العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ

وراثة الأمراض وأعراضها في العين

الدكتور حسن العريض

(استشاري طب وجراحة العيون مركز العيون التخصصي – عيادات ابن رشد 2)

بعد أن تمكن العلم من تقليل الإصابات بالأمراض المعدية وأصبح بالإمكان علاج الالتهابات مثل التهاب البكتريا في العين وتمكن العلم من علاج وتقليل الالتهابات الفيروسية في العين وتمكن من علاج قصر وطول البصر بالليزك وكذلك تقليل مضاعفات سكري الشبكية بالليزر وحقن الأفاستين، اتجه العلماء لدراسة الأمراض الوراثية والتي تبرز أعراضها في الأجزاء المختلفة في العين. في تقرير حديث قام العلماء بإعطاء مادة شراب معينة لطفل حديث الولادة يسمى الريتنويد المطوع والذي يدخل في تصنيع المادة الحساسة لضوء البصر عند مرضى يصابون بالعمى الخلقي. هذا المرض يؤثر على مستقبلات الضوء في الشبكية عند الطفل الرضيع وفعلاً تحسنت الرؤية لهؤلاء الاطفال، ويعتبر ذلك انجازاً علمياً خارقاً لم يكتشفه الأطباء سابقاً، هذه المادة تعمل تغيرًا هائلاً في تركيبة الجينات ويخفي الأعراض المرضية في العين. وبالتالي يتمكن الأطباء من إحلال الجينات الغير طبيعية بأخرى طبيعية ويتم علاج المرضى الجيني والوراثي.

مثال آخر أمراض العشى الليلي حيث يفقد المصاب البصر في العتامة والظلام تدريجياً ويصيب واحداً من كل خمسة آلاف شخص وخاصة الذكور وتزيد شدته بالتدرج لهؤلاء المرضى الذين خضعوا للعلاج بمادة جينية خاصة ولمدة 7 أيام وتبين تحسن واضح في مجال البصر، وارتفعت درجة إحساسهم بالضوء في حالة العتامة لدرجة واضحة وخلايا الاستقبال الضوئي الليلي تختلف من خلال استقبال الضوء في النهار حسث تحسنت النسبة الى أربعة آلاف مرة.

ولكن ومن المعروف أن التشخيص لهذه الأمراض الوراثية مكلف جداً ومعقد وقد لا يصل الى التشخيص الوراثي والجيني الصحيح كما أخبروني أطباء عيادة الأمراض الوراثية والجينية في مستشفى ابن النفيس وللحصول على Genetic marker و Gene defect و disease phenotypingتطول مدة الفحوصات وقد يتمكن استشاري الأمراض الوراثية من بط العيب الخلقي بالعيب الجيني.

في هذه المرحلة من العلم تمكن الأطباء من تشخيص ما يقارب خمسون مرضاً وراثياً راجع الى تشوهات جينات خلقية وفي طريقها الى العلاج في المستقبل المنظور بعد أن كان اليأس يصيب الأطباء والمرضى وعائلاتهم وقريباً سيتمكن الأطباء من تأكيد توقعاتهم عن الإصابة بالمياه السوداء، كذلك ورم الشبكية الخلقي، وتهتك الشبكية الكهولي.

وهكذا يتطول العلم ونحن معشر الأطباء خاصةً في مثل هذه الأمراض وعلاجها يجب أن نفرق بين إعطاء العلاج الجيني وفاعليته وبين أخلاقيات المهنة التي يجب ان لا تغير في طبيعة الخلق ومشيئة الله في خلقه خلق مخلوقات إنسانية ذات أشكال مرعبة وخارجة عن طبيعة الكون والمستعان بالله.

العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً