عزز الجيش الفرنسي دورياته بعد ظهر اليوم الجمعة(20ديسمبر/كانون الأول2013) في شوارع بانغي بعد حوادث عدة في عاصمة افريقيا الوسطى التي اعلن الرئيس فرنسوا هولاند ان الاتحاد الاوروبي ينوي البت في ارسال مهمة اليها في كانون الثاني/يناير.
وما زال الوضع متقلبا جدا بعد اعمال العنف الدينية التي اودت بحياة نحو الف شخص في الاسبوعين الماضيين.
وقال مصدر عسكري فرنسي لوكالة فرانس برس انه "تم تعزيز الدوريات الفرنسية في بانغي بسبب الوضع المتوتر منذ مساء امس".
ووقع اطلاق نار لم يعرف مصدره في عدد من احياء العاصمة صباح اليوم الجمعة.
كما وقع تبادل طلاق نار كثيف مساء الخميس لعدة لساعات في ثكنة مطار بانغي حيث يرابط الجنود الفرنسيون في اطار عملية "سنغاريس" والقوات الافريقية وفق ما افاد فرانس برس مصدر عسكري فرنسي.
وقال المصدر ان "رصاص اسلحة رشاشة اطلق لعدة ساعات في الثكنة العسكرية للمطار. الامر غامض ووقع ليلا وحتى الان لم يتضح لنا ما حصل"، مؤكدا انه "لم يسقط جرحى في صفوف الفرنسيين".
وقال جندي فرنسي "اؤكد اطلاق نار من رشاش ثقيل ايضا لوقت طويل" و"كانت القذائف تسقط من كل مكان".
وردا على سؤال لفرانس برس تحدث ضابط من القوة الافريقية لمساعدة افريقيا الوسطى (ميسكا) عن سقوط جريح بين صفوف هذه القوة دون مزيد من التفاصيل.
ويضم مطار مبوكو شمال عاصمة افريقيا الوسطى ثكنات فرنسية لعملية "سنغاريس" (1600 جندي) وعدد من وحدات القوة الافريقية المنتشرة لاحلال الامن في افريقيا الوسطى.
ويقيم عشرات النازحين الهاربين من اعمال العنف الدينية في المدينة، ايضا بالقرب من المطار في وضع انساني سيء جدا.
واسفرت اعمال العنف بين المسيحين والمسلمين عن سقوط نحو الف قتيل منذ الخامس من تشرين الاول/اكتوبر في بانغي وغيرها من المناطق حسب منظمة العفو الدولية.
وسمح تدخل القوات الفرنسية مع القوة الافريقية بوقف المجازر في العاصمة فيما تتواصل علمية نزع اسلحة متمردي حركة سيليكا سابقا ومليشيات الدفاع الذاتي المسيحية لكن الوقع ما زال شديد التوتر.
وتسمع بانتظام عيارات نارية معزولة مصدرها مجهول في المدينة حيث بدت شوارعها الرئيسية مقفرة بسبب المخاوف التي اثارتها حوادث اطلاق النار. وقد توقفت حركة السير ولم يعد هناك سوى عدد قليل جدا من المارة.
وعلى طول جادة الاستقلال التي تقود الى المطار اغلقت الملات التجارية بعد ظهر الجمعة.
وتشاهد دوريات عديدة للشرطة والدرك المحلي في الشوارع.
من جهة اخرى، اعلن الرئيس الفرنسي الجمعة ان الاتحاد الاوروبي سيتخذ في كانون الثاني/يناير قرارا بشأن اطلاق مهمة اوروبية في افريقيا الوسطى لدعم التدخل الفرنسي في هذا البلد.
وقال هولاند انه "حصل" في القمة الاوروبية في بروكسل على ان يتم اتخاذ قرار "في كانون الثاني/يناير" بشأن مهمة يمكن ان تكون مدنية "وتنشر في اسرع وقت ممكن".
واضاف الرئيس الفرنسي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في ختام القمة الاوروبية "لا اطلب وجود قوات لعمليات عسكرية (...) ما نحتاج اليه هو وجود حول نقاط محددة: حماية المطار ودعم طبي".
وفي بروكسل ايضا، رحب رئيس مجلس اوروبا هرمان فان رومبوي بالتدخل الفرنسي في افريقيا الوسطى، مؤكدا انه سمح "بتجنب كارثة ان لم يكن حربا اهلية وابادة".
واضاف "انها المرة الثانية هذه السنة التي تتخذ فرنسا فيها مبادرة شجاعة"، في اشارة الى تدخل فرنسا في مالي ايضا.
وفي وارسو، اعلن وزير الدفاع البولندي توماش سيمونياك ان بولندا ستدعم العملية التي اطلقتها فرنسا في افريقيا الوسطى بارسال طائرة نقل عسكرية على متنها طاقما من خمسين رجلا وخدمات اعتبارا من الاول من شباط/فبراير.
واضاف انه بعد مشاورات مع الرئيس الفرنسي "ننوي تقديم دعم لوجستي لفرنسا بطائرة نقل مع طاقم ورجال خدمة من الاول من شباط/فبراير وولثلاثة اشهر"، مؤكدا ان الامر "لا يتعلق اطلاقا بالمشاركة في المعارك".
من جهة اخرى، قال عاملون في المجال الانساني انهم يواجهون "تحديا حقيقيا" اذ تمنعهم اعمال العنف من القيام بنشاطاتهم لتلبية الاحتياجات الملحة للسكان.
وقال ناطق باسم منظمة الصحة العالمية طارق يساريفيتش ان "مراكز الصحة والمستشفيات ما زالت تستهدف بهجمات من قبل ميليشيات غير محددة".
وتحدث عن "نهب مجهولين لمستشفى ليل 17 الى 18 كانون الاول/ديسمبر".