من بين أكثر الأسئلة تردداً خلال الأسبوعين الماضيين: لماذا تكتبون عن نيلسون مانديلا؟
السؤال فيه نبرة احتجاجية، ومن حق القراء أن يعبّروا عن آرائهم، مع أن الكتابة كانت تزامناً مع رحيل الرجل، وإن كانت أفكاره لن ترحل معه، وسيبقى نضاله طويلاً، كواحدٍ من أهم رجالات القرن العشرين.
الرجل ليس قدّيساً كما قال هو نفسه، والكلام نفسه عن مارتن لوثركنغ والمهاتما غاندي، إلا أن هؤلاء الثلاثة كانوا علامات فارقة في تاريخ النضال البشري، من أجل العدل والمساواة، وإنهاء التمييز والحكم العنصري. وجمعتهم النزعة الإنسانية السلمية التي نجحت في تغيير مسار بلدانهم ومسار ملايين البشر.
الكتابة عن الآخرين لا تعني الذوبان فيهم أو الاستغراق في تجاربهم، كما لا تعني أننا أمةٌٌ تفتقر للنماذج والقدوات الكبرى، في تاريخنا الحديث. فعلى امتداد الشرق برز قادةٌ وثوارٌ قاوموا الاستعمار الأجنبي في عز بطشه وسطوته، وهناك قادة دينيون ومدنيون قادوا حركاتٍ تحرريةً ضد الظلم الداخلي في بلدانهم وغيّروا مسار حياة شعوبهم.
في التاريخ القديم، يحفل تاريخنا بالكثير من النماذج العليا، وبود المرء أن يكتب عنها باستفاضة، إلا أن العُقد التي باتت تكبّلنا تمنع من الاقتراب منها. فهناك أكبر تجربة تحرّرية عاشها الشرق مع بزوغ البعثة النبوية الشريفة، حيث أطاحت بالعلاقات القبلية التي كانت تحكم وتتحكم في جزيرة العرب، فحرّرت هذه القبائل من الأغلال التي كانت عليهم، وخلصتهم من عبادة الأصنام، ودفعتهم في طريق الوحدانية والنهوض. وخلال ثلاثة عقود خرج العرب من جزيرتهم ليسقطوا أكبر قوتين كانتا تحكمان الأرض: الفرس والروم.
في هذه التجربة التقى سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي وأبو ذر الغفاري العربي. كلٌّ منهم قامةٌ فريدة، ولكلٍّ منهم قصةٌ مشجِيةٌ مليئةٌ بالعِبَرِ والفِكَرِ، يخشع لها القلب وتستمد منها النفوس دروس النضال... لكننا ما عدنا نجرؤ على الكتابة عنها، أو ما عاد أحدٌ مستعداً لسماعها، بعد أن غرقنا في مستنقع الطائفيات.
منذ سنوات، كنت أتمنى أن أكتب عن رحلة سلمان الفارسي وتحولاته بين الأديان حتى انتهى إلى جزيرة العرب، وأصبح من الحواريين حتى قال فيه صاحب الرسالة (ص): «سلمانٌ منّا أهل البيت». اليوم لو كتبتَ عنه لاتُهِمتَ بأنك صفوي أو فارسي، إن لم ينعتوك بأنك مجوسي!
منذ سنوات أكبح رغبتي في الكتابة عن الصحابي أبي ذر الغفاري، أولّ من تصدّى للانحرافات المالية في التجربة الإسلامية الأولى، بعدما ظهرت النظريات التي تبرّر سرقة المال العام، وقاوم ذلك حتى تعرّض للأذى والنفي من المدينة إلى صحراء الربذة، ومات هناك وحيداً فقيراً معدماً، ولم تكن معه إلا ابنته التي احتارت بدفنه لعدم وجود كفنٍ يستر جسده، حتى أرسل الله لها عابري سبيل عراقيين تولّوا مواراته التراب.
هناك صهيب الرومي وبلال الحبشي وعمّار بن ياسر، وغيرهم عشراتٌ من منارات الطريق، لو كتب عنهم المرء اليوم لتمّ تصنيفه في هذا الفريق الطائفي أو ذاك. لقد انحرفت لدينا البوصلة فدخلنا في عالم التيه والضياع. لقد باتت الكتابة عن شخصيات تاريخنا مليئة بالألغام، فلم يعد أمامنا إلا الكتابة عن شخصيات الأقوام الأخرى علّنا نستلهم الدروس التي أضعناها في تاريخنا.
هل عرفتم لماذا كتبنا كثيراً عن غاندي ومانديلا ولم نكتب مقالاً واحداً عن أبي ذر أو سلمان؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4124 - السبت 21 ديسمبر 2013م الموافق 18 صفر 1435هـ
ااا
حضارتنا الاسلامية استوعبت الحضارات القديمة واهتم بترجمة التراث الإنساني من علوم وادب وفلسفة. الم يخلقوا الله شعوبا وقبائل لنتعارف لماذا لا نستفيد ممن غيروا وجه التاريخ كلينين. وكاسترو وغيرهم
ابو حسين
يا عزيزي الكريم كلامك صحيح لكن الكاتب هنا يتكلم عن الجامع بين البشر
الانسانية الراقية التي ترفض استعباد البشر والله خلق الناس احرار يجب ان
لا تقبل بالعبودي حتي اي مبررات ثم الاشخاص الذين يفخخون الناس ويفجرون
الاطفال والشيوخ والابرياء موحدين وليس كفار ولكنه يجعل من قتل وتفجير على
الهوية جهاد في سبيل الله هذا مؤمن بالله والرسول الصحابة الكرام والبوم الاخر
والعقاب والثواب هذا هو الايمان يا اخي من احياء نفسا كما احياء الناس جميعا
أكتب يا سيد
اكتب يا سيد ،كذلك اكتب عن تاريخ البحرين في أول دخولها في الإسلام
أصحاب العقول الخاويه
هؤلاء من يسألون بنبره (أحتجاجية) هم من يصنفون أنفسهم في خانه (أصحاب العقول الخاوية). من يقرأ يعرف, ومن يعرف يستلهم, ومن يستلهم يحقق وينجز.
وقل على الدنيا السلام...
ألسنا عباد الله
في الحقيقة العرب خرجوا من عبودية متعدد إلى عبودية الله الواحد القهار، وهنا يجب أن لا نتجاهل أن غاندي يؤمن بما آمن به العرب في الجاهلية (تعدد الآلهة ) وماندلا يؤمن بأن الله ثالث ثلاثة، وما سبق حقائق يجب أن يراعيها الكاتب عندما يدعو الناس لفكر ما أو لشخصية تتبنى أفكار تتعارض مع ديننا .
الانسانية ليس لها حدود.
لا يمكن اختزال الانسانية تحت قبة دينية او مذهبية او طبقية او عنصرية. المسلم يجب ان يكون إنسانا اولا يحمل معه هم وروح العدالة والمساواة والأخوة لاخيه الانسان. هكذا علمنا الله ورسوله وأهل بيته. فجوهر الاسلام هو الانسانية، وبفقدانها تصبح قشرة بلا لب سوى العفن.
لا يرحمون ولا يسمحون بالرحمة !
المشكلة أن حتى الذين يكتبون عن مانديلا اصبحوا يهاجمون من قبل قصار النظر وخفيفي العقول وكتاب العملة المحلية ويرمونهم بالطائفية وهم ومانديلا ليسوا كذلك هكذاوإذا لم تستحي فاكتب ما شئت
السلام على سلمان المحمدي
بما أن الموضوع ذكر عن الاحرار حول التاريخ الماضي والمعاصر فأن الإمام الحسين وهو سيد الأحرار لا يذكر عند ثلثي المسلمين أتعلمون لماذا ؟ لأنه قاد ثورة على الظلم والأطهاد والعبودية ..
عندنا من امثاله كثير في البحرين
نعم لدينا الكثير من امثال مانديلا والعالم يشهد لهم والحمد لله تاريخنا وحاضرنا يشهد لنا
مانديلا وما أدراك مامانديلا
لقد نقل هذا الرجل جنوب افريقيا من متاهات وغياهب ظلمات التمييز العنصري الظالم إلى عالم الحرية والمساواة بين البيض والسود ببعدما كان السود يعاملون بازدراء من قبل البيض ولا يرضون لهم حتى أن يمشوا على رصيف يمشي عليه البيض فحقاً أن تكتب أن تكتب عنه ياسيد
ولاويش الريبة من النعت
اكتب دام انه متاح ولكل له ذوقه يستقيه ومن لايعجب شانه فما دمت مقتنع فيما تسوقه فلا ملامه بل ملام فيما ان مكنتك هدايتهم ولم تهديهم ياسيد
الانسان اخ للانسان
الله هو العظيم , ولكن جزأ من العظمة تصيب الانسان و كل الذين ذكرتهم عظماء فى عطائهم و فى تضحياتهم ليس المهم العظيم ان يكون مسلما , فكثير من من المسلمين سوأ خلفاء او حكام انزلوا شعوبهم للحضيض الا ما نذر و كثير من غير المسلمين ارتقوا بشعوبهم للعظمه و المجد الاما نذر , و نحن يجب ان نمجد التضحيات بغض النظر اتت ممن فلعبرة فى الافعال و ليس الاقوال و الانسان اخ للانسان وكلنا من ادم و حواء. م خ ع
صدقت
اي والله صدقت القول صح الله لسانك
نعم عرفنا ياسيد
واللبيب بالاشارة يفهم او كما قال الشاعر
اشر للحر من قرب وبعد ***فان الحر تكفيه الاشارة
هؤولاء يترف الواحد بالكتابه والقراءه عنهم
فأغلبهم من روات الأحاديث فرضي الله عنهم وأرضاهم جميعاً
طبعا
الصحابه تاج روءسنا ونحن نتشرف ونتبرك ونفتخر بهم ولكن الذين ذكرتهم غاندي ومانديلا هم ليس مسلمين ولكن انتهجو نهج الاسلام في بعض افعالهم ونحن المسلمين اصبحنا نشتم بعضنا بعضا وذلك بسبب الطاءفيه البغيضه التي زرعها التكفيرين في عالمنا الاسلامي هذا هو واقعنا اليوم