شهدت جلسة مجلس بلدي المحرق الاعتيادية السابعة من دور الانعقاد الرابع للدورة البلدية الثالثة أمس الأربعاء (11 ديسمبر/ كانون الأول 2013)، مشادات وصدامات لفظية شملت أعضاء المجلس ورئاسته وكذلك مدير عام البلدية صالح الفضالة، انتهت بتهديد الأعضاء فيما بينهم بالتراشق بقناني المياه و«المولوتوف» والحجارة.

وفشل رئيس المجلس عبدالناصر المحميد في تهدئة أجواء الجلسة بعد مداخلات متواترة بين الأعضاء بدأت بنقاش موضوع يتعلق بتجاهل وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي لخطابات عدة أرسلها المجلس البلدي للوزارة من أجل دعوة المعنيين بمشروع المنازل الآيلة للسقوط لحضورهم إلى اجتماع المجلس الاعتيادي، إضافة إلى استعرض قائمة بتوصيات المجلس التي لم يتم الرد عليها والتوصيات قيد الدراسة خلال الأعوام 2010 و2013.

وأبلغ المحميد الأعضاء أنه سيضطر إلى رفع الجلسة وإنهائها إذا ما استمر النقاش والمشادات على حالها. غير أن ذلك لم يفلح في السيطرة على مجريات الأمور واستمرار النقاش الحاد لأكثر من ساعة بالمزيد من المشاحنات.

وعليه، قرر المجلس رفع خطاب لوزير شئون البلديات والتخطيط العمراني يدعوه «لاحترام المجلس وتلبية دعوته بحضور المعنيين للجلسة، وإلا أن يعلن المجلس تعليق جلساته اعتباراً من الاجتماع الاعتيادي المقبل في حال تغيب المعنيون أيضاً».

نص المشادات بين الأعضاء

واشتعلت النقاشات بين الأعضاء حتى بلغت حد المشادات الكلامية والصدامات اللفظية. وفيما يلي نص الحوار الذي دار بين أعضاء المجلس:

المرباطي: الوزارة مخالفة وهي أول من تسببت في إهانة المكرمة الملكية ضمن مشروع هدم وإعادة المنازل الآيلة للسقوط بسبب التجاوزات والمخالفات والاخطار الواردة بسبب سوء الإدارة، وهذا الأمر بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، والكل يعرف من أقصد بالبعير هنا.

فاطمة: الموضوع أخذ وقتا طويلا من الجلسة لمناقشة موضوع تافه، ويجب أن نسرع في البت في جدول أعمال الجلسة (...).

المطوع: المرباطي تحدث في بداية الجلسة بكلام طيب حول هذا الموضوع، وهذا يطمئن، فهناك مواطنون متضررون من طلباتهم المعلقة بعد إلغاء المشروع. وفي المقابل يجب أن نناقش الموضوع بهدوء مع الوزارة ووفقاً للأنظمة واللوائح المعمول بها، مع ضرورة أن يكون لأعضاء المجلس البلدي شيء من اللباقة وخصوصاً عند الحديث عن الوزير، فكل التوصيات والقرارات لا تقبل إلا بموافقة الوزير بحسب القانون، وإذا لم يعجبك القانون فطالب بتغييره حتى تتجاوز الوزير أو لا تعترف به.

المرباطي مطالباً بنقطة نظام: أعترض على المطوع ويجب ألا يعلمني اللباقة فأنا لست طفلا.

المطوع: أسكت لأنهي كلامي.

المرباطي: لن أسكت، وأنا رفعت يدي مطالباً بنقطة نظام ووافق لي رئيس المجلس عليها.

المطوع: أسكت غصباً عنك.

المرباطي: لن أسكت.

المطوع رافعاً قنينة المياه المعدنية: لا تقاطعني واحترم نفسك.

المرباطي: أطالب بتدوين ردة فعل المطوع في محضر الاجتماع؛ فقد رفع قنينة الماء ليحذفني.

المطوع: اذهب وقدم شكوى في الشرطة.

المرباطي: أنا لا أشتكي، ولا أحد يعلمنا اللباقة في الكلام، فهذا الكلام مهين.

المطوع: أنا خاطبت الرئيس ولم أخاطبك أنت.

المرباطي: نحن لسنا أطفالا لأن نتعلم الكلام هنا، وأرفض الإهانة الواردة من العضو المطوع، فهل هو هنا في محل دفاع عن الوزير؟

المطوع: أي نعم أدافع عن الوزير.

المرباطي: المرة المقبلة سأجلب معي حجر ومولوتوف إذا الموضوع بلغ حد التحاذف والتقاذف.

المحميد: سأرفع الجلسة إذا استمر هذا النقاش العقيم.

المطوع: ارفعها.

المرباطي: ارفعها.

المحميد: الكل يقاطع الحديث ولا أحد بات يحترم القانون وآلية تنظيم الجلسة.

المطوع: أسجل كل احترامي للوزير فهو متعاون لآخر درجة، مع أخذي بعين الاعتبار قرارات وتوصيات وصلته وقد تكون عرضة للتأخير لأسباب كثيرة، لكن لا أن نتطاول على الوزير.

المحميد: لو يحترمنا الوزير لأجاب على 5 رسائل على الأقل أرسلت إليه بشأن موضوع واحد على مدى أسابيع من أجل تكليف مسئولين في الوزارة لحضور المجلس لمناقشة موضوع يتعلق بالمنازل الآيلة للسقوط، فنحن لا نرغب أن نناقش المشكلة بيننا، بل بحضور المعنيين في الوزارة.

المطوع: نتفق مع ضرورة حضور المسئولين في الوزارة.

المقلة: عودوا إلى محاضر الاجتماعات السابقة وسترون أنني أصلاً من طلبت حضور المعنيين من الوزارة، فغصباً على المسئولين في الوزارة أن يحضروا بموجب القانون. وثانياً يجب أن نحترم بعضنا البعض عند نقاش الموضوع في الجلسة وألا نخرج خارج الإطار المسموح به.

بوعنق: أستغرب من موقف نائب الرئيس المتقلب باستمرار، فنحن نطلب احترام المجلس بأن يحضروا، وهو في وقت يقول بالمراسلة، وبوقت آخر يتخذ موقفاً مغايراً.

المقلة: أنا إنسان مستقيم، ويجب على الرئيس أن يوجه العضو بوعنق لأن يتأدب في الحديث.

بوعنق: أنت ولد عرب ويجب أن تتكلم جيداً. وأنا أعرف الآداب قبل أن أرى وجهك.

المقلة: أنت غلطت ويجب أن تحترم المكان الذي أنت فيه.

المحميد: أنهوا هذه التجاذبات وخلصونا منها رجاءً.

بوعنق: هل كلام المقلة صحيح ومقبول؟

المحميد: لا، وكلامك أنت أيضاً ليس بصحيح.

بوعنق: هل أنا طفل؟

فاطمة: أذكروا الله وصلوا على النبي.

الجلاليف: حتى نخرج من الموضوع يجب أن نصدر قرارا واضحا ينهي الجدال، ومضمونه ضرورة حضور المسئولين أو أن يعلق المجلس جلساته.

المرباطي: الله أكبر.

الفضالة والمجالس «الشرسة»

هذا وضمن استمرار النقاشات في الجلسة، علق المدير العام صالح الفضالة: هناك مجالس شرسة تنهي اجتماعاتها في غضون ساعة، ومجلس بلدي المحرق يأخذ في كل موضوع ساعة واحدة.

المحميد: ناقشنا موضوعا من حقنا أن نتخذ موقفا بشأنه، فالوزير يهين المجلس ويهمشه بهذه الصورة من التعامل.

المدير العام: نحن لا نعرف وجهة نظر من اعتذر.

المحميد: الوزارة لم تعتذر.

المطوع: خرجتم عن الموضوع.

وبناءً على ما تقدم، قرر المجلس رفع خطاب لوزير شئون البلديات والتخطيط العمراني يدعوه «لاحترام المجلس وتلبية دعوته بحضور المعنيين للجلسة، وإلا أن يعلن المجلس تعليق جلساته خلال الاجتماع الاعتيادي المقبل المقرر انعقاده في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2013 إذا ما طرأ مستجد غير موعدها».

صدام المدير العام وبوعنق

هذا، وزاد توتر المجلس حين ناقش موضوع إجابة مدير عام بلدية المحرق بالإنابة بخصوص «دعوة مدير إدارة الخدمات الفنية للإجابة على السؤال الموجه من العضو غازي المرباطي حول حملة تدوير النفايات (زاري عتيق)». وشملت هذه المرة مدير عام بلدية المحرق صالح الفضالة.

وبدأت حدة النقاش في التصاعد حين استأنف المرباطي مناقشة الإجابات على أسئلته، وبعد تفاصيل كثيرة ومطالبة بحضور المعنيين في الجهاز التنفيذي في جلسة اعتيادية أخرى للمزيد من النقاش، علق المدير العام: «الموضوع فيه تقصد، ونحن لسنا في مجلس تحقيق، ويكفينا ما نشر مؤخراً بفوز المحرق بالجائزة البرونزية».

بوعنق: المدير العام انفعل لأنه لم يعرف أن يرد بصورة صحيحة.

الفضالة: لا حق لك في الكلام وأنا أتحدث مع الرئيس، ولم نضع شيئا في جيوبنا فنحن أرفع من هذا المستوى وأرقى.

بوعنق: يجب أن يحترم المدير العام المجلس فالأخير لا يتقصد أحدا.

المدير: إذا لا يعجبك جلوسي في الجلسة أخرج. فأنا معين بمرسوم ملكي، وأنت من يخرج من الجلسة. أنا اعترضت على أنني أعطيت للرئيس شيكات لتوقيعها وهو نشرها بالتفاصيل في الصحافة من دون تدقيق في الموضوع، وعليه أصبحنا نتهم بالفساد بسبب الاستعجال في التفسير.

بوعنق: سأخرج ما لدي من «الخايس والخنين».

المدير العام: أنت نائب واستخدم أدواتك. واعرف كيف تتكلم أولاً.

بوعنق: نحن نحترم أنفسنا، لكن اعرف وتعلموا كيف تتحدثون.

المرباطي: سؤالي كان واضحا واستغرب التوتر، فإذا كانت حملة زاري عتيق كلها مبنية على التبرعات؛ إذاً كيف صرف مبلغ 50 ألف دينار من موازنة البلدية؟

المطوع في نقطة نظام: لننهي الموضوع ويبعث المدير العام ردا شافيا مرة أخرى أو أن يحضر المعنيون في الجلسة المقبلة للنقاش.

الفضالة: الحملة كان مقرراً لها أن تكون مبنية على التبرعات، وأنا خاطبت وزير شئون البلديات منذ منتصف العام الجاري وحتى يومنا هذا بأكثر من 4 خطابات للموافقة على صرف الموازنة للمستفيدين من المشروع بعد إلحاحهم، وأتفق مع المرباطي بوجود خلل إجرائي، لكن ذلك لا يرقى لأن يتم تصويرنا أمام الناس بأننا نتسول أو نسرق الأموال.

«الهوى» ومشكلة جديدة

وشهدت الجلسة تجاذبات أيضاً حين ناقش المجلس إجابة الجهاز التنفيذي على سؤال لعضو المجلس عن الدائرة الأولى محمد المطوع والذي وُجه تحديداً إلى مدير إدارة الخدمات الفنية بخصوص الترخيص ببناء شقق بمنزل في منطقة البسيتين بمجمع 226.

واعترض المدير العام صالح الفضالة على مناقشة العضو المطوع لإجابات إدارة الخدمات الفنية على أسألته، وقال: «الأمر ليس بالهوى أن نتذكر أشياء خلال الجلسة ونطلب الإجابات عليها في نفس الوقت، فنحن التزمنا بالأسئلة المرفقة الواردة من العضو». ورد المطوع على المدير العام بالقول: «أعترض على كلمة الهوى، وكما يحترم الأعضاء المجلس، يجب أن يحترم المدير العام أيضاً أعضاء المجلس».

وبعد نقاش طويل وتجاذبات، أجّل المجلس الموضوع ليقوم الجهاز التنفيذي بإعداد تقرير ميداني عن الموضوع محل النقاش إضافة إلى ما ذكره من إجراءات قانونية وإدارية في الأسئلة المجاب عليها.

وعلى صعيد توصيات وقرارات لجان المجلس، فقد وافق المجلس على صرف شيك فعالية «زاري عتيق» بناءً على تفاصيل التوصية الواردة من اللجنة المالية والقانونية. فيما مرر المجلس بالموافقة أيضاً توصية من اللجنة المالية والقانونية بشأن إدارة جديدة في الجهاز التنفيذي للبلدية تسمى «إدارة الرقابة المالية والفنية». وكذلك أقر توصية للجنة نفسها بشأن طلبات الاستملاكات في دوائر محافظة المحرق.