قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، إن العواصف الثلجية والبرد الشديد، الذي يضرب بعض بلاد المسلمين في هذه الأيام، حتى كساها الجليد واشتد فيها الصقيع، هي ابتلاء من الله تعالى لفقراء المسلمين؛ إذ يعالجون الجوع والبرد مع قلة ذات اليد، وهي ابتلاء لأغنياء وأثرياء المسلمين، أيسدون حاجة إخوانهم الفقراء، فيطعمونهم من جوع، ويدفئونهم من برد، ويكنونهم من عراء؟».
وفي خطبته يوم أمس الجمعة (20 ديسمبر/ كانون الأول 2013)، استشهد القطان بالبرد الشديد، الذي تعرّضت له سورية، مشيراً إلى أن «البرد الشديد والعاصفة الثلجية التي خيمت على بلاد الشام، وضاعفت من معاناة إخواننا اللاجئين السوريين في المخيمات على حدود سورية وفي تركيا ولبنان والأردن؛ حيث فرش الجليد أرضهم، وغطّت الثلوج خيامهم، والبرد يفترس أجسادهم وأجساد أطفالهم، ولا طعام يكفي ليمنح الدفء والقوة، ولا كساء أو غطاء يخفف البرد، إلا شيئاً قليلاً يبقي على الحياة، ويجعلها عذاباً عليهم، وكم يموت من أطفالهم من شدة البرد».
وأضاف «يقول أحد أطفالهم مستنجداً بالمسلمين: كنت لا أنام من صوت القصف، وأنا الآن لا أنام من شدة البرد... هربوا من الرصاص فماتوا بالبرد، وأكثر أمراض الأطفال في الملاجئ هي أمراض البرد والجوع. وأما في داخل سورية فخوف وجوع وبرد».
ودعا القطان إلى «إغاثة المستضعفين المنكوبين»، بقوله: «أغيثوهم بالطعام والكساء والدواء والإيواء؛ فإنكم مسئولون أمام الله تعالى عنهم، وأنتم ترون حال أطفالهم ينقل إليكم، قد نحلت أجسادهم وشحبت ألوانهم، وزاغت أبصارهم وارتسم البؤس على وجوههم، وعند كل واحد منهم قصة وحكاية تقطع القلوب الحية، وتستدر العيون الرحيمة، وتبعث على البذل والعطاء، ارحموهم كما ترحمون أطفالكم؛ فإنهم أولاد إخوانكم، وأجزاء من جسد أمتكم المثخنة بالجراح». وتحدّث إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي عن فصل الشتاء، وذكر أن «المسلم العاقل هو ذلك الذي جعل من الدنيا عبراً، ومن تقلباتها عظات وفكراً، فلا يكاد يمرّ عليه موقف من مواقف الحياة إلا ربطه بطاعة ربه، وأوجب له محاسبة نفسه، والعمل على إبلاغها غاية ما تستطيعه من الاستعداد ليوم المعاد».
وأضاف «نحن في هذه الأيام نعيش موسماً من مواسم السنة يتكرر في كل عام، ألا وهو فصل الشتاء، وكم في الشتاء من عبر وعظات لذوي القلوب الحية! كم في الشتاء من فرص للطاعة، ومواسم للعبادة لا يفطن لها إلا الحريصون على كسب الحسنات ومضاعفة الدرجات! وللمؤمن من دخول الشتاء واشتداد البرد، فوائد وعبر كثيرة، فكان عليه أن لا يفوت هذا الموسم إلا وقد استفاد مما فيه وتقرّب إلى ربه بما يرضيه». وأفاد بأن «سلفنا الصالح كانوا يفرحون بدخول الشتاء، إذ يجدونه مُعيناً لهم على طاعة ربهم، إذ إن فيه من المزايا ما ليس في غيره، فمن ذلك طول ليله، بحيث ينامون فيه بغيتهم، ثم يقومون لمناجاة ربهم وتهجدهم، قد أطمأنت نفوسهم، وأخذت مقدارها من النوم من بقاء وقت كافٍ للتهجد والقيام ومناجاة الحي القيوم».
ورأى أن فصل الشتاء «فرصة ثمينة للقيام والتهجد والدعاء والاستغفار والانطراح بين يدي الرحيم الغفار، حيث يتسنى للبدن أن يأخذ حظه الوافي من النوم، ثم يقوم بعد ذلك إلى الصلاة فيناجي ربه، ويخاطب مولاه، ويتلذذ بكلامه ومناجاته في هدأة الليل وسكونه».
وقال: «إن من مزايا هذا الموسم، قصر نهاره وبرودته، مما يعين المسلم على صيامه، وإنه يدل على قوة الإيمان لدى أولئك النفر، الذين فارقوا فرشهم الدافئة، وهبّوا للتهجد أو لصلاة الفجر، يقاسون البرد الشديد وماء الوضوء الذي يلذع الأطراف».
العدد 4123 - الجمعة 20 ديسمبر 2013م الموافق 17 صفر 1435هـ
لماذا
لاتبحث عن اصل المشكلة من اللذي هجرهم من اللذي اوجد الرصاص
في بلد من اجمل بلدان المسلمين .
نعم علينا اغاثتهم ودرء الشر عنهم بس اصل المشكلة من ومن اين