العدد 4116 - الجمعة 13 ديسمبر 2013م الموافق 10 صفر 1435هـ

قاسم: أمنُ الخليج مهم... والوضع البحريني يتطلب الإصلاح الجادَّ استعداداً للوحدة

الشيخ عيسى قاسم
الشيخ عيسى قاسم

شدد الشيخ عيسى قاسم، في خطبته بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، أمس الجمعة (13 ديسمبر/ كانون الأول 2013) على أن «أمن الخليج مهم لأبناء هذه الدول»، مشيراً إلى أن «الوضع في البحرين في واقعه المؤلم من خللٍ سياسي واسع، فإن هذا الوضع يتطلّب الاصلاح الجاد الشامل ليعدّ نفسه لمسألة الوحدة التي يرضاها الدين وتنفع الشعب وكل المنطقة، ولها عائدها الجميل على الأمة».

وتحت عنوان «الأمن الخليجي»، قال قاسم: «إن أمن الخليج وكل الدول المطلّة عليه مهمٌّ لأبناء هذه الدول، وهو جزء من أمن الأمة العربية والإسلامية الذي يهم أبناء الأمتين معاً، وهو مؤثر على أمنهما وأمن العالم، والأمن المطلوب لكل أمة ولكل دولة وأبناء كل دولة أمنُ دمٍ ونفوس ومعيشةٍ واقتصاد، وعقيدةٍ وكرامة، وحريةٍ إنسانيةٍ وحقوق، وما انتقض أمنُ واحد من هذه الأمور إلا هزّ أرضية هذا الأمن كله أو كاد ينال من الأمن في عددٍ منها، وعندما تفكر شعوب الخليج في أمنها فهي على حد كل الشعوب في ذلك حيث يتوجه اهتمامها إلى الأمن الشامل المستوعب بكل أبعاده لا لبعضٍ منها فحسب».

وأضاف «مما يتطلبه أمن الخليج ودوله وكل أبنائه اليوم أن تأمن الدول المطلّة على الخليج بعضها من بعض، أن تصلُح العلاقات بين كل هذه الدول وتقوم الثقة بينها مكان الشك، أن يأمن الخليج وكل هذه الدول من بطش الدول الأجنبية الكبرى، أن تتمتع كل واحدةٍ من هذه الدول بالأمن الداخلي، وما يضمن الأمن الداخلي لكل بلدٍ في العالم، هو أن تقوم العلاقة بين السلطة والشعب فيها على الثقة والرضا، وهذا يتطلب أن تكون سياسة أي حكومةٍ من إرادة شعبها، وأن يُعترف عمليّاً بالدور الأساس للشعب في إدارة شأنه العام وبحقوقه الكاملة، وأن يلمس فعلاً صدق حكومته وصدق إخلاصها في تمثيل إرادته ورعاية حقوقه وتقدير حرّيته، وإلا فكيف يرضى شعبٌ بسياسةٍ وحكومته تنتهج ما يخالف كل ذلك وكيف تنبني عنده الثقة بها».

وقال قاسم في خطبته: «بشأن الوحدة، فإن الدين جاء لتوحيد أبناء الانسانية جميعاً على أساسٍ من قاعدةٍ جامعة في الالتفاف بها احترام الجميع ورعاية حقوق الكل، وتحكيم مقياس الكفاءة، وتوجه الجهود البشرية جمعاء لقضية البناء والإعمار الإيجابي الشامل، وهي قاعدة التوحيد، التي تعطي كل ذلك للاتحاد الذي يقوم عليها ولأهل هذا الاتحاد».

ونبه إلى أن «الدين يحذر من أي وحدة لتكريس الانقسام وتفتيت المجتمع البشري ولخلق العداوات والنيل من الآخر بغير حق، ولأي غرضٍ يتنافى مع ما يستهدفه الدين من ترسيخ قيم الحق والعدل وحب الخير للجميع، الوحدة التي يدعو إليها الدين الحق ويحث عليها، هي الوحدة التي يقوى بها الحق ويضعف الباطل وينتشر العدل ويضمُر الظلم وتكون الكلمة للاصلاح والصلاح لا للإفساد والفساد، فصلاح الأوضاع يسبق اتحادها، وإلا كان من الاتحاد الضار لا النافع وكان مؤديّاً لمضاعفة المشكلة».

وتابع قاسم «عن العدل والظلم والصلاح والفساد، فإن الكلام هنا يقتصر وبصورةٍ مختصرة على الوضع الوطني الخاص بالبحرين، وبحسب شهادة المنظمات الحقوقية ومخرجات مؤتمراتٍ دوليةٍ كبرى، وتصريحات دولٍ صديقة للسلطة في البحرين، وما شُكل بإرادة السلطة من لجنةٍ لتقصي الحقائق، وكل ما تقوله هذه المصادر عن الوضع السياسي والحقوقي المتردّي، فإنه وضعٌ متردٍّ والحاجة فيه ملحة للإصلاح، وتقول بعدم وجود إرادة إصلاحية جادة عند السلطة، وهذا الذي تقوله هو بعض ما تعجُّ به مأساة الواقع».

وذكر أنه «بالنسبة إلى ما عليه وضع وطننا في واقعه المؤلم من خللٍ سياسي واسع وانتهاك للحقوق واستباحة لأمن المواطن واستخفافٍ بقيمة الشعب، فإن هذا الوضع يتطلّب الإصلاح الجاد الشامل ليعدّ نفسه لمسألة الوحدة التي يرضاها الدين وتنفع الشعب وكل المنطقة، ولها عائدها الجميل على الأمة».

وأشار إلى أنه «إذا كانت أكثر الحكومات في مجلس التعاون الخليجي ترى أن وقت الاتحاد الناجح لايزال يحتاج إلى تفاهمٍ وإعداد أكثر ودرجةٍ عالية من التحضير النفسي والعملي على المستوى الرسمي بين أطرافه، فإن الشعوب ترى أن أهم مقدمةٍ من مقدمات الاتحاد المقبول فضلاً عن الناجح والنافع والمؤمّل، هو أن تصحح الأوضاع السياسية داخل كل دولها ويتوحد الاتجاه في إعطاء الشعوب دورها المعترف به على مستوى العالم المرتبط بموقعها السياسي وكونها مركز الثقل في العملية السياسية المرتبطة بإدارة شأنها العام والمسار المؤثر على مصيرها، وأن يُعترف لها دستوريّاً وعمليّاً بكامل حقوقها، وهذا أمرٌ لا يختلف عليه شعبٌ من شعوب المنطقة كلها».

وأكد قاسم «سنبقى نحن في البحرين نؤمن بوحدة الأمة وبقيمة السلام العالمي، وبأي تقاربٍ صادق النية، سليم الهدف، متجه إلى ما يرضي الله سبحانه فيه خير منطقتنا وخير أمتنا ولا يعود على الانسانية إلا بما فيه خيرها، وسنبقى نعتزّ بوطننا ونحرص على سلامته، ونتمسك بوحدة أبنائه بما فيه هداه وخيره ورضا ربه سبحانه، مشددين على أن يأخذ في اتجاهٍ جديدٍ للعدل والإنصاف والمساواة والاعتراف بالحق السياسي الأساس للشعب وسائر حقوقه المغيّبة وإنهاء حالة الغبن والاضطهاد، وما من مسلمٍ حق إلا ويتمنى وحدة الأمة الاسلامية وعزّتها وكرامتها ونفاذ كلمتها، ويعرف من الاسلام أنه وحّد قلوب المؤمنين وعقولهم وصفوفهم وجمعهم على الهدى، وأشاد منهم أمة وسطاً تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى الله وتتميز بالعدل وتنتصر للمظلوم وتردّ عدوان الظالم وتثأر للحق وتناهض الباطل، فكل وحدةٍ على هذا الطريق القويم ومن أجل هذه الأهداف العالية الكريمة لابد أن تلقى ترحيب المؤمن وتستحق البذل منه في سبيلها، وليس لأي وحدةٍ من نوعٍ يخالف هذه الوحدة أن تتوقع من المجتمعات الإسلامية الواعية أن تلقى عندها شيئاً من القبول، وبهذا يكون القبول إنما هو قبولٌ لوحدةٍ تكون على طريق الوحدة الكبرى الصالحة».

العدد 4116 - الجمعة 13 ديسمبر 2013م الموافق 10 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 2:47 م

      تخدير وتنويم الشعوب

      على رجال الدين أن لايتكلمون عن الحرية والديمقراطية لأنهم يريدونها بفتاويهم وتخدير الناس وكأنهم من أولياء الله، إذ كنتم من الديمقراطية عليكم أن لا تتدخلوا في السياسة والحياة الاجتماعية وإتركوها للمتخصصين مثل ما أنتم متخصصين، إذ كنتم من الحرية عليكم أن تحترموا جميع الطوائف والأديان واتركوا الحساب لرب الخالق اذهبوا انتم الى الجنه مع حور العين والخمر واللبن ودعوا الناس تعيش بسلام

    • زائر 16 | 9:00 ص

      محمد

      يالله يا شيخ استعد للانطلاق نحو الا تحاد ؟؟ واستعمل حزام السلامة

    • زائر 14 | 6:31 ص

      احسنت

      احسنت ايها الشيخ وفقك الله لمراضيه واطال عمرك في عافية

    • زائر 12 | 6:09 ص

      الحل بيدك يا شيخ

      كل اسبوع نفس الكلام والمنوال لا تغير للخطب ، اين هي حلولك يا شيخ للازمة؟ لماذا لا تبادر انت من نفسك بالجلوس مع الطائفة السنية والتوصل الى حلول تنهي الازمة وتنقذ البلاد والعباد؟ اليس انت من ضمن المواطنين الحبين الخير للبحرين وشعبها؟ اذن لابد من مبادرة طيبة منك

    • زائر 17 زائر 12 | 9:04 ص

      وش تقول انت؟!

      هل مشكلة البلد طائفية؟
      المشكلة بين الفئة المسحوقة و الحكومة التي استطاعة أن تحولها في عقول أمثالك إلى مشكلة طائفية
      متى ستنتبهون من نومكم؟

    • زائر 2 | 11:01 م

      بارك الله فيك شيخنا الفاضل

      كلامك عين الصواب سيدنا اطال الله في عمرك في خير وعافية

    • زائر 1 | 10:24 م

      حفظك الله

      الله يحفظك يا شيخنا الجليل

اقرأ ايضاً