لا تخلو الجامعات من المتطلبات والتكليفات التي من شأنها تطوير قدرة الطالب على العطاء والتجربة، وتعزيز المناهج الدراسية بطرق ذاتية تُسهل الفهم، لكن ماذا إذا كانت هذه المشاريع تفوق إمكانية الطلبة، وتتسبب لهم بضغوط إضافية غير محتملة، حيث يشكو العديد منهم من ضيق الوقت لإنهاء المهام المطلوبة.
من هنا كان لنا حديث مع بعض طلبة جامعة البحرين عن الضغوط الجامعية، حيث إن الحياة - كما يرون - لم تعد تقتصر على الدراسة فحسب، بل هناك أنشطة يمارسونها وتفاصيل اجتماعية يعيشونها ومسئولية تقع على عاتقهم.
البداية كانت مع طالبة قسم الإعلام زينب حسن، تقول: «أعاني من الجهتين، المشاريع التي تتطلب وقتاً طويلاً؛ لإنجازها والتي يكاد يكون هناك مشروع أو مشروعان لكل مقرر، وعجزي عن جدولة أعمالي في سلَّم زمني مناسب من الناحية الدراسية والاجتماعية».
أما طالبة المحاسبة صفاء الخزاعي، فقد ذكرت أن طموحها أطول من الوقت، وأكبر من الواجبات حيث قالت: «كوني من الفئة التي تعمل إلى جانب الدراسة، أحاول جاهدة أن أحافظ على التوازن القائم بين أدائي الوظيفي وأدائي الجامعي على رغم كثرة المسئوليات».
وأضافت «إنّي أحب أن أنشغل في الأمرين؛ لأن ذلك يدفعني إلى تنظيم وقتي واستخدام إمكانياتي على أفضل وجه، لذلك أطمح إلى مواصلة المسير في هذا الدرب؛ لأن المستقبل الباهر يجيء دائماً لمن لديه حاضر متميز بالمثابرة».
تراكم المهام
تلقي طالبة المحاسبة غفران سعيد باللوم على الضغوط التي تواجهها في كل مادة، حيث تقول: «غالبية الأوقات يكون الخطأ بسبب سوء تنظيمي وقتي، وهذا يأتي بسبب الضغوط التي أواجهها، فلكل مادة واجبات ومشاريع وامتحانات ولابد أن أخصص لها وقتاً كبيراً من يومي، لكن بسبب الأعمال الكثيرة أفقد العزيمة لإنجازها وتتراكم كلها حتى نهاية الفصل».
أما بتول محفوظ (طالبة في الهندسة المدنية) فتنفي أن يكون لها يد في التقصير الناتج عن ضيق.
وتقول: «يحدثُ أحياناً أن يكون لدي بالفصل الواحد ست مواد، ويكون موعد تسليم المشاريع لهذه المقررات كلها في تاريخ واحد، والتي عادةً مَّا يتم إعلانها بعد امتحانات المنتصف، ودائماً مّا تكون بحاجة إلى جهد بالغ لإنجازها، على رغم أنها الأقل نصيباً في سلم توزيع الدرجات، الأمر الذي يتركني في النهاية متخبطة ويائسة».
إلى ذلك، قالت أستاذة الإعلام السياسي في جامعة البحرين بكلية الآداب خلدية آل خليفة: «لا أعلم في الحقيقة مقدار الواجبات التي يكلف بها كل أستاذ طلابه، لكننا لو تأملنا الواقع سنجد الآتي: أولاً - طبيعة شهادة البكالوريوس في أية جامعة عالمية مرموقة عادة ما تكون محملة بواجبات وتكليفات كثيرة بحسب طبيعة كل مقرر، ويفترض على الطالب أن يعي طبيعة الدراسة الجامعية ومتطلبات كل تخصص، وأهمية تنظيم الوقت بشكلٍ رئيس، ثانياً - إن الطالب يثقل كاهله بمواد كثيرة في كل فصل دراسي، فكثير منهم يركزون على سرعة التخرج بدلاً من التأني في دراسة المقررات، فيثقلون على أنفسهم بدراسة مقررات كثيرة في الفصل الواحد».
وتضيف «أما عن إدارتي للمقررات التي أقوم بتدريسها، فإن ذلك يعتمد على طبيعة كل مقررٍ على حدة، ومنها أعيِّنُ نوعية التكليفات والواجبات، لكن بحيث لا تشكّل أكثر من 20 في المئة من تقييم أداء الطلاب بشكلٍ عام».
وترى أن «تدني مستوى الطلاب يعود إلى أكثر من سبب أهمها: ضعف التكوين اللغوي قبل دخول الجامعة سواء للغة العربية أو الانجليزية، إهمال وتقاعس الطلاب عن تقديم أفضل جهد لكل مقرر على حدة، إضافة للجوء بعض الطلاب إلى لغة الاختصار أثناء الإجابة عن الأسئلة وخصوصاً عند مقارنة أدائهم ببقية زملائهم المجتهدين».
وهناك بعض النصائح التي قدمتها خلدية آل خليفة حيث قالت: «أنصح الطلاب بتسجيل المواد التي يمكن تقديم أداء مميز فيها مع بداية كل فصل دراسي مع تجنب إثقال الطالب نفسه بمقررات كثيرة مقابل أداء ضعيف، تخصيص الوقت الكافي لكل مقرر على حدة، الحرص على حضور المحاضرات والتركيز على شرح الأستاذ أثناءها، التحلي بالجدية أثناء العام الدراسي والاهتمام بتوجيهات الأساتذة للحصول على أفضل النتائج، اعتماد طريقة الإسهاب والإيضاح في الإجابة على الأسئلة أثناء الامتحانات».
إدارة الوقت
غالبية من حدثناهم عن الضغوط الدراسية ذكروا عامل إدارة الوقت في حديثهم؛ من هذا المنطلق كان لابد من الاستماع للمختصين في هذا المجال، فكان لنا لقاء مع اختصاصي التنمية الذاتية والتطوير الإداري محمد الملا، حيث قال: «عندما يأتي الأمر إلى مسألة تنظيم الوقت، فإن أهم عامل يجب الانتباه إليه هو عامل التوازن بين جميع المتطلبات الدراسية والحياتية الأخرى، والتوازن لا يكون إلا من خلال رؤية شاملة لجميع المتطلبات باختلافها، ولكي أنجز ذلك فإن أفضل ما يمكن عمله هو عمل «جدول أسبوعي» - يتجدد أسبوعيّاً - للمهام المطلوبة مني».
واضاف «من المهم جدّاً أن أكون متوازناً بين المتطلبات العائلية بشكلٍ عام وبين أداء الفروض الدراسية، كلٍ على حسب أولويتها، وفي الجدول الأسبوعي يمكن تحقيق ذلك بسهولة، فأقوم أولاً بملء الأسبوع بمواعيد الدروس والمحاضرات ومواعيد زيارة الأهل والواجبات الأسرية والاجتماعية طيلة الأسبوع، فيكون واضحاً متى سيكون وقتي مزدحماً جدّاً ومتى سيكون لدي متسع للمهام المطلوبة مني».
ويقول الملا: إن «العامل الثاني هو إدارة الأولويات... ففي الأوقات التي يوجد شاغر من الوقت لا بد أن يتضح لي أي من المهام الدراسية أو الحياتية يجب أن أفعلها على طريقة الأهم قبل المهم، وفي حال كانت هناك مهمتان عاجلتان فإنه يجب عليّ ومن دون تردد أن أقوم بالمهمة الأكثر أهمية منهما ولا أضيع جهدي في محاولة القيام بكلتيهما في وقتٍ واحد، فلا تكون النتائج مرضية في أيِ منهما»!
كما يشدد على ضرورة تنظيم الوقت بما يتوافق مع الطاقات الشخصية، فيقول: «من المهم أيضاً أن أنظم وقتي على حسب طاقتي البدنية والنفسية والعقلية، فوقت الظهيرة مثلاً هو وقت من الممكن تخصيصه دائماً للمهام العائلية حيث يكون فيها الجسم بحاجة إلى الراحة والطاقة ولا يمكن أن يكون التركيز في أمور الدراسة مثمراً فيه، بعكس الفترة الصباحية من الإجازة، ففيها يكون الوقت أكثر ملاءمة وأجواء الدراسة».
ويضيف «كذلك فإن النوم المبكر الذي يعقبه استيقاظ مبكر هو من الأساسيات، فالكثير من الناس يلجأ لجعل أوقات المراجعة في المساء ولأوقات متأخرة بدعوى الاجتهاد والمثابرة، والواقع أن هذا الوقت هو وقت الراحة للجسم والعقل وهو أمرٌ لو تم فسيجعل من اليوم الثاني يوماً نشيطاً وكله جهوزية للعطاء والتركيز».
وأكد أهمية جدولة المهام اليومية، قائلاً: «يبقى عدم إغفال أهمية القيام بقائمة المهام اليومية to do list في صباح كل يوم، والتي تجعلك منتبهاً ومستوعباً المهام المطلوبة منك ومنتبهاً إلى أولوياتها، وهذا يساهم كثيراً في مساعدتك على قول كلمة لا، عندما يأتي أحدهم ليطلب منك طلباً خارجاً عن أولوياتك ومتطلباتك؛ فوقتك قد تم التخطيط له بشكل مسبق، وهكذا وبشكل تلقائي فإني أنجز مهامي بحسب أوقاتها والموعد المطلوب مني فيه أداؤها».
العدد 4129 - الخميس 26 ديسمبر 2013م الموافق 23 صفر 1435هـ
على الجرح
موفقة ايمان ,,, وجبتينها على الجرح هذه الايام بالنسبة للطلبة اسوأ الايام وما يصدقوون متى يسلمون كل المشاريع ويفتكوون والدكاترة ما يحاسبون في طوول الكورس اسايمنتات وفي النهاية بروجكت هالشي يفوق طاقة الطالب
جميل يا ايمان ، من ناحية الاسلوب و اختيار الموضوع .. بالتوفيق لجميع الطلبة
3>
رائع إيمان .. مقال هادف وفقتم لكل خير
واقع
موضوع جميل يتكلم عن واقع كل طالب جامعي، موفقين
.
موضوع رائع
نور النور
السلام عليكم~ شكرًا للكاتبة ع المجهود المبدول
الأنضباط وعدم التأجيل من شأنها تنظيم الوقت؛ وفق الله طلابنا لكل خير
موضوع جميل
موضوع جميل..وبالتوفيق للجميع.
مقال جميل
اختيار موفق للموضوع اذ يعاني أغلبية الطلبة من هذه المشكلة و لا بد من تسليط الضوء عليها .. وُفِّقتم ان شاء الله
بالتوفيق
موضوع يلمس كل طالب جامعي .. موفقين جميعا
المتجمع و المدرسين
هنالك ميل في المجتمع البحريني بشكل عام لاكمال الدراسة الجمعية ضمن وقت زمني محدد.. فيضطر الطالب احيانا إلى التسجيل في مواد فوق طاقته.. ناهيك عن الاحساس المفقود لدى الكثير من المدرسين بأن هذا الطالب مضغوط!!!
عجبني
عجبتني المادة المطروحة .. انا شخصيا اتوقف عن العمل بعد صلاة المغرب.
بالتوفغŒق .
مقال لطيف
كل التوفيق يا ايمان، من أحسن لأحسن.