يعتقد البعض بأن الخلاف في الرأي حول قضية رياضية معينة يعني أن جميع الأطراف ليست على وئام كونها تحمل وجهات نظر مختلفة، كل منها يسعى لتحقيق مصلحة معينة تختلف عن بقية المصالح الأخرى، وأن كل من يحاول إبداء وجهة نظره فإنه يريد ان يغلب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.

هذا المعنى ينطبق علينا في «الوسط الرياضي» حينما تبنى البعض من المحررين آراء تخالف وجهة نظر المدير الفني لمنتخبنا الوطني الانجليزي السيد هيدسون، والذي اختار للمنتخب نفس المجموعة السابقة من اللاعبين الذين مر عليهم اكثر من عشر سنوات من دون ان يعطي الفرصة الكاملة للاعبين الشباب. فتلك المجموعة من اللاعبين - كثر الله خيرهم – قدموا كل ما لديهم خلال سنوات طويلة وأصبحوا اليوم -من وجهة نظرنا- غير قادرين فنيا ولياقيا على المشاركة في الاستحقاقات المهمة المقبلة التي يعد أهمها وأبرزها نهائيات كأس آسيا في استرايا العام 2015 وتصفيات كأس العالم المؤهلة الى مونديال موسكو 2018. فلم نفسر هذا الخلاف على انه خلاف شخصي مع المدرب، كما لا يعني بأننا مختلفون معه حول مصلحة المنتخب، ولا يعني -إطلاقا- تقليلنا من عمل لجنة المنتخبات او دعمها للمنتخب وسعيها الجاد نحو تشكيل أفضل المنتخبات.

فمن منطلق امانة الكلمة التي نكتب بها افكارنا ونتحاور بها يجب ان نقول كلمة الحق حتى ولو لم ترض المدرب او لجنة المنتخبات؛ لاننا لا نريد ان يكرر السيد هيدسون ما فعله قبله المدير الفني الانجليزي بيتر تايلر او المدرب الارجنتيني كالديرون، لذلك حافظنا على وجهة نظرنا التي اقتنعنا بها وحاولنا إيصالها بطريقتنا المهنية الصحيحة للمدرب هيدسون الذي بدأ في اختيار مجموعة من الشباب للمشاركة بهم في المنتخب الوطني المشارك في بطولة غرب آسيا التي ستقام بعد أيام في الدوحة وهو قرار صائب يجعلنا نصر على موقفنا ونطالب بإتاحة الفرصة الكاملة لمجموعة الشباب للاحتكاك في المباريات المقبلة وإجراء مباريات قوية تمهيدا لخلق منتخب متجانس غالبية عناصره من الوجوه الشابة القادرة على الاستمرار لسنوات.