العدد 4123 - الجمعة 20 ديسمبر 2013م الموافق 17 صفر 1435هـ

غلوم ووهبة يناقشان سمات النصِّ الجديد

في احتفالية يوم اللغة العربية بالمركز الإقليمي

للعام الثّاني على التّوالي، احتفى المركز الإقليميّ العربيّ للتّراث العالميّ صباح يوم الأربعاء، (18 ديسمبر/ كانون الأول 2013) باليوم العالميّ للّغة العربيّة الذي أقرّته منظّمة الأمم المتّحدة للتّربية والعلم والثّقافة، من خلال تهيئة فضاء لغويّ يناقش إشكاليّة هذا العام في العلاقة ما بين الإعلام الجديد والنّص الناجم عنه، تحت عنوان: «سمات النّص الجديد في عصر الإعلام الجديد»، بحضور رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليميّ العربيّ للتّراث العالميّ الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة، ومدير مركز الأمم المتّحدة للإعلام لبلدان الخليج نجيب فريجي، ومشاركة عدد من المثقّفين والمهتمّين بالأدب واللّغة من البحرين والوطن العربيّ.

وكانت بداية الاحتفاليّة مع أستاذ النّقد الحديث إبراهيم غلوم الذي أشار إلى ضرورة مناقشة إشكاليّات اللّغة العربيّة. وقال: «من المهمّ أن نفصّل القول في مسألة العلاقة بين النّصّ الجديد والإعلام الجديد، فهذه إشكاليّة مختلفة، وثمّة بون شاسع بين سمات النّصّ الجديد وسمات النّصّ الإعلاميّ».

وأكّد أنّ الإعلام اليوم مرتبط بآليّات وأيديولوجيّات وسياسات وشفرات، وهو مفتوح على الأفق ومحفوف بوسائل تتصّل بالصّراعات، وهذا بمنأى عن النّص.

وحذّر: «النّصّ الجديد مسألة مختلفة ولا يمكن إدراج وسائل الإعلام معه، بل من الخطوة أن يتمّ إسقاط هذه على تلك».

وعرج غلوم في مداخلته على العديد من المصطلحات المتّصلة بسياق الموضوع، وتدرّج في شرح الفهم العامّ للنّصّ الجديد، مشيرًا فيه إلى أنّ النّص هو ما ينهض بوضوح وبإحكامٍ تامّ فيما يشبه البناء المعماريّ الذي يُحكَم صنعه بقيمٍ ومبادئ، فيما التّجديد هو إعادة الخلق والخروج على القيم والأعراف والسّائد.

ولخّص الفكرة بالقول: «النّصّ الجديد هو مطلق التّجديد للرّوح والمادّة»، موضّحًا «لستُ أخاف على النّصّ الجديد من الإعلام، بل أخاف على المحتوى، وخصوصًا أنّ الإعلام اليوم يحمل الأيديولوجيا والشّر الكائن فينا».

وبشيء من التّفصيل تناول غلوم «الامتداد» كسمة المركزيّة للنّصّ الحديث، موضّحًا أنّ مقولة ديكارت «أنا أفكّر، إذًا أنا موجود» تؤسّس لمفصل رئيس لأنّها نقلت الفلسفة من الوجود إلى الذّات من خلال الفكر والعقل، وهي قائمة على وحدة النّفس والامتداد أو ما يُعرَف بالفكر والمادّة.

وأشار «في النّصوص الجديدة لا بدّ من نوع من التّمثّل بجسد، وثمّة كائن ماديّ يتجوّل عبر هذا التّمثّل، وينتقل من مادّة محدودة بالجسم إلى مادّة مختلطة بالرّوح»، مؤكّدًا «بالإمكان بواسطة الفكر تمثيل الجسد، ولكن لا يمكن حدوث العكس». واستعرض في حديثه عددًا من النّماذج، مركّزًا على نصّ «طرفة بن الوردة» للشّاعر قاسم حدّاد، كنصّ مثاليّ لتوضيح الامتداد كسمة مركزيّة.

ومن نّص الحديث، إلى الأغنية العربيّة مع الفنّانة اللّبنانية جاهدة وهبة، التي بدأت حديثها بمقدّمة عن اللّغة العربيّة ووضعها في مواجهة العصر الرّقميّ في دول الوطن العربيّ، معلّقة «لا وجود لبلادٍ متخلّفة، بل بلاد تخلّف أبناؤها عن حبّها».

وركّزت على تناول اللّغة العربيّة باعتبارها وطنًا، مبينة «أظنّ أننّا في الثّقافة العربيّة لا ننتمي سوى إلى اللغة، فلا الجغرافيا أو التّاريخ، ولا القوميّة ولا حتّى الدّين يجمعنا، لكنّ اللّغة وطن، ودونها الشّتات. اللّغة أمّنا».

وخلال مداخلتها، شرحت ميزات اللّغة العربيّة والصّعوبات والمشاكل التي تتعرّض لها، مؤكّدةً أنّ «المشاكل تحتاج إلى دراسات معمّقة وجديّة».

كما قدّمت العديد من الملاحظات الشّخصيّة في مجال الغناء وأهميّته، تحديدًا فيما يتعلّق بغناء النّصوص والقصائد بالفصحى وأثرها على العامّة والذّاكرة الجماعيّة. وتطرّقت إلى المشاكل التي يتعرّض الغناء الأصيل الجادّ في ظلّ الهجمة الإلكترونيّة والغوغائيّة الإعلاميّة.

وبأسلوب تمازج مع غناء مقاطع بعضٍ من القصائد القديمة والحديثة، عرضت وهبة أهميّة الغناء وقوّة الأغنية وقدرتها على الانتشار ودعم الثّقافة واللّغة، مشيرةً إلى أنّ الأغنية العربيّة إذا كانت جادّة وأصيلة فهي تحمل الفصحى بين أحضانها و»تؤرجحها بطلاقةٍ وبدون خوف إلى دفّة الزّمن الآتي».

العدد 4123 - الجمعة 20 ديسمبر 2013م الموافق 17 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً