أولى عتبات الوصول إلى الراحة في التعامل مع الآخرين هي معرفة الاختلافات في الطبيعة البشرية، وما دام الفرد قادراً على التعرف على طبيعة من يقف أمامه، سيستطيع بلا شك التعامل معه كما يحب أو كما يتمنى من غير أن تواجهه عقبات في مسيرة علاقاته الاجتماعية.
إن القدرة على احتواء الآخرين هي دعامة من دعامات التواصل السلس، وهي وسيلة أولية للحفاظ على العلاقات الاجتماعية بمختلف أنواعها وتطويرها وتعميقها في الاتجاه الصحيح، وما العلاقة الزوجية إلا واحدة من هذه العلاقات، متى ما نجحت وتطورت فإنها ستؤدي بطبيعة الحال إلى نجاح العلاقات المختلفة التي قد تنتج بسببها، وستكون دافعاً لتحسينها وتطويرها، كالعلاقة بين الآباء وأبنائهم وبين أهل الزوجين وبين الأسرة هذه وتلك، ومتى ما انهارت لن تكون دافعاً حقيقياً وراء تحسين أي من هذه العلاقات، لأن أحد الطرفين أو كلاهما قد يحاول الهروب من أي شيء مرتبط بالطرف الآخر.
وما نشر يوم أمس في صحيفة «الوسط» حول معدل الطلاق في البحرين خلال ستة أشهر، والذي وصل إلى 873 حالة طلاق من أصل 3218 حالة زواج، أي ما يعادل 27 في المئة، وهو رقم يجب ألا يستهان به في المجتمع البحريني، الذي احتل الترتيب الأول بين دول مجلس التعاون الخليجي في معدلات الطلاق لعام 2012، وفق دراسة وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة «الاقتصادية» السعودية، هذا الرقم هو معدل الحالات التي انتهت من إجراءاتها، من دون تلك التي ما زالت تنتظر دورها منذ سنوات في ملفات المحاكم الجعفرية، أو تلك الحالات التي وصلت إلى الانفصال الوجداني والروحي والجسدي، ولكن مازال الطرفان يعيشان تحت سقف واحد من غير أوراق رسمية تثبت هذا الانفصال، وهي ظاهرة بدأت تنتشر في مجتمعنا في الآونة الأخيرة بوعي ومن دون وعي أحياناً.
أثناء حديثي مع أحد المستشارين البحرينيين في العلاقات الزوجية بشأن نوعية المشكلات التي ترد إليه في مركزه، أكد لي أن أكثر هذه المشكلات هي نتاج طبيعي لعدم معرفة طبيعة الآخر السيكولوجية والفسيولوجية، إذ يحلّق كلا الطرفين في سرب مختلف ومعاكس أحياناً ظناً منهما أنهما يسيران في الاتجاه الصحيح للوصول إلى نقطة التقاء بالآخر، وغالباً لا يسعى الطرفان لمعرفة الفوارق التي تميّزهما عن شريكهما لجهل منهما بوجودها أصلاً أو لعدم إيمانهما بصحتها، فالأنماط البشرية تختلف في اهتماماتها وطريقة نظرتها للأمور حسب نقطة التأثير بها سواء كانت حسية أو بصرية أو سمعية، وعليه فإن هنالك مداخل مختلفة للتعامل مع الأشخاص وفقاً لهذا التكوين، إذ هناك من يهتم بالأمور المنطقية فيما يهتم آخر بالأمور الحسية والعاطفية، بينما يهتم آخر بكل ما هو بصري أو مسموع، كمن كان يبحث عن لمسة حب واهتمام بينما كان شريكه يبحث عن هدية أو اهتمام بالمظهر.
ولتكون الحياة الزوجية سعيدة، والعلاقات الاجتماعية متميزة، لابد من معرفة هذه الفوارق ومعرفة بعض ما يتعلق بطريقة التعامل مع كل نوعية من البشر.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4116 - الجمعة 13 ديسمبر 2013م الموافق 10 صفر 1435هـ
كلامك صحيح لصاخب التعليق رقم 3
فأنا أعيش مع زوجي منذ أكثر من عشر سنوات وقد انقطعت علاقتنا الزوجية وقد طلبت منه الطلاق ولكنه يرفض ذلك
صحيح
بيما ان الطلاق الرسمي احيانا غير ممكن تجد هناك طلاق بين زوجين بشكل غير رسمي و هم يعيشون تحت سقف واحد و يحملون ورقة زواج بالاسم فقط لا حول الله و لا قوة إلا بالله
وايد حلو
شكرا
مطلوب دورات وورس عمل تثقيفيفة للمقبلين على الزواج
لا يمكن القضاء أو التقليل من هذه المشكلة إلا من خلال عمل دورات تثقيفية إجبارية كما هو متبع في الفحص قبل الزواج تحت مستشارين متخصصين من أجل معرفة كيفية التعامل المشترك بين الزوجين وحل الخلافات والتعامل معها بحكمة