ليست كل الأطعمة الصحية صالحة للتناول من قبل الجميع؛ فبعض الأطعمة صحية وغنية بالمواد الغذائية، ولكنها تُلحق الضرر وتسبِّب ما يعرف بـ «حساسية الطعام» لدى بعض الأشخاص، خاصة من لديهم تاريخ عائلي للإصابة بذلك. كما أن عادات الأكل بين المجتمعات تلعب دوراً، كالحساسية الشديدة للفول السوداني الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، والحساسية الشائعة للسمك في اليابان.

ويمكنك أن تتيقن من إصابتك بحساسية الطعام حال ظهور أعراض في الجهاز الهضمي كالغثيان والقيء والمغص في البطن مباشرة بعد تناول وجبة الطعام، إضافة إلى ظهور حكة وعطاس وانسداد في الأنف واحمرار في الجلد وأرتكاريا، و«الودمة الوعائية» (Angioedema) وهي عبارة عن انتفاخات في الفم والشفتين والحلق، حيث تنتج هذه الأعراض من توسع في الأوعية الدموية نتيجة إفراز مادة «الهستامين» وزيادة في خروج السوائل من الدم إلى الأنسجة.

وأطفالنا خلال السنة الأولى من العمر هم الفئة الأكثر إصابة بحساسية الطعام، تحديداً إزاء حليب البقر (الحليب الصناعي)، مقارنة بانتشاره في البالغين بنسبة 1.4 في المئة، كما أن حساسية الطعام تبدأ بالتناقص كلما ازداد عمر الطفل باستثناء بعض الأطعمة التي تستمر حساسيتها مع تقدم العمر مثل بياض البيض، السمك والمأكولات البحرية كالمحار والرخويات البحرية والقشريات البحرية. كما أن هنالك أجساماً تتحسس من منتجات القمح، ولكنها أشد خطورة من الحليب وبياض البيض بفعل المادة المسبّبة للحساسية فيها والتي تتحطم نتيجة إفرازات وإنزيمات الجهاز الهضمي. إضافة إلى المكسرات والصويا والفول السوداني والتي قد تتسبب بفرط الحساسية. ولكن، حذارِ من الامتناع عن هذه الأنواع من الأغذية دون وجود الأعراض السابقة، فالجسم السليم يحتاج لغذاء صحي غني بالمجموعات الغذائية الأساسية.

ولذلك ننصحك في حال ظهور أعراض فرط الحساسية من أي نوع من أنواع الطعام أنْ تستشير جهازاً طبياً متخصصاً في مجال الحساسية كالطبيب المتخصص في الحساسية واختصاصي التغذية والمثقِّف الصحي المتخصص في الحساسية، ثم تتجنب الطعام المهيج، والتشاور مع الطبيب بخصوص اختيار الطعام البديل.