في غمرة تنامي الأصولية العنيفة وموجة الفتن الطائفية واتساع الفجوة الخطيرة بين الفقراء والأغنياء حول العالم، تزداد الحاجة الملحة في الوقت الراهن وفي المستقبل، إلى المشاركة والتعاون والانفتاح على التطورات المعاصرة والحديثة، وخلق ثقافةٍ متسامحةٍ مع الآخر لكي يعم السلام والوئام والأمن والاستقرار في ربوع العالم.
هذا ما صرّح به البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية وسيد دولة الفاتيكان، على هامش الاحتفال بنهاية «عام الإيمان» في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، حيث قال: رأينا كيف تتنامى موجات العنف الأصولية ويتسع نطاق الفتن الطائفية وحرمان الفقراء والمسحوقين من كسب حقوقهم نتيجة الاضطهاد والتعسف العام والإقصاء الاجتماعي وعدم المساواة الاجتماعية في عالم اليوم.
وأضاف في سياق الرسالة البابوية، أن تأجيج الصراع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في العالم تسبّب في إفقار الناس واندلاع الحروب والمنازعات بين الأمم والطوائف، ومازال هناك الكثير للأسف الشديد ممن يعتقد بأن ما يحدث من انتهاكات صارخة سلوكٌ عاديٌ ومقبولٌ من الجميع.
البابا رآى أن تلك الشرور الاجتماعية والعنف الذي يمارس من دون هوادة في مختلف مناطق العالم النامية والفقيرة هي نتيجة الاضطهاد السياسي والثقافي والفكري، والتوزيع غير العادل للثروة، وأن جذور الاقتصاد العالمي تعصف بها رياح الفشل في الاستجابة للحدود الدنيا من تقنين الأسواق، وفي تلبية حاجات الفقراء في مراحل الزمن الضاغطة على حياتهم المعيشية اليومية.
وقال أن جميع الحكومات التي تحتكر الثروات وتسلب الناس حقوقهم وحرياتهم هي مسئولة عن المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها الأمن والسلم العالمي بكل عناصره السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، وهي اليوم مدعوّةٌ إلى البحث في مدى الأضرار الفادحة التي تتسبب بها في حق شعوبها، والوصول إلى معالجتها بكافة الوسائل المشروعة والشفافة، إذا ما أرادت استئصال العنف وتوفير المساواة والعدل وتضييق الفجوات الخطيرة بين الفقراء والأغنياء، وإحلال السلم والاستقرار.
الشعوب الفقيرة والمسحوقة المتهمة اليوم بممارسة العنف ومختلف الأشكال العدائية، ما كان لها أن تقدم على ممارسة تلك الأفعال المحرمة في التشريعات الإنسانية والأخلاقية، لولا أنها لم تجد الأرض الخصبة للاضطهاد والحرمان من حقوقها المشروعة.
البابا فرانسيس حمّل المسئولية الكاملة في ارتكاب الآثام والفظائع الإنسانية على الحكومات الظالمة والاقتصاد المتوحش المحتَكَر من قبل شركات ومؤسسات التصنيع العالمية الكبرى التي تمارس عمليات تجويع الناس من أجل تركيعهم وجني الثروات الهائلة على حساب شقائهم وبؤسهم ومكابدتهم في الحياة.
ووجّه البابا الدعوة إلى عالم متسامح وأكثر عدلاً وإنصافاً وإحقاقاً للحق، وطالب بأن تكون الكنيسة الكاثوليكية مفتاحاً للحوار مع جميع الثقافات، ومكرّسةً لخدمة الفقراء والمحتاجين بشكل أقوى، وأمل في أن تدخل البلدان الإسلامية عصر التغيير الدولي لتمضي قدماً في طريق التسامح وتوفير الحريات الدينية للشعوب المسيحية على غرار الحريات التي يتمتع بها المسلمون في الدول الغربية ومختلف المناطق المسيحية حول العالم، معتبراً أن الإسلام الأصيل والحقيقي يعارض كل أشكال العنف والاستبداد الثقافي والفكري والعقائدي، ويدعو دائماً للتآخي والتسامح واحترام الآخر.
إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"العدد 4118 - الأحد 15 ديسمبر 2013م الموافق 12 صفر 1435هـ
لماذا .........؟
لماذا دائما الديانة المسيحية أكثر تسامحا من (المسلمين) التكفيريين والطائفيين ؟
والله حاله
ليش صرت الناطق بإسم البابا
ولكن البعض قلوبها قاسية بلا تسامح ورحمة