خسارة أخرى تاريخية... تلك باختصار حكاية الكرة الأهلاوية في المواسم الأخيرة، والخسارة الجديدة المسجلة في تاريخ كرة القدم الأهلاوية هذه المرة جاءت على يد الرفاع الشرقي ضمن مسابقة دوري الدرجة الثانية، والخسارة أكدت انحدارا ربما يصل إلى مستوى «الانهيار» لفريق كان في يوم من الأيام القطب الآخر للكرة البحرينية مع رفيق دربه المحرق.

المتابع عن قرب والعارف ببواطن الأمور للكثير من خبايا الكرة الأهلاوية لم ولن يتفاجأ بخسارة من هذا النوع، والأسباب كثيرة ومختلفة منها ما هو متعلق بالجانب الإداري ومنها ما هو فني بحت، وعلى سبيل المثال نسوق بعض المؤشرات الواضحة في الجسم الكروي بالنادي وأولها غياب القاعدة الكروية وتدهورها في المواسم الأخيرة، وأمر آخر تعاني منه الكرة «الصفراء» وهو غياب الإستراتيجية الواضحة للإدارة الأهلاوية من أجل إعادة الكبرياء لهذه اللعبة في النادي العتيد.

ولن تتوقف الأسباب على العمل الإداري، فهناك نقطة أخرى تتمثل في الدعم المالي المخصص لهذه اللعبة والذي يمكن أن نصفه بالمعتدل ولكنه لم يصل إلى أعلى مستوياته، فما تخصصه الإدارة من ميزانية لهذه اللعبة ليس قليلا من الجانب الرقمي ولكن يمكن وصفه بالعشوائي غير المخطط له، ولهذا فهو غير كاف لانتشاله مما هو فيه من «ظلام» ويمكن الاستدلال بما تعانيه اللعبة من متأخرات للرواتب على اللاعبين المحليين فقط في الفريق الأول، ورواتب المدربين في مختلف الفرق نتيجة التراكمات منذ الموسم الماضي، ويمكن ربط مسألة الدعم ببقية الألعاب الرياضية الجماعية الثلاث في النادي والتي لها حظوظها التنافسية والتاريخية وهي لا تختلف عن اللعبة الشعبية الأولى من مشكلة تأخر الرواتب.

أسباب انهيار الكرة الأهلاوية لن تتوقف ولن تنحصر في الأمر الإداري، بل تشمل الكثير من الجوانب ومنها ما يخص «بعض» اللاعبين الذين افتقدوا معنى الروح والحماس في صورة مقيتة تؤكد افتقادهم الولاء والوفاء للقميص والشعار الذي يحملونه، وللجوانب الفنية دورها كذلك فالفريق في موقعة «خمسة وخميسة» كان أشبه بالدمية التي تفتقد الحياة ولا يمكن تحريكها نتيجة غياب «الروح».

أمر آخر كان سببا في «الخمسة والخميسة» وهو عامل اللاعبين المحترفين والأجانب، إذ بدا واضحا عدم استفادة الفريق من هذا العامل، والرباعي اختفى وتوارى عن الأنظار لأسباب مختلفة، ولهذا لم يكن «النسر» قادرا على التحليق أمام فريق يوازيه ويضاهيه في القدرات والإمكانات الفنية والفردية.

الفريق «الأصفر» بهذه الصورة لن يستطيع أو يتمكن من الاصطفاف مع «الكبار» ولن يعود لمصاف «الأضواء»، وإذا ما عاد فإنه لن يتمكن من مقارعة فرق الأولى والحفاظ على مكانته وموقعه، وهذا واقع يجب التأكيد والاعتراف به، ولهذا فالإدارة والجهازان الفني والإداري للفريق عليهم إجراء غربلة شاملة وتقييم واضح وصريح بكل الأخطاء التي وقعت في الفترة الأولى والنصف الأول من الموسم بهدف الحفاظ على الآمال ومحاولة التمسك بالفرصة في العودة، ومن دون هذا التقييم والصراحة فإن الوضع سيبقى كما هو وإمكانية أن نرى ونشاهد مسرحية «خمسة وخميسة» مرة ثانية وثالثة وأكثر.