يجتمع اليوم (الثلثاء) في الكويت زعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وكالعادة في مثل هذه الاجتماعات فإن الأمين العام سيصرح لوسائل الإعلام بأن هذا الاجتماع يأتي في ظروف بالغة الأهمية والحساسية بالنسبة لدول الخليج وكذلك الدول العربية والعالمية، وسيقول أيضاً وكالعادة إن كل دول الخليج متفقة على مجمل القضايا، كما سيضم بيانهم مطالبة إيران بالخروج من الجزر الإماراتية الثلاث وكذلك إيقاف تخصيب اليورانيوم! وبعد ذلك ينفض الاجتماع ويعود كل وفد إلى بلده بانتظار الاجتماع السنوي القادم وهكذا دواليك.
المواطن الخليجي وبعد ثلاثة وثلاثين عاماً من قيام هذا المجلس تساءل ومازال يتساءل: هل فعلاً أن كل شيء في دولهم على ما يرام وهل العلاقة بين هذه الدول على ما يرام أيضاً أم إن الواقع شيء وما يسمعه شيء آخر؟! كما يتساءل أيضاً: ماذا قدم هذا المجلس للمواطن الخليجي بعد ثلاثة وثلاثين عاماً من قيامه؟ ولأن العالم لم يعد قرية واحدة بل أصبح شاشة صغيرة فإن ما يعرفه المواطن عن واقع خليجه جعله لا يشعر بارتياح كبير، بل إن البعض يشعر بقلق شديد مما يسمع ويرى!
في الاجتماعات السابقة تحدث القادة عن اتفاقيات اقتصادية وجمركية وتعليمية، كما تحدثوا عن الربط الكهربائي بين دول الخليج وكذلك استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وغيرها من القضايا الكبرى التي تهم المواطن الخليجي، ومع مضي سنوات طويلة إلا أن أحداً لم يرَ شيئاً تحقق ما قيل بل إنه يرى أن السلبيات هي البارزة وأن معظم أمانيه بدأت تتبخر.
قبل الاجتماع بعدة أيام فاجأنا وزير الخارجية العماني برفضه قيام اتحاد لدول المجلس وتأكيده أن عمان ستنسحب من المجلس كله لو قام ذلك الاتحاد!
وكان هذا التصريح صادماً للمواطن الخليجي الذي كان يحلم بذلك الاتحاد كما يحلم أن يكون الاتحاد - في حالة قيامه - على غرار الاتحاد الاوروبي، فجاء ذلك التصريح مخيباً لآماله التي داعبت خياله لسنوات طويلة! قد يكون للعمانيين مبرراتهم ولكن من حقنا أن نطلع عليها وبمنتهى الوضوح كما أن من حقنا معرفة ما يدور في دولنا وبمنتهى الشفافية كي لا تكثر الإشاعات وتغيب الحقيقة في هذا الخضم الكبير.
الواضح أن هناك اختلاف بين دول المجلس بشأن مجموعة من القضايا الخارجية وكذلك بعض القضايا الداخلية ومن المؤسف أن الثلاثة والثلاثين عاماً لم تستطع تقريب وجهات النظر على رغم كل ما يقال، بل إن تلك الاختلافات أثرت سلبياً على العلاقة بين بعض دول المجلس وهذا أيضاً كان صادماً لعموم المواطنين في دول المجلس.
ولإعطاء بعض الأمثلة نرى اختلافاً كبيراً في موقف بعض دول الخليج من الأحداث التي تجري في مصر حالياً؛ فبعضها يؤيد ويدعم الحكم العسكري والبعض الآخر يقف ضده باعتباره يمثل انقلاباً على الشرعية والدستور، كما أن هناك اختلافاً بشأن ما يجري في سورية واليمن ولبنان فدول الخليج ليس لها موقف موحد ما يجري في تلك الدول وهذا ينعكس على طبيعة العلاقات بين دول المجلس.
الشيء الذي يصعب تفسيره هو الموقف من إيران، فبينما كانت كل دول الخليج ترى أن إيران هي عدوها اللدود، وأنها احتلت بعض أراضيها (كما تقول الإمارات)، وأنها - أيضاً - تهدد باحتلال بعضها (كما تقول البحرين)، وفوق هذا كله فهي تلعب على الوتر الطائفي في الدول الخليجية الأخرى، كما أنها استغلت الحوثيين للإساءة للسعودية، ومع هذا كله فوجئنا بأن مجموعة من كبار المسئولين في بعض هذه الدول ذهبوا إلى إيران وتحدثوا عن أهمية إقامة علاقات جيدة بين دولهم وبينها، وكأن كل الذين كانوا يرددونه قبل ذلك لا قيمة له!
لست ضد إقامة علاقات ودية مع إيران ولكنني ضد أن نقول شيئاً ونفعل شيئاً آخر لأن المواطن في مثل هذه الحالات لن يصدق ما تقوله قياداته مستقبلاً وستكون ثقته فيها ضعيفة وهذا ليس في مصلحة أحد.
كانت آمال الخليجيين كبيرة في أن تتحقق أمانيهم في اتحاد دولهم، وأن يكون الخليج قوة كبرى في هذا العالم المضطرب بالأحداث الجسام، ولكن هذه الآمال تبخرت، فحتى القضاء على زحام المنافذ بين دولة وأخرى لم يتمكنوا من القضاء عليه، فكيف لهم بتحقيق ما هو أكبر من ذلك؟!
نعم سيجتمع القادة في ظروف استثنائية تمر بها دولهم ومنطقتهم العربية؛ ففي سورية ومصر ولبنان واليمن وتونس وليبيا والصومال اضطرابات كبيرة تؤثر على دول الخليج، وهناك أميركا التي يبدو أنها غيرت بوصلتها فجعلتها باتجاه إيران بدلاً عن الخليج الذي طالما تغنت بحبها له، وهناك تهديدات من إيران و «إسرائيل» لاقبل للخليجيين بها إذا لم يتغيروا سريعاً خاصة وقد فقدوا عمقهم الاستراتيجي في مصر وتركيا وأصبح خصومهم كثراً وقلّ أصدقاؤهم، فماذا هم فاعلون؟! والأدهى من ذلك كله أنهم أصبحوا أكثر فرقة عما كانوا عليه قبل ذلك، فهل سيكونون قادرين على لمّ شملهم ووضع مصالح شعوبهم فوق كل الاعتبارات؟ هذا ما يتمناه كل فرد في هذا الخليج ولعل هذه الأماني تتحقق واقعاً في حياتنا نراها ونلمسها ولا نكتفي بسماعها ولا شيء آخر.
الأوروبيون - وهم أكثر منا قوة وعدداً - أقاموا بينهم اتحاداً حقيقياً - ألغوا فيه الحدود والقيود الجمركية ووحدوا عملتهم وجعلوا سياستهم الدفاعية مشتركة، فأصبحت أوروبا دولة واحدة، كل هذا في فترة زمنية قياسية لأنهم عرفوا قيمة الوحدة وقيمة القوة، وكان الأجدر أن نفعل ذلك قبلهم لأننا أكثر منهم حاجة للاتحاد والقوة والترابط بكل أنواعه، فهل يستطيع قادتنا فعل ذلك حتى ولو جاء فعلهم متأخراً؟!
كثيرة هي الآمال والأحلام ونحن ندرك أن لدينا قدرة على تحقيقها ولكن متى وكيف؟ فهل نجد الإجابة في الكويت؟
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 4112 - الإثنين 09 ديسمبر 2013م الموافق 06 صفر 1435هـ
محمد
انت اتكلمني والله اتكلم زعماء الخليج ؟؟؟؟؟
كل
كل اموال الخليج دهبت الى التكفيريين لقتل الابرياء كل يوم تفجير فى العراق سببه اموال الخليج ماذنب الابرياء يقتلون يوميا اليس هادا ظلم هكذا علمكم الله ان تقتلو الابرياء باموالكم المشتكى لله الحل الى دول الخليج لم الشعوب واعطاها حقها المسلوب يكفى سرقات اموال الشعوب المظلومه
قد يقال في قتل إنسان بينما لا يقال في إبادة شعوب مسأله فيه نظر لكن
شن حروب إباده بعيدةً كل البعد عن العبادة لكنها غربيه الصنع والتخريط – يعني رسم خرائط ومبادرات مبنيه على مبررات واهيه للتواجد في الخليج! قال جحا حرب على البنية التحتية في لبنان من أجل إعادة بنائه بينما التمويل من دول الخليج الحليفه. يعني إشعال الحروب من أجل أوراق ماليه أو نقديه ولا نقد أو إنقاد فيها. فأين القائده اليوم من القياده؟
اطنان من الحديد الخردة مكدسة ومزيد من ضياع المليارات على حديد جديد
اطنان من الاسلحة مكدسة معظمها خردة كلها لا داعي لها مع مزيد من الصفقات الخاسرة=
بنية تحتية متهالكة في معظم الدول لا تستطيع الصمود في وجه زخات بسيطة من المطر=
ابعاد الشعوب عن مصادر القرار والمحاسبة على المال العالم لكي يتسنى لمن يهدر المال العام المزيد من التلاعب به
3عقود وما حصدته شعوب الخليج:
1-تكديس كميات هائلة من الاسلحة
2-تهميش الشعوب الى ابعد الحدود عن مصادر القرار
3-تدخل دول الخليج في حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل
4-زيادة من التفكك بسبب السياسات الخاطئة
5-انكشاف الفساد ووصوله الى كل العالم
الأوروبيون دول ديمقراطية بها دساتير توافقية والشعوب هي الحاكمة لذا تعمل من أجل مصالح شعوبها ..
الأوروبيون - وهم أكثر منا قوة وعدداً - أقاموا بينهم اتحاداً حقيقياً - ألغوا فيه الحدود والقيود الجمركية ووحدوا عملتهم وجعلوا سياستهم الدفاعية مشتركة، فأصبحت أوروبا دولة واحدة ..
الاتحاد؟؟؟
أقرب الى السراب"لن يتحقق"
عشم ابليس في الجنة
كل خليجي ومع قيام مجلس التعاون كان يظن وكان يظن...وخاب ظنه..مع الاسف الاتحاد لن يقوم لسبب واحد لانه لايوجد اساس قوي يقوم عليه
ما أضن أبدآ ...
مع بالغ الأسف والأسى لم نري أي نتيجه فعليه تصب في صالح المواطن الخليجي غير الأتفاقيات الأمنيه في مابينهم فقك أي دول الخليج مجتمعه
أنا مواطن ضد الاتحاد
ارجو منك عدم مقارنتنا بالاتحاد الاوربي فذلك اتحاد اقر من قبل الناس و المواطنين و مشروع الاتحاد الخليجي يريد الحكام اقراره و شتان ما بين الثريا و الثرى. فهنالك الناس هم الاصل و هنا الحكام هم الاصل.
ما تنطلي
أما ايران فواضح تعتبرونها عدوة وتمتعضون من أي تقارب معها..
لكن اسرائيل.. لا وا... لا تعتبرونها عدو خصوصا بعد ما رفع الغطاء على التحالف معها من نحو الطاولة..
ها الألاعيب ما تنطلي على الشعوب.. روحوا لعبوا غيرها!!!!
ابو حسين
الاستاذ الفاضل,, انا مع الاتحاد ولكن بشرط ان يكون الى الشعوب الخليجية راي في الموضوع ويعرض الى الاستفتاء العامة لكل دولة على حده الاتحاد موضوع
مصيري وخطير هل المطلوب من الشعوب الخليجية ان تكون مجرد رعايا كالاغنام يقررها وحاضرها ومستقبلها غيرها هذا ليس من المعقول والمنطق ولا العدل ثم
يا اخي الفاضل المقارنه مع دول اوربا فهذا ظلم كيبر لان دول اوربا اعطت شعوبها حق المشاركة والمحاسبة في اتخاذ القرار فنعكس ذلك قوة دولها واتحادها
يا اخي الفاضل
ما يقوي الدول هي الإرادة الشعبية.
لكي تقوى الدول ويكون لها ثقل و احترام يجب ان تكون هناك ا إدارة شعبية داعمة للإرادة السياسية وضاغطة عليها وهي مفقودة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي فما يسير أعمال هذا المجلس هي اهواء ومصالح أفراد لا ارادة شعوب.