العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ

لماذا تختلف ألوان أقراص الدواء؟

أكثر من مجرد لون

سؤال طالما دار في ذهن العديد من الناس. لكن بعض الدراسات التي صدرت حديثاً كشفت عن إجابةٍ لهذا التساؤل.

فتلوين كبسولات وحبوب الأدوية له فائدة كبيرة، حيث إنه يسهل على المريض عملية تناول العقار المطلوب ويعصمه من الزلل. كما أن هناك أدوية تختلف ألوان عبوّتها حسب اختلاف الجرعة الدوائية فيها كعقار الوارفرين الذي يجعل الدم أكثر سيولة، ويستخدم في حالات اضطراب القلب. له ثلاثة ألوان، الوردي (1 ملغ)، والبنفسجي (2 ملغ)، والبرتقالي (5 ملغ).

وعلى صعيد آخر، تَبيّن من دراسة أجرتها إحدى شركات صنع الأدوية في سويسرا، أن المريض المصاب بالاكتئاب يفضّل تناول الحبوب الزرقاء، وأنّ المصاب بآفة قلبية يفضّل اللون الأحمر. ويكثر انصراف المرضى عن الحبوب كبيرة الحجم. وأغرب من ذلك أن معظم المرضى لا يحبّون الحبوب البراقة.

وقد استخلصت الشركة من بحوثها أنّ شكل حبة الدواء، وكيفية تجاوب المريض معها يمكن أن يؤثر على نتيجة المعالجة.

وأكدت ذلك دراسة هندية جديدة، للباحثين في جامعة بومباي بمدينة نيومومباي الهندية، والتي نُشرت في عدد نوفمبر 2010 من مجلة «إنترناشونال جورنال أوف بايوتيكنولوجي» (International Journal of Biotechnology) المعنية بالبحوث الدولية حول التكنولوجيا الحيوية، حيث قام الدكتور سرفاستافا وزملاؤه بإجراء دراسة ميدانية شملت أكثر من 600 شخص حول نظرتهم إلى اختلاف ألوان الأدوية وتأثيرات ذلك عليهم، وتحديداً أقراص الأدوية التي تتوافر في الصيدليات ويمكن الحصول عليها من دون الحاجة إلى وصفة طبية (OTC).

ولاحظ الباحثون أن الغالبية تفضّل القرص الدوائي ذا اللون الأحمر أو الوردي، مقارنة ببقية الألوان، وأن لون قرص الدواء كان لدى ثلاثة أرباعهم وسيلة لتذكر الدواء وضمان الاستمرار في تناوله.

ولاحظ الباحثون كذلك أن ثمة «جاذبية» للون الأحمر؛ ذلك أن غالبية متوسطي العمر والشباب، وخصوصاً الإناث منهم، ذكروا أنهم يفضّلون الدواء ذا اللون الأحمر عند الاختيار بين الألوان المختلفة لأقراص عقار واحد تنتجه شركات عدة.

وأفاد الباحثون أنه في كل مرة يتناول المريض فيها قرص دواء تحدث حالة من التفاعل النفسي الذي يتضمن توقعات وخبرات حسية حول شكل الدواء ولونه، ما قد تكون له تأثيرات قوية على نظرة المريض لقوة وفاعلية تأثيرات الدواء العلاجية. وطالبوا بتوظيف هذه المعلومات؛ لأن مما يُلاحظ أن الوسط الصيدلاني لا يُعير مسألة اللون أهمية في جانب التأثيرات النفسية العلاجية، أي في إشارة منهم إلى أن الأوساط الطبية يهمّها اللون بالدرجة الأولى؛ لتمييز دواء معيّن عن بقية الأدوية منعاً لحصول أخطاء في تناول الأدوية أو خلط بعضها بالبعض الآخر.

العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً