لو كلّفت نفسك النظر إلى خزان مياه منزلك، لأدركت حجم الأمراض التي تُسبِّبها لنفسك بمحض إرادتك. فخزان المياه ذلك الحيّز المغلق، الذي يتم فيه تجميع وتخزين مياه الشرب، لهو مكان مفضل لنمو البكتيريا والطفيليات والطحالب والحشرات، وخصوصاً البعوض الناقل للملاريا، وذلك في حال إهمال تنظيفه بشكل دوري، وهو ما يغفل الغالبية عن فعله!.
وهنالك اشتراطات صحية عدة يدعو المختصون إلى الالتفات لها في خزانات المياه؛ فمن الواجب مراعاة الدقة في اختيار نوع الخزان وتوصيلاته، بحيث يتم اختيار الخزان المصنع خصيصاً لهذا الغرض، ويصنع عادة من الخرسانة المسلحة، الألياف الزجاجية، الصاج المجلفن، والبلاستيك الصحي. وأن يُراعى اختيار الطلاء المخصص للخزانات.
وعند شرائك خزان المياه تأكّد أن تختار الخزان الذي يسهل إزالة الرواسب منه عند غسله وتعقيمة؛ فبقاء التراكمات على جدران الخزانات يتسبَّب في نمو وتكاثر الفطريات المسببة للأمراض الطفيلية والأمراض المعدية البكتيرية والفيروسية، والتي من أهمها التهاب الكبد الوبائي (أ)، التيفوئيد، الدوسنتاريا، والأمراض المسببة للإسهال.
فلا تتعجب من رؤية الحشرات والطيور والحيوانات والقاذورات «تسرح وتمرح» داخل خزان المياه، نتيجة إهمال صيانة الخزان ونتيجة إهمال إحكام غلقه. وتعتبر مظلّة الخزان خياراً جيداً لحماية الخزان من المؤثرات الخارجية ولو بنسبة بسيطة. ويلعب هنا موقع الخزان دوراً فعالاً كذلك؛ فبقاء الخزان بعيداً عن مصادر التلوث والمساقط الرئيسة للمجاري والمرافق الصحية يُقلِّل من نسبة تلوثه، إلى جانب كون اختيار المكان المناسب سيسهل الوصول للخزان عند الصيانة والتنظيف الدوري.
وتأكد عزيزي القارئ عند شرائك خزان المياه احتواؤه على ماسورة للمياه لتصريف الماء الزائد من الخزان، إلى جانب تزويده بعوّامة للتحكم في كمية مياه الخزان. وأن تتوافر فيه فتحات مناسبة للتعبئة والغسيل، وأرضية داخلية وخارجية ملساء وسهلة التنظيف. فتوافر هذه المواصفات يسهل عليك عملية صيانة وتطهير الخزان، والتي ينصح الخبراء بإجرائها مرة كل 6 إلى 12 شهراً على الأقل.
ومن الاشتراطات الصحية التي يجب توافرها كذلك هي معالجة أجزاء الخزان المصنوعة من الحديد أو الصاج بمادة مانعة للصدأ خالية من المواد السامة ولا تؤثر في خواص الماء أو صحة من يستخدمها. فتوفير الصيانة الصحيحة لهذه الخزانات على أيدي المختصين، يجعل منها صديقاً مقرباً للبيئة.
فإذا كنت من الذين غضوا البصر عن تنظيف الخزان وصيانته، سارع بالقيام بذلك واستعن بخبراء التنظيف في القيام بهذه المهمة، فلربما يعاني خزانك من وجود شقوق أو فتحات أدت لتلوث الماء دون علمك، أو لربما انتهى العمر الافتراضي لمادة طلاء الخزان وتحلَّلت المواد المصنوعة منه، أو أنّ المادة المكونة منه أصابها الصدأ؛ فأدى لوجود رواسب كيميائية عملت على إتلاف الأنابيب والتركيبات الصحية المؤثرة على الصحة.
العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ
