اختتم وفد الشعبة البرلمانية لمملكة البحرين برئاسة النائب أحمد إبراهيم الملا مشاركته في أعمال مؤتمر الجمعية البرلمانية الآسيوية للدورة العادية السادسة والذي أقيم في العاصمة الباكستانية إسلام آباد تحت عنوان «القرن الآسيوي: التعاون الآسيوي في مجالات الاقتصاد والطاقة والبيئة» في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر / كانون الأول 2013.

وكان وفد الشعبة البرلمانية قد شارك مساء يوم الثلثاء الماضي في أعمال الجلسة الختامية للمؤتمر والتي ترأسها رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني نير حسين بخاري وذلك بعد تسلمه رئاسة الجمعية البرلمانية الآسيوية، حيث جرى التصديق على تقارير اللجان الدائمة بالجمعية، ومشروع البيان الختامي للمؤتمر، والذي بات يعرف بإعلان إسلام آباد اعتماد العام 2014 عاما للتضامن مع الشعب الفلسطيني على غرار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعت أعضاءها لتأييد دولة فلسطين في حال تقدمها للانضمام للمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وأكد إعلان إسلام آباد على ضرورة دعم وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها الإدانة الشديدة لإصرار إسرائيل على مواصلة سياستها غير القانونية المتمثلة بمصادرة الممتلكات والأراضي الفلسطينية لبناء المستوطنات والطرق الالتفافية والجدار الفاصل، وفي هذا الإطار عبر الإعلان عن تقديره للقرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بعدم شراء المنتجات التي تنتج في المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة، كما أدان الإعلان محاولة تغيير التراث الثقافي للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، والحفريات الخطيرة تحت المسجد الأقصى ومحيطه، وفرض تغييرات في المنهاج التعليمي الفلسطيني، وتغيير الأسماء العربية الأصلية من الأماكن في أسماء يهودية ، بما في ذلك ما يسمى "قائمة التراث اليهودي" الأماكن المقدسة والتاريخية الإسلامية والمسيحية،

هذا وقد تبنت الجمعية البرلمانية الآسيوية بالإجماع إعلان إسلام أباد الذي يدعو الى وقف إطلاق النار في سورية وتعزيز الحوار السياسي وإعادة السلام إليها، مؤكدا أن الشعب السوري وحده من يقرر مصيره من دون تدخل خارجي، مشددا في الوقت نفسه على الحق الشرعي للشعوب الواقعة تحت الاحتلال في تقرير مصيرها، مستنكرا جميع أشكال الاحتلال والتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول والاعتداءات على السيادة الوطنية وأراضي الدول سواء عبر الهجوم أو التجسس أو التنصت أو الاجتياح العسكري أو العمليات السرية التي تتعارض مع العلاقات الحضارية بين الدول.

واعتبر الإعلان أن الاحتلال الأجنبي والإرهاب والتطرف أمور شريرة تشكل عدوانا على الإنسانية ينبغي إدانتها بشكل عالمي، رافضا ربط الإرهاب والتطرف بدين أو جنس أو طائفة أو عرق، كما آدان الإعلان أي شكل من أشكال التعصب والتمييز والعنصرية والخوف من الأجانب والمسلمين والتمييز العنصري باعتبار ذلك يتعارض مع ميثاق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجميع المواثيق الدولية والإنسانية، مبديا رغبة البرلمانات الآسيوية في تعزيز الحوار بين الحضارات وتقوية التفاعل والتناغم بين الأديان.

كما أكد الإعلان حق الدول بحيازة وتطوير واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وحق الدول بالحصول على التقنية النووية دون تمييز، وقد تعهدت البرلمانات الأعضاء في الإعلان بالعمل بشكل جماعي والتعاون بين الدول الآسيوية من أجل مواجهة التحديات التي تواجه القارة الآسيوية.

وفيما يتعلق بالتعاون الآسيوي، فقد أكد إعلان إسلام آباد رغبة الدول الأعضاء في الجمعية البرلمانية الآسيوية في بناء اقتصاد أفضل لآسيا يقوم على التعاون وتعزيز التنمية وتقاسم الرخاء، وذلك من خلال تعزيز التجارة والاستثمار وانشاء المناطق الاقتصادية الخاصة والطرق والسكك الحديدية وتعزيز التعاون في مجال الطاقة، كما حث الإعلان على تشجيع التعاون بين الدول في مجال الطاقة والبيئة نحو تحقيق التنمية الخضراء والنظيفة والحضارية.

كما عبر الإعلان عن تقديره البالغ لدور الدول والمجتمعات الآسيوية في استضافة اللاجئين من ضحايا الحرب والاحتلال الأجنبي والعنف أو تغير المناخ أو الأنواع الأخرى من الكوارث.

من جانبه أكد وفد الشعبة البرلمانية على أهمية القرارات التي تبناها إعلان إسلام آباد، معتبرا أنه خطوة كبيرة على طريق التعاون والتقارب البرلماني الآسيوي الذي يصب في مجمله نحو تحقيق مستقبل أفضل للقارة الأسيوية ، منوها باهتمام أعضاء الجمعية ودورهم في مناقشة القضايا التي تعزز العلاقات الآسيوية وتحقق التكامل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتعزز الديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان .

وكان رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف قد ألقى كلمة أمام الوفود البرلمانية المشاركة في الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر حيث أكد من خلالها على ضرورة تعزيز الروابط بين الدول الآسيوية لأجل التنمية المتبادلة والازدهار في المنطقة، وحث الدول الآسيوية على تنسيق الجهود المشتركة لتحسين مستقبل القارة، وعبر رئيس الوزراء الباكستاني عن فرحه لاستضافة مؤتمر الجمعية البرلمانية الآسيوية في باكستان، ووصف المؤتمر بأهم الأحداث البرلمانية في قارة آسيا، وأعرب عن ثقته بأن تلعب الجمعية البرلمانية الآسيوية دورا فاعلاً لتشكيل الاستراتيجيات المشتركة للتعامل مع القضايا المهمة بما فيها الطاقة والنمو والبيئة التي تواجهها الدول الآسيوية.

يشار إلى أن وفد الشعبة البرلمانية المشارك في المؤتمر، يضم في عضويته كل من: النائب عباس الماضي، النائب عبدالله بن حويل ، والنائب محمد العمادي، وعضو مجلس الشورى عبد العزيز أبل، و ناصر المبارك.