في السياسة عموماً، وفي السياسة الدولية خصوصاً، هناك ما يُطلَق عليه «الإنهاك السياسي»، حيث تتطور أزمة متعددة الأطراف فتتحول إلى حالة استنزافٍ ينتج عنها أزمات فرعية جديدة، ثم تتحول الفرعيات إلى أزمات على الأرض تتجاوز بتعقيداتها الأزمة الأصلية.
لم يكن ممكناً التوصل إلى اتفاق حول «النشاط» النووي الإيراني دون تحقق ذلك الإنهاك السياسي. فكيف يصبح فجأة الشيطان الأكبر شيطاناً أصغر أو بلا شيطنة؟ وكيف يصبح محور الشر محوراً للخير؟ وفي كل الأحوال فإن السلام خير من الحرب.
التغيير هو الثابت الوحيد في العملية السياسية، ولذا كان المسار الحقيقي يتم خلف الأبواب المغلقة في سلطنة عمان، بين «النسر» الأميركي و»الأسد» الإيراني فقط، ولا ثالث لهما، حتى قُبيل مجيء الرئيس روحاني، وكان العرض الدولي فقط للإخراج العلني وإشراك جميع الفرقاء. فلا جديد في ذلك.
الطرفان لديهما مصلحة في الاتفاق حتى ولو كان لشراء بعض الوقت، ربما لالتقاط النفس، وربما لفتح الملفات المعلقة الأخرى، وهي ملفات تتقاطع بشكل مباشر مع مصالح أخرى، لدول إقليمية، ترى في هذا الاتفاق إضراراً مباشراً لمصالحها، وستسعى ما وسعها ذلك إلى إخراج الاتفاق عن مساره، أو السعي لأن تتحقق مصالحها أو شيء منها، وهذا هو ما سيحدث، إن قُدِّر لهذا الاتفاق أن يعيش.
الاتفاق هو خطة عمل بمراحل، في ما يسمى في علم التفاوض «إجراءات بناء الثقة»، وهي ثقةٌ تعاني اختلالاً جوهرياً وبحاجةٍ إلى جهود كبيرة لاستعادة شيء منها. بناء الثقة لكي يُبنى على أساسه استقرار يحتاج إلى أن ينتشر في المنطقة بين كل الفرقاء المعنيين.
الصراع حول الملف النووي الإيراني، هو صراع على سلاحٍ افتراضي، بينما تسيل دماء الآلاف بغزارة بأسلحة تقليدية. فإن أُريد لهذا الاتفاق المرحلي أن يتحوّل من مجرد اتفاق عادي إلى استقرارٍ شاملٍ، ونزع بوادر التهديد والإحساس بالخوف لدى قاطني هذه المنطقة الموبوءة بالحروب والسلاح والقتل والدمار، فمن المهم توسعة تلك التفاهمات.
من معالم ضعف أي اتفاق سياسي يتم في هذه الحقبة من تطور البشرية عدم إدماج بنود تتعلق بحقوق الإنسان، والتعامل معها على أنها أمور مؤجلة، أو ليست على درجة أهمية القضايا الاستراتيجية، فالاتفاقات السياسية وحدها غير كافية إن لم ترتكز على قاعدة حق الإنسان في الحياة والعيش بكرامة، وعدالة، ومساواة، وهو ما يصرّ السياسيون على تجاهله، ودسّه تحت السجادة، وهو ما يجعل من هذه الأزمات عنصراً مستمراً، تتبدل فيها الوجوه وتتغير فيها موازين القوى، فكرامة الإنسان غير موجودة على خريطة الطريق.
العدد 4115 - الخميس 12 ديسمبر 2013م الموافق 09 صفر 1435هـ
في السياسة لا يوجد صداقة دائمة ولكن هناك مصالح دائمة
هذا ما قاله كيسنجر .. فرغم تبادل اللكمات الا ان الطرفين قررا الفوز بالتعادل وعدم توجيه الضربة القاضية من الخصم الاقوى
ليس فساد لكن رشاى ورشاوي وتوقيع إتفاقيات ليش؟
ليس بسر لكن كن حر ولا تنتحر فحالة عدم وضوح الرؤيه لدى المخربطين والمخططين وصانعي الفوضى لإستمرار إستثمار الخليج العربي والبقاء الى الأبد يستنزفون النفط والغاز الطبيعي من المنطقه ولكن لا يقال لهم مستعمرون لأن عندهم حلفاء. الحلفاء من لمن تحالف مع الدول أو الشركات الأجنبيه ضد الشعوب ق..! وما قيل لا يحتاج الى دليل أو برهان. فاكثر الإتفاقيات والمعاهدات لا غيه..
عفوا استاذ
لم استوعب جيدا هذه النقطة في المقال :-
.
( فاظ•ن اُظ”ريد لهذا الاتفاق المرحلي أن يتحوّل من مجرد اتفاق عادي إلى استقرارٍ شاملٍ، ونزع بوادر التهديد والإحساس بالخوف لدى قاطني هذه المنطقة الموبوءة بالحروب والسلاح والقتل والدمار، فمن المهم توسعة تلك التفاهمات )
.
( ونزع بوادر التهديد والإحساس بالخوف لدى قاطني هذه المنطقة )
هل المقصود ان الاتفاق - والذي لم تشارك فيه اي من دول المنطقة - كان من اجل سواد عيوننا لدى الدول الغربية ؟