تحت رعاية رئيس الأمن العام اللواء طارق حسن الحسن ، وبحضور آمر الأكاديمية الملكية للشرطة العقيد الركن حمد بن محمد آل خليفة ، اختتمت ندوة "الانتربول والتدريب الشرطي في الدول العربية" والتي نظمتها الأكاديمية الملكية للشرطة بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أقيمت في الفترة من 10 – 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بمشاركة 13 دولة عربية وأجنبية .
وقد خرجت الندوة بعدة توصيات فاعلة تهدف إلى النهوض بمنظومة التدريب الشرطي في الدول العربية بما يتلائم مع التحديات الأمنية الراهنة وتطور الجريمة وأساليب ارتكابها وزيادة الظواهر الإجرامية وتنامي ظواهر التطرف والعنف وانتشار جرائم الإرهاب والمخدرات ، خاصة في ظل عالم تموج به متغيرات أمنية نتيجة التحولات الهامة التي يمر بها المجتمعين الإقليمي والدولي .
وأوصى المشاركون في الندوة على أهمية توثيق أواصر العلاقات والتعاون بين أجهزة الشرطة العربية في مجال التدريب الشرطي بما يسمح بالتخطيط والإعداد للبرامج التدريبية المشتركة وتبادل الخبرات ، مع ضرورة توحيد المفاهيم والمصطلحات التدريبية بين أجهزة تدريب الشرطة العربية للوصول إلى قواسم مشتركة في التدريب الشرطي مما يعزز من أواصر العلاقات والتعاون المراد تحقيقها .
وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة ربط التدريب الشرطي بالواقع العملي الميداني ، وما يتطلبه ذلك من التركيز على الجوانب العملية في التدريب ، مع الأخذ بالأساليب العلمية والتكنولوجية المتطورة في تنفيذ البرامج التدريبية من خلال الاستعانة بالوسائل التدريبية المتطورة ، والاهتمام بالتخطيط العلمي للبرامج التدريبية والرصد الموضوعي والدقيق لموضوعات البرامج التدريبية بحيث تكون قادرة على معالجة المشكلات الأمنية والشرطية وأخطاء العمل الشائعة ، بالإضافة إلى الاهتمام بإعداد المدربين من خلال برامج تدريبية تستهدف تدريبهم على استخدام الوسائل والتقنيات الحديثة في التدريب وتهتم بالجانب السيكولوجي والنفسي للمدرب مع تدريبه على كيفية معاملة المتدربين نفسياً وكيفية التواصل معهم ، والتطوير الدائم والمستمر للمناهج التدريبية بما يتفق مع المستجدات على الساحة الأمنية المحلية والإقليمية والدولية .
وتناولت التوصيات ، ضرورة الاهتمام بالبرامج التدريبية ذات البعد الإنساني في العلاقات مع الجمهور والتي يتم من خلالها تناول المواثيق الدولية في مجالي حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ، وذلك لإعلاء قيم حقوق الإنسان في كافة الأوساط الشرطية وبناء القدرات الذاتية لرجل الشرطة في مجال حقوق الإنسان وصون حرياته الأساسية ، والاهتمام بالبرامج التدريبية ذات البعد الاجتماعي والتي تساعد رجل الشرطة على كسب مهارات التعامل مع الجمهور والتلاحم معه بكافة عناصره الاجتماعية والنفسية والثقافية المتباينة ، وذلك لتفعيل الشراكة والتعاون والتضامن بين الأجهزة الشرطية ومختلف شرائح المجتمع .
ووجهت التوصيات إلى إدخال برامج التدريب الالكتروني (التدريب عن بعد) على غرار التعليم الالكتروني داخل أجهزة العمل الشرطي والتي من شأنها مساعدة المتدرب على التدرب في المكان والزمان المناسبين له من خلال محتوى تفاعلي يعتمد على الوسائط المتعددة ، بالإضافة إلى إعداد مراكز للمعلومات تحتوي على قاعدة بيانات ومعلومات خاصة بمنظومة التدريب الشرطي لتسهيل إعداد وتنفيذ البرامج التدريبية بالسرعة المطلوبة والأسلوب المناسب والظروف التدريبية المتاحة ، واستغلال البرامج التدريبية في ترسيخ تقاليد وقيم الشرطة ، والعمل على غرس قيم الانتماء داخل نفوس المتدربين من رجال الشرطة ورفع روحهم المعنوية .
وفي بداية الحفل ألقى المدير التنفيذي لإدارة بناء القدرات والتدريب بالانتربول أحمد ايرين ، كلمة أعرب فيها عن شكر وتقدير الأمانة العامة للانتربول لمملكة البحرين لحرصها على عقد مثل هذه الندوات الهادفة مما يؤكد اهتمامها بدعم مجال التدريب الشرطي ، مشيداً بالتعاون والتنسيق بين المنظمة والأكاديمية الملكية للشرطة ، وبحسن الإعداد والتنظيم المتميز لهذه الندوة ، متطلعاً لتنظيم المزيد من الندوات واللقاءات في المستقبل.
من جانبه أكد آمر كلية تدريب الضباط بالأكاديمية الملكية للشرطة المقدم عمار على أهمية التعاون دولي في كافة المجالات الأمنية وفي مقدمتها المجال التدريبي الذي يسمح بنقل وتبادل الخبرات والتعرف على تجارب الدول المختلفة والوقوف على الوسائل والأساليب الحديثة في مواجهة الجريمة ، مما يساهم في إعداد وتأهيل رجل الشرطة ورفع كفاءته ليكون قادراً على التعامل مع تلك التحديات وتداعياتها .
وفي ختام الحفل قام آمر الأكاديمية الملكية للشرطة العقيد الركن الشيخ حمد بن محمد آل خليفة بتوزيع شهادات إتمام الدورة على المشاركين فيها ، بالإضافة إلى توزيع الدروع التذكارية على ممثلي منظمة الانتربول.
