وجه ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى ضرورة الاستمرار في العمل على المحافظة على مواقع التلال الأثرية ومسجد الخميس لما لها من مكانة عريقة في التراث العالمي.
وقال سموه إن التلال الأثرية تمثل أحد الشواهد الماثلة على حضارة البحرين القديمة، وكذلك مسجد الخميس الذي سيبقى رمزاً لأهمية موقع البحرين في الحضارة الاسلامية الممتدة بموقعها المتميز الذي تعاطت من خلاله مع جميع الحضارات والحقب التاريخية.
جاء ذلك لدى حضور سموه الاحتفال الذي نظمته وزارة الثقافة مساء أمس الأحد (15 ديسمبر/ كانون الأول 2013) بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس متحف البحرين الوطني، بحضور عدد من الوزراء ووزير الثقافة بدولة قطر الشقيقة وعدد من كبار الضيوف والمدعوين ومديري المتاحف العالمية.
وأكد الدور الكبير لمتحف البحرين الوطني الذي اضطلع به منذ تأسيسه في حفظ وإبراز المخزون التراثي وربطه بتاريخ البحرين بشكل استقر في وجدان أبنائها لتحفظه الذاكرة البحرينية إرثاً حيّاً للأجيال المقبلة، وتأكيده لدور مملكة البحرين كمنارة إشعاع ثقافي، وبلد منفتح على مختلف الحضارات والشعوب.
ووصف سموه مسيرة متحف البحرين، بأنها ريادية، وتعكس اهتمام مملكة البحرين بالعروض المتحفية منذ سبعينات القرن الماضي.
ونوَّه بما تقوم به وزارة الثقافة من جهود وأنشطة وبرامج أسهمت في تعزيز موقع مملكة البحرين على خارطة الثقافة والتراث العالميين، مشيراً إلى أن البحرين لها دور ريادي في الاهتمام بالتراث والأماكن التاريخية، وأن إنجاز مملكة البحرين بإدراج موقعي قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ ضمن قائمة التراث العالمي هو دليل على ما تتمتع به البحرين من مخزون تراثي وثقافي يحكي ما مرت به البحرين من عصور متتالية كانت ومازالت محط أنظار الجميع لما تتمتع به من مقومات مختلفة.
وأعرب صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء عن سعادته بالاحتفاء بواحد من صروح الثقافة والتراث والتاريخ في مملكة البحرين، مرحباً سموه بضيوف البلاد الذين شاركوا البحرين باحتفالها بمرور خمسة وعشرين عاماً على إنشاء متحف البحرين الوطني متمنياً لوزارة الثقافة كل النجاح والتوفيق فيما تبذله من جهود بناءة في سبيل الحفاظ على معطيات التاريخ والحضارة في مملكة البحرين التي ستبقى شاهدة على أصالة وهوية الإنسان البحريني المتميزة.
هذا وقد قام ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بجولة في المعرض التوثيقي الخاص الذي أقيم بهذه المناسبة تحت عنوان: «متحف البحرين الوطني إنجاز حضاريّ رائد» ترافقه وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة حيث تضمن مجموعة من القطع الأثرية التي تمثل مختلف الفترات، ويستعرض مراحل إنشاء متحف البحرين الوطني والحضارات التي مرت على البحرين في تأريخ وتوثيق لذاكرة الوطن، اضافة الى عرض فيلم يوثق تاريخ المتحف كأول صرح متحفي في الخليج العربي.
إلى ذلك، ألقت وزيرة الثقافة كلمة أعربت فيها عن شكرها وتقديرها لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء على شمول سموه برعايته الكريمة هذا الاحتفال الذي يأتي متزامناً مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد وقيام دولة البحرين الحديثة من مؤسسها الأول أحمد الفاتح العام 1783 الذي أكد عروبة البحرين كياناً والإسلام اتباعاً، إلى مسيرة متواصلة في التحديث والتطوير أعطت للبحرين دورها الفاعل في المنظومة الدولية لدى انضمامها إلى الأمم المتحدة منذ 42 عاماً، ووصولاً إلى عهد دولة المؤسسات والقانون والاصلاح السياسي الذي ميز تاريخ مملكة البحرين المعاصر في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك.
وقالت انه في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول 1988 شهدت المنامة افتتاح متحف البحرين الوطنيّ كأوّل متحف في منطقة الخليج العربيّ، على يد المغفور له بإذن الله تعالى الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.
وذكرت أنه مع افتتاحه من ذلك الحين، عشنا كلّ الذي فاتنا وكلّ الذي نقوم به اليوم، مؤكدة وزيرة الثقافة أن الاهتمام بالمتحف هو جزء من الاهتمام بالهوية والموروث، واستذكرت في هذه المسيرة جهود كل من وزير الإعلام الرّاحل طارق المؤيّد والوكيل المساعد السّابق لقطاع الثّقافة والتّراث الوطني الشّيخة هيا بنت علي آل خليفة.
واشارت الى تواصل جهود الوزارة للتوسع في إقامة المتاحف في مختلف المواقع وذلك نشراً لثقافة المتاحف وأهميتها، موضحة أن الخطط المقبلة تتّجه إلى اقامة متحف لمعابد باربار ومستوطنة سار ومتحف للفنّ الحديث الى جانب تطوير وتجديد العروض المتحفيّة.
العدد 4118 - الأحد 15 ديسمبر 2013م الموافق 12 صفر 1435هـ