العدد 4112 - الإثنين 09 ديسمبر 2013م الموافق 06 صفر 1435هـ

اقتراح هيغل للاجتماع مع وزراء دفاع «التعاون»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الاقتراح الذي طرحه وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل في مؤتمر الأمن الإقليمي «حوار المنامة» مطلع هذا الأسبوع بشأن عقد اجتماع بينه وبين وزراء دفاع مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مقترحه لبيع معدات لدول «التعاون» بصورة مجتمعة، يُعتبر خروجاً عن المألوف. المعتاد هو أن أميركا تتعامل مع كل دولة على حدة، والسياسة هي ذاتها التي يتبعها حلف الناتو الذي يعمل مع أربع دول خليجية، كل واحدة على حدة، في برامج تعاون وتدريب من خلال مبادرة اسطنبول التي أطلقها في العام 2004.

الولايات المتحدة، وكذلك حلف الناتو، لا يتعاملان مع دول المنطقة بصورة مجتمعة، وذلك لعدة أسباب من بينها الخشية من تكرار الفشل الذي لحق بحلف بغداد (لاحقاً سمي حلف السنتو)، الذي أنشئ في 1955 في ذروة فترة الحرب الباردة، وضم كلاً من بريطانيا والعراق وتركيا وباكستان وإيران، بمساندة أميركا. غير أن الحلف لم يوفق في أيٍّ من مهماته، كما أن كل دولة كانت لديها مشكلة مختلفة عن الأخرى (باكستان مشكلتها مع الهند، وتركيا مع اليونان حول قبرص، والعراق انضم لاحقاً إلى الدول العربية القريبة من الاتحاد السوفياتي ومشكلتهم أساساً كانت مرتبطة بقضية فلسطين)، ولذلك لم يكن الحلف له أية قيمة تذكر حتى قبل حله رسمياً في 1979.

ربما جاء المقترح الأميركي في سياق الحديث عن الدرع الصاروخية في دول الخليج، وهي درع تكلف كثيراً لحماية الدول من الصواريخ الباليستية، وأن هناك حاجة إلى تكامل الأجهزة ووضعها تحت قيادة مشتركة. مهما يكن، فإن مقترح هيغل لعقد لقاء مشترك، ومبيعات مشتركة لدول التعاون، ليس واضحاً، وسيمثل إشكالية لو أن أميركا فكرت في عودة الأحلاف التي لم تنجح في السابق.

في تسعينات القرن الماضي استخدمت أميركا مصطلح «تحالف الراغبين»، وهو أقرب إلى الائتلاف منه إلى الحلف، وهو مصطلح أطلق لوصف الدول التي وافقت على مشاركة الولايات المتحدة في التدخلات العسكرية التي تقع خارج نطاق عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة. وقد تكرر استخدامه في مطلع الألفية، وذلك عندما صرح الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن في نهاية 2002 بأنه «في حال قرر الرئيس العراقي صدام حسين أن يختار عدم نزع أسلحته، فإن الولايات المتحدة ستقود تحالف الراغبين لنزع سلاحه». لكن مع العام 2009 انسحب جميع أعضاء هذا التحالف/ الائتلاف، وبقيت الولايات المتحدة وحدها في العراق (حتى نهاية 2011).

هناك ائتلاف آخر، مقره في البحرين، وتقوده الولايات المتحدة، ومنذ 2002 فهو مكون من القوات البحرية لـ25 دولة، وهدفه مكافحة الإرهاب والقرصنة في عرض البحر. هذا الائتلاف يسمى فرقة العمل المشتركة (CTF -150)، وهو ناجح لأن هدفه محدد جداً، ولا توجد دولة تختلف مع الأخرى في ضرورة إبعاد القرصنة، ولاسيما عن منطقة القرن الإفريقي.

في ضوء كل ما ذكر أعلاه، فإن الهدف لا يبدو واضحاً في حديث وزير الدفاع الأميركي، ولربما يأتي المقترح ضمن سياسة الطمأنة والتهدئة التي تتوخاها واشنطن من حضورها رفيع المستوى في المؤتمر التاسع لحوار المنامة الذي عقد بين 6 و8 ديسمبر/ كانون الأول 2013.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4112 - الإثنين 09 ديسمبر 2013م الموافق 06 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 5:03 ص

      محد

      محد امدمر هالبلدان العربيه الى امركا الشيطان الاكبر الله ادمر امريكا قولو امين

    • زائر 8 | 2:43 ص

      مئات المليارت على التسلّح وامطار بسيطة كشفت المستور

      امطار بسيطة تخطّت المعدل الطبيعي بشيء بسيط واذا بالبنية التحتية تهتزّ في معظم دول الخليج فأين ملياراتكم التي تكدسون بها الاسلحة؟
      ولا خجل ولا حياء

    • زائر 7 | 2:41 ص

      ستذهب ثرواتنا من اجل اطماع الدول الكبرى وستفيق الشعوب على لا شيء

      لو ان ما دفعته دول الخليج على التسلح انفق على سطح الارض من اجل تحديث بنية تحتية والارتقاء بالمواطن الخليجي لأصبحت هذه الدول جنة لكل شعوبها ولكن للأسف.
      مليارات تنفق على السلاح وخط قطار حديث لا يوجد بدولة من هذه الدول بينما افقر الدول في العالم لديها خطوط قطارات

    • زائر 6 | 1:38 ص

      سنابسيون

      شوف استاذي كلمهم كلهم مع بعض لو كلمهم كل واحد بروحه اتفق العرب على ان لا يتفقوا وهذا ينطبق على دول الخليج بعد واللي نافخ ريشه ويقول آن اوان الاتحاد اقول له اللي يريد يتحد مع احد خل يروح عنده ويعيش عنده ويتحد معاه .

    • زائر 5 | 1:24 ص

      والله لو افقتكم على شعوبكم نصف ما افقتم على السلام لما احتجتم الى هذه المجالس

      هذه المجالس كلها من اجل ان لا تحصل الشعوب على حقوقتها ومشاركتها في الحكم وهذه الصفقات الضخمة من التسليج هي لشراء ذمم الغرب للوقوف بجانبكم ضد شعوبكم لذلك حربكم مع شعوبكم وحقوقها لا ايران ولا الغرب ولا اسرائيل كلها بعيدة عن ان تكون هدفا لكم الهدف هي الشعوب

    • زائر 3 | 10:43 م

      غزل غير صريح

      اعتقد ان هذه الدعوة من الوزير الامريكي بالدرجة الاولى تتعلق بعلاقة الولايات المتحدة بالمملكة العربية السعودية حيث فيها دعم غير مباشر للوحدة الخليجية التي دعت اليها السعودية و قد يكون مقترح الوزير إرساء لاستراتيجية جديدة لتغير موازين القوى في المنطقة حسب المصالح الاستراتيجة للدولة الامريكية. و الله اعلم.

    • زائر 2 | 10:41 م

      مغازلة

      اعتقد ان هذه الدعوة من الوزير الامريكي بالدرجة الاولى تتعلق بعلاقة الولايات المتحدة بالمملكة العربية السعودية حيث فيها دعم غير مباشر للوحدة الخليجية التي دعت اليها السعودية و قد يكون مقترح الوزير إرساء لاستراتيجية جديدة لتغير موازين القوى في المنطقة حسب المصالح الاستراتيجة للدولة الامريكية. و الله اعلم.

    • زائر 1 | 9:19 م

      قطر افتكت

      قطر افتكت من شراء مثل هذه الأسلحة لانها لاتمتلك جيش والباقي برزوا ملياراتكم حق ماما أمريكا وشعوب كم تحت خط الفقر

اقرأ ايضاً