تابعت خبر فوز الرجاء البيضاوي المغربي على أتلتيكو مينيرو البرازيلي في الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم للأندية المقامة في المغرب حاليا في النشرة الإخبارية بقناة سي إن إن الأميركية، وفيما كان المقدم يقرأ خبر فوز ممثل العرب التاريخي كانت الصورة خلفه ليست فرحة أبناء المغرب بالتأهل أو فرحة أحد اللاعبين وهو يسجل هدفا بل صورة البرازيلي رونالدينهو واقفا والمحترمون يقومون بأخذ حذائه.

الموقف مقزز جدا بكل صراحة ومعيب ومسيء ويعكس صورة غير طيبة عن العرب وإلا لماذا قامت القناة التي تعتبر الأبرز من بين القنوات في العالم بإبرازها بهذا الشكل، أتصور بأن القناة كانت تود أن تعبر عن قناعتها بتخلف العرب وأنهم بلدان نامية في كل شيء بإبراز هذا الموقف. وأنا أشاهد الموقف تمنيت حقا لو أن ممثلنا الذي حقق إنجازا تاريخيا لم يسبقه إليه أحد أن يكون خاسرا بالعشرة. قد يسأل سائل، هل تتوقع أن الموقف لن يكون لو كان الرجاء مهزوما؟ (بصراحة لا أدري).

التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي لم تتوقف وعبرت عن استيائها لموقف لاعبي الرجاء المغربي الذين شاركوا في الموقف المؤسف بعبارات من الاستهزاء، أكثر التعليقات استهزاء «إذ كان لاعبو الرجال خلعوا حذاء رونالدينهو بعد المباراة، فماذا سيفعلون بعد مباراة بطل أوروبا نادي بايرن ميونخ الألماني»، بالفعل تساؤل في محله (...)، سترك يا رب.

من هذا الموقف دروس وعبر يجب أن يؤخذ بها للجميع وبالأخص لاعبينا في كل الألعاب، «مهما كانت الشخصيات التي تلتقي بها في المحافل الرياضية تمتلك من الشهرة، قدم نفسك بطريقة تدلل على أنك تمتلك عزة نفس، وتمتلك كرامة ولا تضع نفسك في مواقف مسيئة كهذه أو أقل منها، بذلك تكون عكست وجها مثاليا عنك وعن بلدك وعن انتمائك».

عادات رياضية (خطأ)

تسود رياضتنا في البحرين وقد تكون موجودة في الدول العربية الأخرى عادات رياضية خاطئة، هذه العادات الرياضية مصدرها في كل الأوقات هم المسئولون عن الرياضة أو المسئولون عن اللعبة في النادي أو الاتحاد، الأمر الذي ينعكس سلبا على اللاعبين الذي يمارسون اللعبة لتترجم وتتأكد هذه العادات. أقف اليوم عند أحدها وهي (الفريق الفلاني لا يهزم والدوري أو البطولة انتهت لصالحه قبل أن تبدأ).

تأتي هذه القناعات لدى المسئولين عادة عندما يأتي ناد أو أكثر ويستولي على أبرز اللاعبين المحليين ليكون فريقا قويا، يقوم المسئولون بالترويج في السر والعلن في وسط النادي بأن المنافسة انتهت بل لا توجد منافسة أبدا لأن النادي الفلاني بأمواله استولى على أفضل اللاعبين، ويكون اللاعبون بعد ذلك بين سندان المسئولين (مسئولين أي كلام) ومطرقة الجمهور المختلف في ثقافاته والذي يتعامل بعاطفته غالبا.

الوضع الطبيعي أن يعتاد اللاعب منذ تأسيسه على مبدأ (رفض الهزيمة) مهما كان المنافس قويا، ويعود منذ التأسيس على مبدأ (احترام المنافس) كان قويا أو ضعيفا، لما يؤسس اللاعب على هذين المبدأين يكون، غير أن (مسئولين أي كلام) لأنهم ليسوا أهلا للمسئولية لا يعترفون بمثل هذه المبادئ، بل إنهم يعيشون اللاعب على مبدأ (الانهزامية) و(الأعذار المسبقة).

ليس شرطا أن تكون فريقا تمتلك أفضل اللاعبين في العالم أو الدوري لتحقق البطولات، أن تملك أفضل اللاعبين في العالم فذلك عامل مهم من عوامل الفوز بالبطولات غير أن العامل الأهم هو (الروح داخل الفريق) التي ترفض الهزيمة وتتعامل مع المنافسين باحترام، لذلك أحيانا يكون كثرة النجوم يؤدي إلى خراب الفريق. أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت.