيعي، وأنا أيضا أعيش وأمارس حياتي الطبيعية». وأكد فخرو أنه لولا التبرع لكان غير موجود فالبحث عن متبرع من غير الأقارب صعب وقد لا يكون متطابق مع المريض، موضحاً أن التبرع بالأعضاء كالكلى لا يؤثر على حياة المتبرع، ولا أدل على ذلك من والدته وأخيه اللذان تبرعا له بكليتيهما منذ أعوام.

العدد 4130 - الجمعة 27 ديسمبر 2013م الموافق 24 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:08 ص

      الله يعطيك الصحة

      ويطول عمر والدتك واخيك وجزاءهم الله خيرا ولا ننسي دور وزارة الصحة علي تاهيل الكوادر الطبية لعلاج هذه الحالات المرضية

    • زائر 1 | 12:41 ص

      ونعم الاستشاري

      لكن عليه ضغط كثير والله يساعده ويعلم من يقدر ان يعلمهم ويمرنهم وشكرا لابناء الوطن الخيريين

اقرأ ايضاً