العدد 4123 - الجمعة 20 ديسمبر 2013م الموافق 17 صفر 1435هـ

«دبي السينمائي» يحتفي بالسينما الفلسطينية ويمولها

الإحباط ومرارة الانقسام يسودان الأفلام المشاركة

سجلت السينما الفلسطينية حضوراً هامّاً ومؤثراً في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي الذي أقيم في الفترة من (6 إلى 14 ديسمبر/ كانون الأول 2013). وعرض المهرجان سبعة أفلام لمخرجين فلسطينيين، حقق بعضٌ منهم شهرة لا بأس بها في عالم السينما كما يعتبر اثنان منهم على قائمة مخرجي السينما المتميزين الذين حصدت أفلامهم إشادات وجوائز دولية، وهما المخرجان هاني أبوأسعد ورشيد مشهراوي.

حضر المهرجان من بين هؤلاء المخرجين الفلسطينيين خمسة، هم: هاني أبو أسعد، رشيد مشهراوي، ميس دروزه، جينان كولتير، وشيرين دعيبس.

وكان المهرجان منح جائزة أفضل مخرج لهاني أبو أسعد عن فيلم «عمر» الذي افتتح المهرجان، كما منح منتجه وليد زعيتر جائزة أفضل فيلم. والفيلم حاصل على دعم المهرجان عبر مبادرة «إنجاز» لدعم مشاريع الأفلام.

عدا عن ذلك فاز مشروعا فيلمين فلسطينيين بجوائز «ملتقى دبي السينمائي» البالغ مجموعها 115 ألف دولار، وهما مشروع «غزة دي سي» للمخرج رشيد مشهراوي، وهو من انتاج حبيب عطية، وفاز بجائزة «آرتيه» الدولية وتبلغ قيمتها 6 آلاف يورو، ومشروع «علم» الذي يخرجه فراس خوري وينتجه هاني أبوأسعد بجائزة «فرونت رو كي إن سي سي» البالغة قيمتها 10 آلاف دولار. وبالإضافة إلى الجوائز النقدية، تم اختيار المنتج حبيب عطية واحداً من بين خمسة منتجين عرب لحضور «شبكة المنتجين» في «مهرجان كان السينمائي»، أحد أهم الملتقيات التي يحضرها منتجون من حول العالم.

من جانب آخر، نُظمت ندوة حول السينما الفلسطينية بعنوان: «الفيلم الفلسطيني، مرحلة جديدة»، تحدث فيها المخرجون عن الصعوبات الخاصة التي تواجهها صناعة السينما الفلسطينية، في الداخل والخارج، وعن نجاحها في إحداث اختراق كبير، وتوسعة دائرة الاهتمام بها عبر حضور قوي ومؤثر في كبرى مهرجانات السينما على مستوى العالم.

غلبت على الأفلام الفلسطينية المشاركة في هذه الدورة من المهرجان صبغة الكوميديا السوداء، والسخرية من الواقع الفلسطيني في الداخل بمرارة وألم. هي أفلام واقعية جدّاً فيها جرعات مؤلمة من الكوميديا السوداء، فالفلسطينيون ما عادوا يتألمون من قسوة المحتل وحسب، لكنه الأخ والشقيق والمقاسم للوطن وللمعاناة، إنه الإحباط والحالة السياسية الفلسطينية في الداخل التي أدت إلى انقسام الجسد الفلسطيني وتشطره. الجدران العازلة لم تملأ مناطق الضفة المحتلة وحسب، لكنها اقيمت وسط الأحياء الفلسطينية والحواري والأزقة وفي قلوب الأشقاء ضد بعضهم.

ربما تكون التحولات الجذرية التي تشهدها المجتمعات العربية عاملاً في تأزيم الحالة الفلسطينية وتعقيد تفاصيلها. المخرجون الفلسطينيون عبر أفلامهم قدموا نظرة أعمق إلى الداخل الفلسطيني وقضاياه المتغيرة، اجتماعيّاً وسياسيّاً، من خلال قصص واقعية كما فعل هاني أبو أسعد، أو لمحات من حكايات المجتمع ونضال أفراده لكي يتكيفوا مع وضع بلادهم اللامستقر كما في باقي الأفلام، وربما من خلال تبيان إفرازات واقع الغربة والشتات... الاحباط الذي يعيشه الفلسطينيون.

العدد 4123 - الجمعة 20 ديسمبر 2013م الموافق 17 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً