أكد رئيس الجمعية البحرينية لرعاية مرضى السكلر زكريا الكاظم أن قضية مرضى السكلر اليوم تؤكد الحاجة إلى إصلاح هيكلة القيادات بوزارة الصحة، موضحاً أن وزير الصحة صادق الشهابي يمتلك النوايا الصادقة تجاه مرضى السكلر، إلا أن بعض كوادر الوزارة لم يستطيعوا خلق علاقات جيدة مع الجمهور وإن كانوا مخلصين ومجدين في عملهم.

وأشار الكاظم في حديث لـ «الوسط» إلى أن مرضى السكلر وأهاليهم فقدوا الثقة مع وزارة الصحة وخصوصاً بعد صدور عدة قرارات إدارية خلال هذا العام كان لها تأثير سلبي على المرضى.

وقال الكاظم «إن العديد من القرارات كانت مدمرة للعلاقات الطيبة التي كانت تربط بين المريض والطبيب، فهذه القرارات كان لها أثر في تدني مستوى الخدمات الطبية المقدمة لمرضى السكلر، إذ أعادت مستوى الخدمات الطبية خمس سنوات إلى الوراء، إذ إنه بعد تحسن مستوى الخدمات الطبية المقدمة لمريض السكلر أصبح الأخير غير قادر على الحصول على علاج، فضلاً عن تعرض عدد من هؤلاء المرضى إلى الإهانات ووصفهم بالمدمنين وذلك لحصولهم على المورفين».

وأضاف أن «عدد وفيات السكلر، إذا ما تمت مقارنته بالعام الماضي قد انخفض، إذ إنه في عام 2012 سجلت الجمعية ما يقارب 45 حالة وفاة، وبمقارنة بهذا العام فإنه منذ مطلع 2013 حتى الآن بلغ 29 حالة، وقد لا يكون العدد دقيقا، فالعديد من الأهالي توقفوا عن تسجيل حالات الوفاة لدى الجمعية وذلك بعد أن فقدوا الأمل في التغيير، فالعديد من أهالي متوفي السكلر قاموا بتسجيل الوفيات خلال السنوات الماضية إلا أنه لم يحدث فرق، فمستوى الخدمات الصحية تدنت والعديد من القرارات أصبحت تؤثر سلباً على المرضى بدلاً من أن تكون في صالحهم».

وتابع قائلاً «إن عدد الوفيات هذا العام يجعل معدل الوفيات في الشهر الواحد وفاتين، وهذا ما كان يحدث في الأعوام السابقة، إذ يتم تسجيل وفاتين في الشهر الواحدة وقد تسجل أكثر من وفاتين في الشهر الواحد في بعض الأوقات (...) إن وزارة الصحة اليوم تواجه العديد من التحديات أمام مرضى السكلر فوزير الصحة يحمل النوايا الصادقة ويحاول إيجاد الحلول، إلا أن بعض الكوادر لا تخدم المرضى فالثقة بين الطرفين انعدمت بعد صدور قرارات لم تصب في مصلحة المرضى».

وأشار الكاظم إلى أن حالة الوفاة الواحدة تعتبر مشكلة تواجه وزارة الصحة، مبيناً أن وزارة الصحة قبل عامين أكدت وجود لجنة لتحقيق في وفيات مرضى السكلر، قائلاً «لم نسمع عن نتائج أي تحقيق، كما لم تقدم نتائج التحقيقات إلى أهالي المرضى المتوفين، على رغم مرور أكثر من ستة أشهر على هذه الحالات».

وأضاف «لقد أمر سمو رئيس الوزراء بالتحقيق في حالتين من وفيات مرضى السكلر هذا العام وإلى الآن لم تصل إلى الجمعية ولا إلى الأهالي نتيجة التحقيق (...) أن المطالبة بالتحقيق في الوفيات ليس لتوجيه الاتهام للوزارة أو الأطباء، وإنما لمعرفة ما إذا كان هناك خطأ طبي من عدمه من جهة ولمعرفة الخلل إن وجد».

كما اكد الكاظم ضرورة وجود توجيه حكومي للتحقيق في قضية الوفيات، مشيراً إلى أنه لا توجد بادرة من الوزارة للتحقيق في الوفيات، مؤكداً ضرورة أن تمتلك وزارة الصحة القيادة للقيام بهذا الدور، منوهاً إلى ان أهالي المتوفين من السكلر أصبحوا اليوم غير قادرين على معرفة الجهة المسئولة عن التحقيق، إذ إن وزارة الصحة تؤكد أن هيئة تنظيم مزاولة المهن الصحية هي المسئولة عن التحقيق، موضحاً أن كل جهة تخول الجهة الأخرى للتحقيق في حالة الوفاة، موضحاً أن سمو رئيس الوزراء يولي اهتماما خاصا إلى مرضى السكلر، إلا أنه لا يوجد تفاعل من بعض كوادر الوزارة مع المرضى.

كما أكد الكاظم أن الجمعية والمرضى وأهاليهم لا يحملون الأطباء مسئولية وفاة مريض السكلر، موضحاً أن بعض المسئولين في الوزارة لهم مسئولية في ذلك من خلال اتخاذ قرارات تتدخل في مسئولية علاج الطبيب لمريض السكلر، محملاً أيضاً مجلس النواب والجهات الصحية في مملكة البحرين مسئولية عدم الالتفات إلى قضية مرضى السكلر ومستوى الخدمات الصحية المقدمة لهم، فضلاً عما يتعرضون له خلال فترة الحصول على العلاج بوصفهم بالمدمنين.