قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى برئاسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة وعضوية القاضيين ضياء هريدي وعلي الكعبي وأمانة سر ناجي عبدالله، بسجن متهمين لمدة 7 سنوات بالشروع في حرق دورية أمنية بكرباباد، كما قضت بحبس آخرين لمدة 3 سنوات على التهم ذاتها، فيما برأت المحكمة 4 متهمين آخرين مما نسب إليهم.

وأسندت النيابة العامة للمتهمين الثمانية أنهم في 25 يناير/ كانون الثاني 2013 شرعوا وآخرين مجهولين في حرق دورية أمنية مملوكة لوزارة الداخلية تنفيذاً لغرض إرهابي من شأنه تعريض حياة الناس والأموال العامة للخطر، كما اعتدوا على سلامة جسم الشرطي أول المجني عليه فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبي ولم يفضِ الاعتداء إلى عجزه عن أداء أعماله الشخصية مدة تزيد على 20 يوماً، واشتركوا في تجمهر مؤلف من أكثر من 5 أشخاص الغرض منه الإخلال بالأمن العام وتعريض حياة الناس وأموالهم للخطر، وحازوا وأحرزوا عبوات قابلة للاشتعال.

وبخصوص حيثيات الحكم، قالت المحكمة إن التهم المسندة للمتهمين ثبتت على الأول والثاني والثالث والرابع، لكن ونظراً لظروف الدعوى وملابساتها ولحداثة سن المتهمين الأول والرابع واللذين لم يبلغا الثامنة عشرة فإنها تأخذهما بقسط من الرأفة عملاً بنص المادتين 70 و71 من قانون العقوبات، أما المتهمون من الخامس إلى الثامن فإن المحكمة لم تطمئن إلى أدلة الثبوت التي ساقتها النيابة وخاصة أن أياً منهم لم يضبط بمسرح الجريمة ولم يضبط معهم ثمة أحراز تدل على اشتراكهم في الواقعة، فضلاً عن أن الأوراق قد خلت من ثمة دليل يقيني بأنه قد ساهموا في الواقعة الأمر الذي تقضي معه ببراءتهم مما أسند إليهم.

أما تفاصيل الواقعة فإنها تتمثل بخروج مجموعة من المتجمهرين بمنطقة كرباباد وقاموا بمهاجمة الدورية الأمنية المتمركزة فوق كوبري السيف، وأطلقوا أسياخاً حديد بواسطة طفايات الحريق على رجال الشرطة ما تسبب بإصابة أحدهم في فخذه والذي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتعاملت الشرطة مع المتجمهرين وتمكنت من تفريقهم من دون القبض على أي منهم وذلك بسبب إغلاقهم للشوارع الداخلية للمنطقة بجذوع النخل والحاويات والطابوق.

الشرطة ومن خلال تحرياتها تم التوصل إلى اشتراك 4 من المتهمين وقامت الشرطة بالقبض على المتهم الأول الذي اعترف بأنه التقى بالمتهم الثاني والثالث بالقرب من برادة حيث أخبراه أنهما يخططان لعملية هجوم على دورية أمنية وطلبا منه المشاركة معهم فوافق، وفي مساء اليوم نفسه التقى معهما والمتهم الرابع وشاهد نحو 50 شخصاً آخرين ملثمين، وقاموا بإغلاق الشوارع الداخلية بجذوع النخل والطابوق لتعطيل الشرطة ثم توجهوا إلى موقع الدورية الأمنية المتمركزة على كوبري السيف وقاموا بإلقاء عبوات المولوتوف باتجاهها ولاذوا بالفرار.