العدد 4115 - الخميس 12 ديسمبر 2013م الموافق 09 صفر 1435هـ

سوَّاق النقل العام: نعاني الإهمال... ولا رادع للعمالة الآسيوية

بانتظار الرزق
بانتظار الرزق

طالبت مجموعة من سواق النقل العام الإدارة العامة للمرور بضرورة إيجاد حل سريع لمزاولة العمالة الآسيوية لمهنة النقل العام بشكل غير قانوني، لافتين إلى أن هذه العمالة تحرمهم مصدر رزقهم، حيث إنها تنقل أكثر من 75 في المئة من الركاب، فيما لا يبقى لهم إلا ما أسموه «فتات الركاب».

وعبر السواق عن استيائهم من الدعم الحكومي لشركة كارس، معتبرين ذلك تهميشا لهم ولحقوقهم كونهم أساس النقل العام في البحرين منذ عام 1945.

وفي الوقت الذي يكاد ينعدم فيه الركاب لدى هؤلاء السواق، نجد أن شركة كارس تنقل يومياً ما يقارب 18.900 راكب، إلى جانب التسهيلات التي تقدمها الحكومة لشركة كارس المتمثلة في تخصيص محطات وقوف خاصة بهم، والسماح لهم بوضع إعلانات شركات أخرى على حافلاتهم، فيما يحرم هؤلاء السواق من كل ذلك.

وبهذا الشأن، يرى أحد الأعضاء الإداريين في جمعية سواق وسائل النقل العام في البحرين، وسائق حافلات الأهالي سيدرضي سيدحسن (55 سنة)، أن وضعهم يعتبر سيئاً اليوم بسبب العمالة الاسيوية التي تتكدس بالقرب من المحطات لتنقل أكثر من 75 في المئة من الركاب، ولاسيما في محطة المنامة التي تعتبر من أكبر محطات النقل في البحرين. مؤكداً أنهم اليوم لا يحصلون إلا على «فتات الركاب» الذين يتركونهم الاسيويون.

وأضاف أن «شركة كارس تعتبرنا منافسين لها، وتعمل على إزاحتنا من الطريق بأي شكل من الأشكال، على رغم حقيقة أسبقيتنا في النقل، فالنقل العام التابع لشركة كارس يقوم أحياناً بنقل ركاب فوق طاقته الاستيعابية فقط ليأخذ الركاب عنا، فشركة كارس دائماً ما تحصل على الإعلانات، أما نحن فنحرم منها، فكلما تعاقدنا مع شركة لوضع إعلاناتها على حافلاتنا، نجد أنها تتراجع ولأسباب لا تعرف أبداً».

ويروي سيدرضي لـ «الوسط» حادثة تبين مقدار تهاون الإدارة العامة للمرور مع مشكلة مزاولة العمالة الاسيوية لمهنة النقل العام، فيقول: «في إحدى المرات، قام أحد سواق حافلات الأهالي بأخذ مفتاح سيارة أحد العمالة الاسيوية أثناء نقله لركاب، وعندما تطورت المشكلة لتصل للإدارة العامة للمرور، فوجئنا بردهم عندما قالوا – دعه يترزق الله –، فكيف يترزق الله في مهنة يقطع فيها مصدر رزق الآخرين ومن دون ترخيص؟».

ومن جانب آخر، يؤكد سائق حافلات الأهالي عبدالله عباس علي (47 سنة)، غياب الرقابة المرورية عن العمالة الاسيوية التي تزاول مهنة النقل العام بشكل غير رسمي، فيقول: «هناك قانون ينص على معاقبة الأشخاص الذين يزاولون مهنة النقل العام من دون الحصول على رخصة من الإدارة العامة للمرور، حيث ينص على فرض غرامة قدرها 600 دينار على المخالف، وتوقيف مركبته، إلا أننا في الواقع لا نرى شيئا من ذلك، فرجل المرور الذي يتجول في الشوارع يراهم ولا يمنعهم، وكأنه لم يطلع قط على القوانين التي يجب أن يتعامل بها مع من يزاول مهنة النقل دون ترخيص».

ويواصل «للحكومة قاعدة تسير عليها، وهي دعم شركة كارس، وتجاهلنا وكأننا لسنا أساس النقل منذ البداية. حيث تدعم الشركة في خطوط توصيلها، وتسمح لهم بوضع الإعلانات على حافلاتهم. أما نحن فلا دعم ولا دعاية. ومع ذلك فهي لا تتحرك بشأن مشكلة العمالة الاسيوية ما قد يحمي لنا القليل من حقوقنا كسواق».

واعتبر سائق النقل العام «بيكب» عبدالمهدي جعفر (41 سنة)، أن المشكلة الحقيقية للجميع في النقل العام تتمثل في العمالة الأجنبية (الاسيوية والباكستانية) التي تنقل نسبة كبيرة من الركاب، فيما يبقون هم دون عمل، ما يجعلهم مضطرين لإركاب من تبقى من الركاب بمبلغ لا يستحق المسافة التي يقطعونها، فيقول «أحياناً نركب ركابا بـ200 فلس من محطة المنامة إلى منطقة البديع».

ويضيف «جميع وسائل النقل في البحرين بمختلف أنواعها متضررة بسبب هذه العمالة الأجنبية، فهؤلاء العمالة تلتف حول المحطات فتأخذ الركاب قبل وصولهم للمحطة، ما يحرم الجميع من الركاب، بمن فيهم شركة كارس».

ويوضح سائق النقل العام «بيكب» الحاج علي عبدالحسن رضي (56 سنة) أن «مشكلة قلة الركاب مشكلة يعاني منها الجميع، إلا أن الضرر يعتبر أكبر على الحافلات والسيارات الصغيرة بصفتها غير مدعومة من قبل الحكومة، إذ يضطر الكثير من سائقيها لبيع سياراتهم التي لم يعد من ورائها أي دخل مادي بسبب ما يقارب انعدام الركاب».

ويقول: «على رغم انعدام الركاب وانقطاعهم لا أستطيع ترك هذه الوظيفة، وذلك لعدم امتلاكي لغيرها. فحالياً أنا لا أحصل إلا على مبلغ 3 أو 4 دنانير يومياً، وذلك بفضل كبار السن الذين يحتاجونني لأوصلهم غالباً للمستشفى أو بعض الشباب الذين لا يمتلكون رخصة قيادة. حيث يقومون بطلب التوصيل أحياناً عن طريق الهاتف، لأذهب لهم على الفور».

كثير من المشكلات واجهت سواق النقل العام هذه السنة، إلا أن أهمها كان تزايد العمالة الاسيوية التي تزاول مهنة النقل دون ترخيص لتقطع مصدر رزقهم دون أي مبادرة من الإدارة العامة للمرور لإيجاد حل لها، كما يقول المعنيون بالمشكلة.

بحرينيون يعملون في قطاع النقل العام ينتظرون الركاب-تصوير احمد ال حيدر
بحرينيون يعملون في قطاع النقل العام ينتظرون الركاب-تصوير احمد ال حيدر
«كارس» باتت منافساً قوياً في قطاع النقل العام
«كارس» باتت منافساً قوياً في قطاع النقل العام

العدد 4115 - الخميس 12 ديسمبر 2013م الموافق 09 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 8:51 ص

      الله كريم

      تعال وشوف شارع المعارض وشوفهم عند صيدلية جعفر ولا احد يكلمهم وشرطه ولا كنه تشوف احد

    • زائر 8 | 2:57 ص

      موجودين حتى في القرى وبلباطن

      الاسويين عندهم شغله جديده وهي ياخذ الزبائن من على باب سكنهم ويوصلهم وبسعر رخيص جدا وحتى لفري ويزأ من العمال البناني والصباغين وغيرهم يتعاملون مع سواق من جنساتهم لنقل اغراضهم من موقع لآخر ،، فمن آمن العقوبه أساء الأدب

    • زائر 7 | 2:55 ص

      كانكم تقولوا لهم نجحت سياستكم

      هذا ما كانت تستهدفه الوزارات لا مكان لاهل البلد

    • زائر 6 | 1:55 ص

      اجانب يتكسون وبيعون الخمور والمخدرات وغيرها من الجرائم

      اجانب ينقلون فتيات يوميا وعلى ناظر رجال المرو الشرطة هولاء الاجانب ينقلون الفتيات ويبيعون الخمور ويوزعون الخمور والمخدرات على الشقق والى الاجانب والخليجيين بأسعار مرتفعة جدا

    • زائر 5 | 1:42 ص

      قطع الاعانق ولا قطع الارزاق

      يجب من جميع من يعنيهم الامر ايقاف هولاء الاجانب الي يتكسون وينقلون اشخاص بدون رخص في الشارع وانزال الركاب منهم ولا تخفوا من احد لان هذه ارزاقكم

    • زائر 4 | 1:39 ص

      قطع الاعناق ولا قطع الارزاق يا سعادة المسؤولين !!

      ارجو عدم التخاذل من قبل المسؤولين في المرور والجهات المختصة, حيث سرطان الافة الاسيوية يمتد لنهب لقمة الفقير في رزقه، معاناة حقيقية مكتومة في قلوب سواق التكاسي النقل العمل مع صعوبة الحياة والدخل المحدود. ارجو وضع قوانين رادعة لردع كل من تسول نفسه بالتسلق فوق القانون ومنع رزق مستحقيه.

    • زائر 3 | 12:35 ص

      أرحموهم

      والله حرام اللي قاعد ايصير للمواطن
      مواطن صاحب عائلة وفي الخمسينات من عمره ورزقه اليومي لا يتعدى ثلاثة دنانير
      أرحموا من في الأرض يا حكومة

    • زائر 2 | 12:26 ص

      نعم هناك اجانب ينقلون ويتكسون في المنامة وشارع المعارض والجفير وفي جميع انحاء البحرين

      نعم هناك اجانب ينقلون ويتكسون في المنامة وشارع المعارض والجفير وفي جميع انحاء البحرين

    • زائر 1 | 9:40 م

      حتي البرلمان لايريد ان ينصفنا

      لجنة الخدمات بالبرلمان ترفض الاجتماع مع جمعية سواق سيارات النقل العام
      جمعية سواق سيارات النقل العام هي جمعية خدمية تؤدي عملها لخدمة مملكتنا الغالية وخدمة لهذا الشعب وهي دائما تسعى لتطوير لقطاع المواصلات في هذا البلد
      منذ تأسس البرلمان عام 2002 ونحن متواصلون مع جميع النواب ولكن في هذه الفترة ونوابنا الحاليين تقدمنا بعدة خطابات للجلوس معهم ولكن بدون فائدة وحتى رئيس مجلس النواب يرفض الاجتماع مع هذه الفئة ولا نعرف ما هي الاسباب ونحن نتساءل اين التوصيات من قبل رئيس مجلس الوزراء بأن يكون جميع ابوا

اقرأ ايضاً