نظم معهد البحرين للتنمية السياسية مساء يوم الأحد (8 ديسمبر/ كانون الأول 2013) ندوة بعنوان «حقوق الإنسان بين السيادة الوطنية والعولمة» في فندق الريجنسي، احتفاءً باليوم العالمي لحقوق الإنسان.

وتناولت الندوة العديد من المحاور منها الخصوصية الثقافية والحضارية كمدخل لخلق بيئة إيجابية لنشر ثقافة حقوق الإنسان واتفاقيات القانون الدولي لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان والتزامات مملكة البحرين الدولية في مجال حقوق الإنسان والتفاعل مع المنظمات الحقوقية الدولية.

وبدأت الندوة بورقة مريم لوتاه والتي تناولت حقوق الإنسان في العالم العربي بين الخصوصية والتدويل لما للمرحلة من تداخل في معطيات البيئة الداخلية والخارجية إلى درجة أنه تتشابك فيها العوامل التي تؤثر في عملية حقوق الإنسان، ويصعب معها الفصل بين ما هو داخلي وما هو خارجي سواء على مستوى المفاهيم أو مستوى القوانين والتشريعات والواقع الممارس من حيث كونها حقوقاً مكفولة ومصانة أو منتقصة ومنتهكة.

وتطرقت لوتاه إلى عدة محاور أهمها السياق الفلسفي والسياسي لحقوق الإنسان في الثقافة الغربية وقيم حقوق الإنسان في الثقافة العربية والخصوصية الثقافية لحقوق الإنسان في العالم العربي.

من جانبه، استعرض محمد أبوعامود في الورقة الثانية للندوة قضية العولمة والآثار المترتبة عليها بالنسبة لحقوق الإنسان، حيث أوضح أن العولمة خلقت مجموعة من القضايا والظواهر العابرة للحدود وأن منظومة حقوق الإنسان هي مقدمة أولى للعولمة حيث كان للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان نقطة جديدة للأمور العابرة للحدود وكانت تقنيناً للحد من سيادة وسلطة الدولة. وأضاف، أن هناك تطوراً كبيراً جداً بالنسبة لممارسات حقوق الإنسان على مدى السنوات الأخيرة أولدت منظومة كبيرة من الاتفاقيات والبروتوكولات، بحيث لم تقتصر على كونها مبادئ والتزامات وإنما أصبحت التزامات بحماية وصيانة حقوق الإنسان وإنشاء منظمات وآليات معينة لتحقيقها. أما الورقة الأخيرة فكانت لأحمد فرحان، والتي أكد فيها أن حقوق الإنسان هي حقوق أصيلة للفرد لا تستطيع أي قوة أن تمنعه أو تنتقص من حقه، مؤكداً ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي والفردي تجاه هذه الحقوق وما على الدولة من التزامات دولية. جديرٌ بالذكر أن الندوة لاقت حضوراً كبيراً فاق 120 مشاركاً من المهتمين في مجال حقوق الإنسان من نخب المجتمع والجمعيات السياسية وطلبة الجامعات الذين تفاعلوا مع مضمون الندوة.