«عشقي للشكولاته الذي تجاوز حد الإدمان، والحرص على صحتي، دفعني للبحث عن البدائل الصحية». هذه كانت بداية هدى رضي صاحبة محل دسكاليدس للشكولاته البلجيكية كسيدة الأعمال.
وقالت إن سوق الأغذية الصحية سوق واعدة، خصوصاً مع اهتمام البحرينيين بصحتهم في ظل ارتفاع نسب المصابين بداء السكري في هذا المجتمع الصغير. إضافة إلى قلة المنتوجات الغذائية الصحية في سوق المملكة.
وكشفت رضي عن حلمها في تأسيس علامتها التجارية الخاصة تحت اسم «طيبة» وإنتاج الأغذية الصحية، وتصدّرها من البحرين للخارج، لافتة إلى أن المشروع الحلم مازال قيد الدراسة والبحث.
وقالت إن خطتها تتضمن إنتاج المخبوزات المختلفة من كعك، وبسكويت، وخبز بالشكولاته ذات مواصفات صحية.
معادلة صعبة
وقالت رضي في لقاء مع «الوسط الطبي» عن بدايتها مع شوكلاته دسكاليدس البلجيكية: «كنت أحاول أن أوازن بين حبي المفرط للشكولاته الذي يتجاوز حدَّ الإدمان، وأهمية الحفاظ على صحتي. فوجدت عملية التوازن صعبة؛ لأني لا أستطيع أن أقاوم مرور يوم دون أكل الشكولاته». وأضافت: «وظلّت الموازنة بين عشق الشكولاته، والحفاظ على الصحة هاجساً يقلقني».
وعن الاهتداء للحل الذي يمكنها من الجمع بين الكاكاو وصحتها، تقول: «في إحدى رحلاتي للكويت تعرفت على شوكولاته دسكاليدس البلجيكية، وتكلمت مع صاحبة المحل التي شرحت لي أن هذه العلامة التجارية تقدم الحلويات الصحية، وهي اسم تجاري معروف في أوروبا. وأعطتني علبة من الحلويات وقالت جربيها».
وأوضحت: «وجربتها ووجدتها ضالتي المنشودة التي ستمكنني من الحفاظ على صحتي مع استمراري في تناول الشكولاته. وهنا لمعت في رأسي فكرة افتتاح محل للحلويات الصحية».
تسويق الشكولاته الصحية.. صعب
وعن التحركات العملية لتأسيس المشروع، قالت: «قمت باتصالات مع شركة دسكاليدس البلجيكية حول وكالاتها التي تعمل في الكويت، هل هي وكالة للخليج أما أنها فقط لدولة الكويت؟ فجاء الجواب أنها وكالة للكويت فقط. هنا عرضت عليهم أن أكون وكيلتهم في البحرين». وأضافت: «تمت الموافقة على ذلك وتم افتتاح المحل في العام 2004 في حفل استضفنا فيه الوكيل المساعد السابق لوزير الصناعة والتجارة الدكتور عبدالله منصور».
وأوضحت رضي أن أغلب زبائنها كانوا من الغربيين؛ لأنهم يعرفون هذه الماركة التجارية، قائلة: «في بداية تسويقي للمنتج البلجيكي وجدت صعوبة في تسويقه لدى البحرينيين؛ لأن سعره مرتفع مقارنة بالشكولاته الأخرى. فكنت أركز على الشرح للزبون لماذا السعر مختلف؟». وأضافت: «وتعد هذه المرحلة أهم وأصعب مراحل التسويق. فماركة دسكاليدس تتمتع بأنها دقيقة وصارمة في استخدام مكونات منتجاتها التي تستخدم فيها زبدة الكاكاو وليس أي نوع آخر من الزبد. وهذا ما يجعلها تتمتع بفوائد عالية للجسم».
وقالت: «ومن الصعوبات التي واجهتني إقناع الناس بأن التغليف يخضع لمعايير عالية تتبعها الشركة الأم، ولذلك فهناك العديد من المنتجات تظل من دون تغليف. والأمر الآخر هو نوع التغليف، فنتيجة للثقافة الأوروبية نرى أن أغلب الأنواع تُغلّف في علب كارتونية صغيرة. وهنا يتحرج البحرينيون في حمل العلبة الصغيرة وإهدائها لمن يحبون». وأوضحت: «وفي اتصالاتي مع الشركة - التي كما أسلفت تتبع قواعد صارمة للحفاظ على جودة منتجاتها - أخذت موافقتهم على تغليف الشكولاته وتقديمها في صواني التقديم المشهورة في الخليج».
الأغذية الصحية قطاع واعد
وقالت: «في العام 2009م بدأ الاتجاه يتغير؛ إذ إن البحرينيين بدأوا بالتعرف على منتجات شوكلاته دسكاليدس وفوائدها وأصبحوا زبائن للمحل». ولفتت قائلة: «ومع تغيير جنسيات الزبائن تغيرت مواسم البيع. ففي السابق كانت ذروة مواسم البيع في أعياد الميلاد في نهاية العام الميلادي. أما الآن فأصبح عيد الأم هو أحد المواسم؛ لأن العديد من العائلات البحرينية تحتفل بهذا اليوم العالمي، إضافة لموسمَي عيدَي الفطر والأضحى».
وأوضحت رضي «أن الشركة لديها العديد من المنتجات الصحية، فإضافة للشكولاته العادي - الذي يعد صحياً - فهناك منتجات منزوعة السكر، وذات سعرات حرارية أقل تبلغ 40 سعرة حرارية للحبة الواحدة، وهذا النوع صالح للمصابين بداء السكري أو لمن يريد الانخراط في برنامج للحمية الغذائية، كما أن هناك الشكولاته السوداء التي تبلغ فيها نسبة الشوكلاته نحو 80 في المئة».
ولفتت رضي: «من خلال متابعتي وملاحظتي لمن يقوم بالدخول في برنامج للحمية الغذائية، فإنه يحرم نفسه من أكل الكثير من الأكلات التي يحبها لفترة معينة فيحصل على النتيجة المنشودة. ولكن بعد انتهاء البرنامج يعود لما حرم نفسه ممّا لذَّ وطاب من المأكولات بشرهٍ قد يكون أكثر من السابق ويعود وزنه للارتفاع». وأضافت: «هذه الطريقة بحسب اعتقادي غير صحيحة، خصوصاً أن هناك البدائل من أغذية عضوية أو حلويات منزوعة السكر كشوكلاته دسكاليدس وغيرها من المنتجات الصحية الأخرى».
«طيبة» علامتي التجارية التي أحلم بها
وقالت سيدة الأعمال: إن البداية الصعبة مع دسكاليدس فتحت المجال أمامي للتفكير جدياً بتوسيع أعمالي في قطاع الأغذية الصحية في البحرين، خصوصاً أن هناك انتشاراً واسعاً للأمراض مقابل ارتفاع الوعي لدى البحرينيين بأهمية الغذاء الصحي والبحث عنه». وأضافت: «ويعد هذا القطاع واعداً؛ لأنه مازال في بدايته».
وأوضحت أنها الآن بصدد توسيع دائرة أعمالها عبر إضافة قسم للمخبوزات الصحية. وقالت: «بدأت الآن إنتاج الكعك - بعد أخذ الموافقة من الشركة الأم - ويضم في مكوناته شكولاته دسكاليدس. وأنا الآن بصدد دراسة توسيع أعمالي فيما يتعلق بإنتاج الأغذية الصحية». وأوضحت: «أفكر في إنتاج مخبوزات من كعك وبسكويت، وغيرها من المخبوزات عبر اختيار أفضل المكونات الغذائية والتي تتمتع بالمواصفات الصحية».
وقالت: «أحلم أن أؤسس لعلامتي التجارية الخاصة تحت اسم (طيبة) وأنتج الأغذية الصحية، وأصدرها من البحرين للخارج»، موضحة أن هذا الحلم يصطدم بالكثير من الحواجز التي أدرس تخطيها في سبيل توسيع أعمالي والمساهمة في توفير الأغذية الصحية للبحرينيين. واستدركت قائلة: «أخطط هذه الفترة لتسويق الشوكلاته ذات المواصفات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية، خصوصاً المتخصصة في علاج داء السكري».
وختمت حديثها بالقول: «أتمنى أن يزداد الوعي والاهتمام بالتغذية الصحية لدى البحرينيين، وأن يعرفوا قيمة ما يشترون من أغذية صحية».
يذكر أن المسح الوطني الذي أُجري على البحرينيين في المرحلة العمرية من 19 إلى 65 عاماً بيّن أن نحو 14 في المئة مصابون بداء السكري و40 في المئة مصابون بارتفاع الدهون، بينما بلغت نسبة من يتناول من 3 إلى 5 حصص من الخضراوات والفواكه نحو 56 في المئة فقط من العينة.
على الصعيد ذاته، كشفت آخر دراسة ميدانية أجريت في دول مجلس التعاون أن نسبة السمنة في البحرين بلغت 36 في المئة من نسبة السكان. وأظهرت أن نسبة السمنة وزيادة الوزن بين مواطني دول مجلس التعاون قد بلغت 50 في المئة، أي نصف عدد السكان.
وتشير الدراسات إلى أن السوق العالمية للأغذية العضوية بلغت نحو 66 مليار دولار في العام 2011، ومن المتوقع أن يتجاوز 88 مليار دولار بحلول العام 2015، أي بزيادة تقدر بنحو 50 في المئة عمّا كان عليه قبل خمس سنوات ماضية.
العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ