العدد 4116 - الجمعة 13 ديسمبر 2013م الموافق 10 صفر 1435هـ

القطان يدعو لتصحيح «الفكر المنحرف» لدى الفئات الطائفية وعدم الوقوف أمام المشروع الإصلاحي

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إلى نبذ العنف والطائفية، وتصحيح ما وصفه بـ «الفكر المنحرف» لدى بعض الفئات الطائفية، مشدداً على عدم الوقوف «حجر عثرة» أمام المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.

وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (13 ديسمبر/ كانون الأول 2013)، والتي خصصها للحديث عن حب الوطن والعيد الوطني المجيد وعيد جلوس جلالة الملك، قال إن البحرين «تعيشُ في هذه الأيام، مناسبة عزيزة غالية على نفوسنا، ألا وهي احتفالها بيومها الوطني المجيد، وعيد جلوس جلالة الملك، وهو اليومُ الذي يتأكد فيه الولاءُ للوطن، عَمَلاً وإخلاصاً، وجدًّا وبناء، ودفاعاً وتفانياً... وتُجَدَّدُ فيه البيعةُ والولاءُ للقيادة الرشيدة نُصْحاً وطاعة، وتعاوناً ومؤازرة».

وأضاف «إننا من خلال هذه المناسبة العزيزة، ندعو الجميع - كلاًّ من واقع مسئوليته - إلى الدفع باتجاه التنمية والتطوير والتحضر، والحفاظ على أمن البلد واستقراره، وعدم الوقوف حجر عثرة أمام هذا المشروع الإصلاحي الكبير الذي أرساه جلالة الملك، والذي توافقت وأجمعت عليه الأطياف كافة، ونخص بالذكر رجال الدعوة وعلماء الدين، والخطباء والوعاظ والأئمة، والسياسيين والمثقفين والمفكرين، ونواب الشعب، والقائمين على الجمعيات والمؤسسات والباحثين».

وتابع «ندعوهم جميعاً إلى القيام بواجباتهم تجاه الوطن والمجتمع، ومواصلة النصح والإرشاد والإصلاح، بالحكمة والموعظة الحسنة، والعمل على ترشيد الخطاب الديني، ونبذ الطائفية والإرهاب والعنف، وتحكيم الشرع والعقل، وتصحيح الفكر المنحرف لدى بعض الفئات الطائفية المتعصبة، التي يسوقها الحماس المندفع من شباب الوطن، إلى طريق مسدود ليست في صالح أحد، وهي ليست من الدين في شيء، ولا هي في صالح الوطن ولا المواطن».

وأكد أن»مهمة علماء الدين في تصحيح مسار دعاة العنف، والإرهاب والتخريب، ترتكز على ضرورة تحقيق قاعدة اجتماع الكلمة ووحدة الصف، وترسيخ ثقافة التعايش السلمي، وتأكيد مبدأ الاحترام المتبادل بين الحاكم والمحكوم وما دعا إليه الدين الحنيف من طاعة ولاة الأمر في المعروف، وصولاً إلى مجتمع تسوده روح المحبة والإخاء، وينعم بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء والوحدة».

وأشار إلى أن «التذكيرَ في مثل هذه المناسبات، بتجديد عَقْد البيعة، وعَهْد الولاء لوليّ الأمر وللوطن وقيادته، أمانة في عُنُق كل مخلص غيور على أرضه، التي جَعَلَ الشرعُ الحنيفُ الدفاعَ عنها شهادة في سبيله، وقَرَنَ الله حُبَّ الوطن، والولاء له، والعمل بإخلاص له، بنَفْس الإنسان، في حفَاظه عليه وعلى أمنه وتَمَسُّكه به والذَّود عنه وعن سيادته، ولو تطلب ذلك بذلُ المهج والأرواح».

وأفاد القطان أن «قيَمَنا الإسلاميةَ وتعاليمنا القرآنية، تَحُثُّنا على العمل بإخلاص لتحقيق أمن الوطن واستقراره، ورخائه وتقدمه ورُقيه، فإنَّ خدمةَ البلاد والعباد نوع من أنواع العبادة العامة، التي يَتَقرَّبُ بها المسلم إلى ربه ومولاه. وإننا اليوم أحوج ما نكونُ إلى أنْ نتسامح ونتصالح ونتصافح ونتناصح، ونفتحَ صفحة جديدة ملؤها الحب والوفاء والإخلاص للجميع، ونضع أيديَنا في يد كل مخلص غيور على هذا الوطن، ونلتفَّ جميعا حولَ قيادته الرشيدة، لنقطعَ الطريقَ أمامَ كُل حاقد أو طامع أو مُعْتَد، ونَقف سدا منيعا وصفا واحدا قويا أمام تحديات الداخل والخارج».

وفي حديثه عن حب الأوطان، أوضح القطان أن «المحبة للأوطان، والانتماء إلى الأمة والبلدان، أمر غريزي، وطبيعة طبع الله النفوس عليها، وحين يولد الإنسان في أرض وينشأ فيها فيشرب ماءها، ويتنفس هواءها، ويحيا بين أهلها، فإن فطرته تربطه بها فيحبها ويواليها، ويكفي لجرح مشاعر إنسان أن تشير إلى أنه لا وطن ولا مأوى له».

وذكر أن «البشر يألفون أرضهم على ما بها حتى ولو كان قبراً مستوحشاً، وحب الأوطان غريزة مستوطنة في النفوس تجعل الإنسان يستريح للبقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتقص، والوطنية بهذا المفهوم الطبيعي أمر غير مستغرب، وهذه السعادة به، وتلك الكآبة لفراقه، وهذا الولاء له، مشاعر إنسانية لا غبار عليها ولا اعتراض، ولا يجوز أن تكون مفهوما مشوهّا يعارض به الولاء للدين؛ فالإسلام لا يغير انتماء الناس إلى أرضهم ولا شعوبهم ولا قبائلهم...».

ولفت إلى أن «الإحسان لا يجازى إلا بالإحسان لا بالجحود والنكران، فمن حق هذه البلاد علينا، أن نقدر هذه الخيرات والمكتسبات والمنجزات والإصلاحات التي تحققت وخصوصا في هذا العهد الزاهر عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ونسعى للمحافظة عليها، والحرص على زيادتها، والسعي لمزيد من الإصلاح فيها، وشكر الله عليها».

وأردف قائلاً: «من حق بلادنا البحرين علينا أن نكون لتحقيق مصالحها سعاة، ولدرء المفاسد عنها دعاة، ولأمنها ورخائها واستقرارها حماة، ولوحدة صفوفها وشرائحها وطوائفها رعاة، من حقها علينا أن نسعى لرفعة شأنها في شتى الميادين، وأن نتعاون في مواصلة بناء صرحها الشامخ بإخلاص وهمة عالية، ومن حقها علينا أن نتحلى بأفضل الأخلاق وأحسنها في داخلها وفي خارجها، حتى نعكس صورة جميلة عن هذا الوطن الحبيب الطيب في أذهان من نلتقي بهم في داخله وخارجه».

وواصل «من حق هذه البلاد علينا أن نتصدى لكل من يسعى في إفسادها، أو إفساد أهلها، أو يتآمر عليها، من أولئك الذين يسعون في الأرض فسادا وخرابا ودمارا، وعلينا أن نتصدى لكل من يريد شق الصفوف، وإثارة الفتن، والإخلال بالأمن والاستقرار، بكل ما أوتينا من قوة البنان أو البيان، وأن ندافع عنها، ونذود عن حماها بالغالي والنفيس، بالكلمة والفعل في كل ميدان، وهذه هي الأمانة العظيمة التي يجب علينا أن نؤديها بإخلاص».

ورأى أن «من مظاهر حب الوطن أن يعمل الإنسان ما استطاع، من أجل حماية مكاسبه وصيانة خيراته ومقدراته، ويكون عيناً حارسة له من كل عدو ومتربص في الداخل أو الخارج، وإن ذلك مع تقوى الله والشعور بنعمته، شكر لهذه النعمة واستدامة لها بإذن الله تعالى».

كما اعتبر القطان أن «حب الوطن يعني لكل مخلص وغيور، التفاني وبذل الغالي والرخيص، قولا وعملا، وليس زعما وادعاء، أن المواطن الذي يزرع التفاؤل في البلاد، ويزرع البهجة والابتسامة، على شفاه وقلوب الناس، وينشر الأمل أينما ذهب، ويجدد الثقة بهذا البلد الطيب وقيادته وأهله ومجتمعه، فهذا يحب وطنه».

وقال: «إن الذي يحافظ على البلاد وممتلكاتها الخاصة والعامة، ويحترم الأنظمة والقوانين، ويحب الآخرين، هو شخص يعشق وطنه ومجتمعه. وإن الذي يؤلف بين القلوب، ويدعو إلى توحيد الصفوف، ويحرص على وحدة الوطن بجميع أطيافه وشرائحه، وينبذ العصبية والعرقية والطائفية، ويكره الخلاف والشقاق والنزاع، ويدعو إلى المحبة والمودة والوئام والسلام بين الناس، هو شخص يحب وطنه وبلاده».

واسترسل القطان في حديثه عن حب الأوطان، مؤكداً أن «الذي ينشئ أسرة مستقرة صالحة واعية، تعرف حقوقها وواجباتها، ويربيها ويغرس في قلوبها، حب الانتماء والولاء لوطنها، وطاعة ولاة أمورها في المعروف والخير، فهذا شخص يحب وطنه. وإن الموظف والمسئول الذي يساعد جميع المراجعين، ولا يمارس الانتقائية والتصنيف في ذلك، ويحافظ على المال العام، ولا يستغل الوظيفة فيما يغضب الله عز وجل، فلا يسرق ولا يختلس ولا يرتشي، فهذا يحب وطنه».

وأضاف «المعلم الذي يقف في الفصل المدرسي ويؤدي عمله في بناء الجيل بكل همة وإخلاص ويراقب الله في ذلك، ولا ينتظر شكراً من أحد، فهذا شخص يحب وطنه. إن العالم والخطيب والداعية والواعظ، الذي يتحرى الحقائق، وينقل الكلمة الصادقة، وينشر الفضائل، ويحذر من الفواحش والرذائل، ويدعو إلى التحلي بالقيم والأخلاق، ويحرص على وحدة الوطن، وينبذ العصبية والطائفية، ولا يحرض ولا يشوش ولا يثير الفتن في المجتمع، هو شخص محب لوطنه، حريص على أمن واستقرار مجتمعه».

وأضاف «إن الكاتب والصحافي والمراسل والإعلامي، والحقوقي الذي يتحرى الحقيقة، وينقل الحدث بصدق وتجرد، ولا يدلس ولا يكذب ولا يسيء إلى وطنه لدى الدول والمنظمات الخارجية ولا يستقوي بالخارج ليضرب الداخل، هو شخص محب لوطنه حريص على سلامة بلاده من أي تدخل خارجي، وقس على ذلك في جميع الأمور».

العدد 4116 - الجمعة 13 ديسمبر 2013م الموافق 10 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 1:36 م

      هل فعلاً يوجد اصلاح

      اولاً انا مواطل يحق لي قبل ..........بالسكن والعمل المناسب والاحترام والحرية والمساواه وكل الحقوق المنصوصة ولكن فعلا هل يوجد كل هذا سكني ايجار وظيفة تافهه لاحريه لا مساواه كما لدي .......من الغرباء من الجنسيات المختلفة فالغرباء يملكون كل ذلك امانحن فلنا الله

    • زائر 12 | 3:04 ص

      خطبه مضحكة

      دلمون أرض العجائب ( القادمون لنا من أرض فارس يعلمون أهل البحرين ) ماذا تقول عن توظيف فئه فـي وزارات الدولة على حساب أهل البحرين . ماذا تقول فـي كلام الملك يوم 2011/2/15 ، وبعد ذلك تحصل الفاجعه يوم 17/2/2011 .

    • زائر 10 | 2:53 ص

      إذاً لِم تجلبون الأجانب وأنتم تعرفون حبهم لوطنهم الأم وتحاربون المواطن الأصلي؟

      القطان: «البشر يألفون أرضهم على ما بها حتى ولو كان قبراً مستوحشاً، وحب الأوطان غريزة مستوطنة في النفوس تجعل الإنسان يستريح للبقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتقص، والوطنية بهذا المفهوم الطبيعي أمر غير مستغرب، وهذه السعادة به، وتلك الكآبة لفراقه، وهذا الولاء له، مشاعر إنسانية لا غبار عليها ولا اعتراض...».

    • زائر 9 | 2:51 ص

      من هو الطائفي ياهذا

      هل هو من همش الناس وفضل عليهم الاجانب ؟
      هل هو من سب طائفة من الناس على المنابر ويحرض عليهم ؟
      ام الفكر المنحرف من يطالب بأسط حقوقة ؟
      من انت لكي تزايد على الاسر البحرينية الاصيلة في الي ذكرت
      ان كنت لاتعرفها فأرجع الى التاريخ وستعرف ان البحريني المحترم
      رضع هذه الاشياء من هو طفل ولانريد من يزايد علينا في حبنا لوطنا

    • زائر 8 | 2:45 ص

      يا شيخ

      انت مسائل عند رب العالمين من الظلم اللذي وقع على فئة كبيرة
      وانتم في نعيم والناس يامعتقل يامصاب يامقتول يامهمش
      العقول المنحرفة هي اللتي لاتؤمن بالشراكة .
      ليس هناك من احد يزايد على حبنا لوطنا كأنها امنا اللتي ولدتنا
      اقرا القرآن عدل ياشيخ
      شوف لك مسألة حسنة تقابل الله بها يوم الحشر افضل لك

    • زائر 6 | 1:40 ص

      كيف يكون حب الوطن ؟

      هل حب الوطن إحتكار السلطه فيه لفئه معينه لأكثر من أربعين عام والباقي لا أهميه لوجودهم بالوطن ؟! ام حب الوطن هو تفضيل ألأجنبي وتوظيفه بالسلك الحكومي ويبقى المواطن عاطل يصارع من أجل الحياة ؟ أين الإنصاف ! الوطن هو الدين ومن لايحترم الدين لايحب الوطن من يحب دينه لا يسمح بالخمور والدعاره ان تكون في وطنه هذا هو حب الوطن وليس ألأشخاص نعم هكذا تعلمنا كيف يكون حب الوطن لايعقل ان يأتي شخص ولايحب وطنه

    • زائر 7 زائر 6 | 2:06 ص

      السلام عليك يا رسول الله

      الانحراف الحقيقي..عندما يغلب الانسان شهوته على عقله فيصبح كالانعام بل اشد..فالحق بين والباطل بين..والانسان المؤمن لا يخشى فيه الله لومة لائم..وان الصبح لناظره لقريب..وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين

    • زائر 5 | 1:38 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،، مع احترامنا الي الشيخ القطان ،،ولكن ليس هناك فكر منحرف ،،......

    • زائر 4 | 12:56 ص

      قلنا لكم من لا يحافظ على المال العام لا يحب وطنه قلتوا خط أحمر..

      القطان: «إن الموظف والمسئول الذي يساعد جميع المراجعين، ولا يمارس الانتقائية والتصنيف في ذلك، ويحافظ على المال العام، ولا يستغل الوظيفة فيما يغضب الله عز وجل، فلا يسرق ولا يختلس ولا يرتشي، فهذا يحب وطنه».

    • زائر 2 | 10:49 م

      حب الوطن من الايمان .... ونرجو عدم المزايدة

      الوطن اشمل من كل الاشخاص .... الوطن حضن وطمئنينة وعشق لايفهم خارطته الا من ذاب في بناءه .... اما ان نخلط بين حب الوطن والسياسة فهذا امر لايمكن قبوله فالحكومة ليست الوطن والوطن ليس الحكومة واذا ارادت اي حكومة في العالم ان يجمع المواطن بين حبها وحب الوطن فهناك الافعال لا الاقوال .... مواطن يعامل من الدرجة الرابعة في وطن ويفضل عليه الاجنبي ويعامل بمعادلة طائفية ظالمة لايمكن ان يجمع في قلبه حب الوطن وحب الحكومة

    • زائر 1 | 9:28 م

      مواطن

      اسئل نفسك من استقوى بالخارج لضرب الداخل

    • زائر 13 زائر 1 | 4:05 ص

      كلمة حق

      و من اللي ضرب بيده الطاولة و قال ( سنستعين بإيران ) ,,,,, و السعودية من دول المجلس و بينهم اتفاقيات دفاع مشترك ,,,, فكر ثم تكلم .

اقرأ ايضاً