العدد 4119 - الإثنين 16 ديسمبر 2013م الموافق 13 صفر 1435هـ

«الثقافي البريطاني» لـ «الوسط»: 7000 طالب مسجل وإطلاق بعثات لمراكز البحث

يدعم «التربية» بمضامين حقوق الإنسان والمواطنة ويطرح برامجه لجميع الطوائف

مشروع الجداريات الذي يعمل عليه المجلس الثقافي البريطاني
مشروع الجداريات الذي يعمل عليه المجلس الثقافي البريطاني

قال المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني مارك كروسي ان عدد الطلبة المسجلين في برامج المجلس يصل إلى 7000 طالب وطالبة، 80 في المئة منهم تتراوح أعمارهم بين 7 و18 سنة، وأشار خلال لقائه «الوسط» إلى أن المجلس يدعم وزارة التربية والتعليم ببرامج وفعاليات تركز على المواطنة وحقوق الإنسان وحب العمل وكثير من القيم، فيما أكد أن المجلس بيئة حيادية ويطرح برامجه لجميع الفئات والطوائف دون تمييز.

وأشار إلى أن المجلس توقف عن طرح البعثات الدراسية العام الماضي، فيما أطلق بعثات للبحرينيين لمراكز البحث البريطانية.

وفيما يلي ما دار في اللقاء...

نبدأ حوارنا باسترجاع بداية إطلاق المجلس الثقافي البريطاني وتاريخه في البحرين والعالم العربي؟

- بدأت القصة برغبة الشعب البريطاني بالتعرف على الشعوب ولاسيما العربية منها وبناء العلاقات الثقافية لتكون القاهرة أول حاضنة لأول مجلس ثقافي بريطاني عام 1938 ومنها تم تدشين أفرع في كثير من الدول العربية تعنى بمد جسور التواصل الثقافي وتبادل الخبرات بينها وبين الشعب البريطاني من خلال برامج ثقافية وتعليمية ويبلغ عدد المراكز في العالم 101 مركز، وفيما يتعلق بتاريخ المركز في البحرين فقد تم تأسيسه منذ أكثر من 55 عاما ومنذ ذلك الحين تربط المركز والحكومة بوزاراتها وإداراتها علاقات تعاونية ثقافية وتعليمية

وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الثقافي البريطاني هو منظمة أهلية ومسجلة في بريطانيا كمؤسسة خيرية يمولها الشعب البريطاني لتحقيق الهدف الأول وهو بناء علاقات ثقافية تعليمية بين الشعب البريطاني وشعوب العالم العربي والعالم.

هلا عرفتنا بأهم البرامج والفعاليات التي يطرحها المجلس في مملكة البحرين؟

- يطرح المجلس برامج في البحرين رئيسية متعلقة بالفن وتعلم اللغة الإنجليزية ودعم المؤسسات التعليمية الحكومية، ونتحدث عن الفن هنا بأن المجلس يقوم بعرض تجارب فنية لأفراد المجتمع ويطرح منحا لذلك، ومن أمثلة تلك الفنون فن الجداريات، إذ بدأ المجلس هذا المشروع بالتعاون مع عدد من طلاب المدارس ويجري التوسع فيه فضلا عن طرح مشروع لدعم محترفي التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي.

وحاليا بدأنا مشروع تطوير مهارات الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال الفن وأرى أن هذا المشروع رائد من خلاله يمكن تلمس نقاط القوة فيهم وما يجول في قلوبهم، كما أن هذا المشروع من شأنه أن يسهم في تطوير المناهج الحكومية بعد إدخاله فيها.

ولم نقف عند هذا الحد فقد ساهمنا في مشروع تطوير الصناعات الابتكارية من خلال اكتشاف المواهب وتشجيعها كصناعة الأفلام ولنا تعاون مع جمعية البحرين للسينما، وفي المستقبل نعتزم طرح مشاريع تستهدف الاختصاصيين والذين يملكون ميولا لتصميم الأزياء والموضة، فبريطانيا لديها خبرات طويلة في صناعة الأفلام والموضة والأزياء وفي المستقبل نأمل بتبادل الخبرات والثقافات في هذا الصدد.

أما برنامج اللغة الإنجليزية، فنحن نعد أكبر مركز تعليمي يضم أكثر من 7000 طالب مسجل، 80 في المئة منهم تتراوح أعمارهم بين 7 و18 سنة، وتكمن أهمية البرنامج في أن المعلمين البريطانيين لديهم المساحة للتفاعل مع الطلبة ونقل خبراتهم لهم وفي الجهة المقابلة نقل خبرات البحرينيين لبريطانيا، وبذلك فإن العملية ليست مجرد تعليم للغة وإنما تبادل ثقافي ونمط حياة وتفكير.

ومن برامجنا أيضا دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، إذ نقوم بمساعدة الشباب لبدء مشروعهم الخاص من خلال تقديم المنح والخبرات في إدارة الأعمال والتسويق.

بما أننا تطرقنا إلى التعليم، فهل للمجلس تعاون مع وزارة التربية والتعليم في هذا الجانب؟

- بالطبع لنا تعاون كبير مع وزارة التربية والتعليم وعدد من الوزارات والمؤسسات والهيئات في مملكة البحرين، وما أشرنا له من برنامج تعليم اللغة الإنجليزية هو أحد أوجه التعاون مع الوزارة، كما قمنا منذ عامين بطرح مشروع «الأطفال يقرأون» بالشراكة مع المدارس والهدف منه تشجيع الأطفال على القراءة، ولقد استفاد منه 11 ألف طالب وولي أمر بالإضافة إلى أن كتب المشروع تم تقديمها للمدارس لتكون مصادر للتعلم.

هذا وعمل المجلس على مشروع الصفوف المترابطة والتي تربط بين المدارس الحكومية والخاصة في البحرين والمدارس في بريطانيا عن طريق شبكة الإنترنت، إذ يضم هذا المشروع النشاطات التفاعلية بين الطلاب وتدريب المعلمين وجها لوجه.

وفي سياق ذي صلة، قمنا أيضا بتدريب معلمي اللغة الإنجليزية من المنتسبين لوزارة التربية والتعليم وطرح منح تدريبية من المجلس للوزارة من خلالها قمنا بتدريب 130 معلما أول في برنامج تدريب المعلمين والذي يضم عددا من ورش العمل والمحاضرات، كما دشنا أكبر شبكة إلكترونية لمعلمي اللغة الإنجليزية تضم 900 عضو من جميع المدارس الحكومية والخاصة البحرينية، هذا ونمنح بعثات للمعلمين لحضور مؤتمرات إقليمية ودولية.

ما هي آلية اختيار المعلمين لحضور تلك المؤتمرات الإقليمية والدولية وما الهدف منها؟

- آلية الاختيار تأخذ شكلين أما عن طريق وزارة التربية والتعليم أو من خلال طرحنا للموضوع في ورش العمل في المجلس أو شبكة الإنترنت، والهدف من المؤتمرات هو تشجيع المرشحين لها على تقديم ورش عمل في المؤتمرات والتي تأتي بتنظيم من جمعية معلمي اللغة الإنجليزية العاملين في بريطانيا وجمعية معلمي اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها.

تهدف هذه المؤتمرات إلى تبادل الخبرات بين زملاء المهنة من خلال أوراق العمل التي تطرح، وأرى أن تبادل الخبرات بين المعلمين من جميع الدول يثري العلاقات العالمية، إذ ان التجربة بينت أن أثبت العلاقات وأفضلها هي التي تقوم على مبدأ التفاعلية في الحوار، والمجلس يؤكد تبادل العلاقات العالمية أكثر منها الثنائية.

الحديث عن وزارة التربية يدفعنا للحديث عن تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق والذي أوصى بتضمين المناهج الحكومية بقيم المواطنة وحقوق الإنسان وغيرها، فهل لكم تعاون مع الوزارة لتفعيل هذه التوصية؟

- المجلس يعنى بتقديم مضامين من شأنها أن تمكن الطالب لأن يكون متعلما ويستغل مهارات التفكير النقدي والحوار وأساليب الحوار ويطرح برامج متنوعة لجميع فئات المجتمع فمن المهم لدينا التنوع وتقبل الآخر، وارى شخصيا أهمية أن يبنى أي مجتمع على مبدأ تقبل الآخر لتحقيق الوحدة، ونحن في المجلس ندعم وزارة التربية والتعليم من خلال البرامج التي نطرحها والتي تحوي في مضامينها حقوق الإنسان والمواطنة وحب العمل، وبذلك نحن لا نقدمها كمادة منفصلة وإنما من خلال فعالياتنا وبرامجنا.

هذا وسبق أن تعاون المجلس مع قسم العلوم الاجتماعية في الوزارة بشأن موضوع المواطنة وقدم المجلس مشروع تدريب المعلمين في اعداد منهج المواطنة.

وبما أننا تطرقنا إلى هذا الجانب، لابد أن أشير هنا إلى أن المجلس يقدم برامج لمختلف الطوائف والفئات في البحرين وأن الجميع فيه يستطيع العمل على مشاريع مشتركة الهدف منها الوحدة فالمركز بيئة «محايدة» ويسعى لدعم التعايش بين مختلف الفئات والطوائف البحرينية.

وقد قمنا لتحقيق ذلك بتوظيف مساعدين معلمين بحرينيين لمساعدة الطلبة للاندماج والتعلم في جو بعيد عن التوترات السياسية.

علمنا بأنكم قمتم بوقف البعثات الدراسية العام الماضي فما سبب ذلك؟

- بالفعل قمنا بذلك والسبب هو تغير الأولويات لدى المجلس والأولوية حاليا لابتعاث البحرينيين لمراكز البحث البريطانية والتي تعد من أكبر المراكز في العالم.

ماذا بشأن تعاونكم مع مجلس التعليم العالي البحريني؟

- مجلس التعليم العالي من الشركاء المهمين بالنسبة لنا وتعد العلاقة بيننا وبينه قوية جدا وعملنا في مشاريع مشتركة كثيرة منها رفع كفاءة الإداريين في الجامعات، كما أود أن أشير إلى تعاوننا المتواصل مع هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب والتأهيل المهني.

مجلس التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم قاما مؤخرا بوقف قبول التسجيل في كثير من الجامعات الخارجية من مبدأ ضمان الجودة كما أوقف الاعتراف بنظام التعليم بالانتساب، ونعلم بأنكم تقدمون الامتحانات في المجلس لكثير من الجامعات فهل يقع طلبتكم في إشكالية «الاعتمادية»؟

- بالطبع لا فنحن نتعامل مع الجامعات البريطانية الراقية ونقوم فقط بتوفير المكان لتقديم الامتحانات والبرامج، والمجلس يحظى بثقة من مجلس التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم كما أن لدينا قسما معنيا يلجأ له الطلبة الراغبون في الدراسة في الخارج للتعرف على الجامعات البريطانية، هذا ونقوم بتقديم شهادات اللغة الإنجليزية من جامعة كامبريدج كما نكون جهة إشرافية لبعض الجامعات الأخرى والتي تطرح برامجها للطلبة.

يشهد قطاع التعليم ثورة متسارعة ولاسيما بعد بروز عصر الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي، فأين أنتم من ذلك؟

- نحن نفخر بأن لدينا 30 ألف مشترك على موقعنا الإلكتروني، وأرى ضرورة الإشارة إلى أننا نقوم بطرح برامج تعليمية مجانا على الإنترنت ومنها تعلم اللغة الإنجليزية عبر موقع تفاعلي يساعد على تعلم وتطوير مهارات اللغة الإنجليزية من خلال العديد من الأنشطة مثل الألعاب والقصص والتدريبات السماعية والنحوية المناسبة لمختلف المراحل العمرية والمهنية، وبرامج لتعلم الأطفال اللغة الإنجليزية بشكل آمن فضلا عن برامج لتحسين اللغة من خلال التفاعل مع الآخرين.

يرى البعض أن المجلس في السبعينيات كان يحظى بمكانة أكبر وأن دوره تراجع فيما بعد، فماذا ترون؟

- نرى عكس ذلك تماما فبرامجنا تضاعفت وتنوعت وبتنا نصرف عليها بشكل أكبر، وحينما عصفت الأزمة المالية بالعالم لم يتأثر المجلس وواصلنا تقديم برامجنا، أما تفسير ما يذهب له البعض بتراجع دورنا فأعتقد سببه أننا قمنا بتغيير نوعية البرامج المطروحة فلم تعد كالسابق وذلك في محاولة منا لمحاكاة الواقع والتطور في مجال التعليم، فلم نعد نطرح برامج كالسابق فحسب بل نسعى لأن يبتكرها الأفراد ونقوم بتمويلها.

وأود أن أشير إلى أننا سنحتفل العام المقبل من خلال معرض للصور بعمق العلاقة بين البحرين وبريطانيا والتي ستبلغ 200 عام.

« الوسط» تحاور المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني مارك كروسي - تصوير محمد المخرق
« الوسط» تحاور المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني مارك كروسي - تصوير محمد المخرق

العدد 4119 - الإثنين 16 ديسمبر 2013م الموافق 13 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:06 ص

      نطالب

      مادام المجلس الثقافي البريطاني خيري لماذا المبالغة في اسعاركم هل يعقل ان يصل الفصل المكون من شهرين لمبلغ 185 دينار للاطفال أين الجانب الخيري في ذلك لم نعد قادرين على الحاق اطفالنا ببرامج المجلس بسبب الاسعار في السابق كان الفصل 110 دينار وكان سعر معقول إلا أننا لاحظنا ارتفاع السعر كل سنة حتى وصل 185

    • زائر 1 | 11:55 م

      ننتظر مقابلة السفير الايراني

      كالعادة إما إتجاه بوصلتكم تجاه سفير جارة السوء والقائمين فيه أو تجاه الصليبية الحاقدة، نبيكم إتغيرون بوصلتكم تجاه سفراء الدول العربية والاسلامية وغيرها مثل تركيا وباكستان وربما البرازيل والصين وألمانيا،فوحدة الرصد الذاتية قائمة بعدد مرات لقاءاتكم مع أعضاء سفارة جارة السوء بالاضافة إلى كم عدد مرات وضع صورة وزير خارجيتهم ظريف.

    • زائر 4 زائر 1 | 4:29 ص

      أقول

      اقول ما سمعت آخر الأخبار ؟
      ايران مو جارة سوء هذا حسب التصريحات الرسمية البحرينية الأخيرة ، فشنو رأيك في الموضوع ؟

    • زائر 5 زائر 1 | 7:05 ص

      ازدواجيكم مستمرة

      فعلا ازدواجية...على الاقل هذه مقابلة صحفية..افضل من دخول ج,,,قتل الناس في الشوارع.

اقرأ ايضاً