جاءت قرعة كأس الملك العشوائية لتشد انتباه الجميع ولتكتب إثارة غير متوقعة كما هي عادة القرعات السابقة التي كانت موجهة، القرعة العشوائية حظيت بارتياح كامل من الفرق لأول مرة فأكدوا في تصريحاتهم عن إعجابهم وارتياحهم من هذه الطريقة التي ستبعد بلا شك التباكي بالوقوع عمدا أمام فرق قوية والظنون بوجود توجيه لفرق ضد أخرى، وحبذا لو أكمل الاتحاد إثارته وتطوير القرعة بأن جعلها تقام بعد نهاية كل دور، ما سيضفي إثارة وترقبا أكبر على القرعة، كما هو الحاصل في مسابقات الكؤوس في مهد الكرة إنجلترا، التي تجرى فيها القرعة مباشرة بعد نهاية آخر مباراة من كل دور حتى مباريات قبل النهائي.

هناك من يقول إن إقامة القرعة بشكل موجه ليس بدعة، وهو معمول به في أغلب الاتحادات الأخرى، لأنه يخدم المسابقة فنياً وجماهيرياً، إذ يضمن وصول الأندية القوية والأفضل على المستوى الفني، والأكثر جماهيرية إلى الأدوار المتقدمة، لكن القرعة العشوائية أيضا ليست بدعة، وهي تمهد أكثر لأن يكون بطل مسابقات إخراج المغلوب قادرا على مواجهة أي فريق ليثبت جدارته سواء في دور الستة عشر أو الأدوار النهائية وهذه طبيعة بطولات الكؤوس، فهي ستبعد الشكوك عـن الجميع وتعطي كل ذي حق حقه.

كثير من التقارير كتبت بعد إجراء الفيفا لقرعة كأس العالم المقبلة في البرازيل 2014، وعن محاباته للمنتخب الأرجنتيني بعد أن وقع في مجموعة عدها النقاد معدة لأن يخط ميسي وزملاءه طريقهم للنهائي بسهولة كبيرة جدا، لأنهم ابتعدوا عن الفرق القوية كإسبانيا بطلة العالم والبرازيل بطلة القارات وهولندا وصيفة بطولة جنوب إفريقيا 2010 وإنجلترا والأوروغواي وإيطاليا، قبل أن يخرج الفيفا لنفي كل هذه المعلومات.

لماذا لا تحذو الاتحادات الأخرى حذو اتحاد الكرة في اعتماد القرعة العشوائية في مسابقات الكؤوس، لما لذلك من إثارة في القرعة نفسها وفي البطولة أيضا، من دون ان نرسم طريق الإثارة الزائفة التي ستوجدها القرعة الموجهة، وخصوصا أن الفرق الصغيرة تظهر بشكل مغاير في مسابقات الكؤوس التي تحتاج لنفس مغاير لما تتطلبه مسابقات الدوري الطويل، وما مفاجآت كأس إنجلترا الأخيرة من فوز فريقين متأخرين في الترتيب كسندرلاند الأخير في الدوري على تشلسي وستوك سيتي على توتنهام ولا ننسى أيضا فوز فريق ويغان الهابط بكأس إنجلترا الموسم الماضي، كل ذلك دليل على الشكل الآخر الذي تظهر فيه الفرق في مباريات الكؤوس، والذي رسمته قرعة عشوائية تقام بعد نهاية كل دور.

تحية للجنة المسابقات باتحاد الكرة الجديدة التي جلبت شيئا جديدا في مسابقاتنا بعد سنوات من إقامة القرعة بشكل موجه الهدف منه أن تتقابل فرق الرفاع والمحرق والأهلي والبسيتين في المباراة النهائية، كما هو الحال في مسابقات الاتحادات الأخرى.