أكد وزير الخارجية القطري خالد محمد العطية ، ونظيره العراقي هوشيار زيباري ، والسناتور في الكونغرس الأمريكي توم كين ضرورة سرعة انهاء مأساة الشعب السوري .
ودعوا خلال جلسة " الازمة السورية وتأثيرها على المنطقة " ضمن فعاليات مؤتمر الامن الاقليمي " حوار المنامة " الذي تستضيفه مملكة البحرين خلال الفترة من 6 الى 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري الى حماية الشعب السوري من اَلة القتل التي يتعرض لها حاليا من قبل قوات النظام .
وفي بداية كلمته اشاد خالد بن محمد العطية بجهود صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء التي وفرت النجاح لحوار المنامة ، مثمنا كذلك جهود الشيخ خالد بن احمد آل خليفة لإنجاح المؤتمر، ودوره الفعال على المستويين المحلي والاقليمي .
وأضاف أن دولة قطر تحملت مع الدول العربية دورها في الوقوف مع الشعب السوري الذي يعاني من احد اخطر الازمات في المنطقة , منتقدا عجز المجتمع الدولي ومجلس الامن في عدم توفير الحماية للشعب السوري .
وعبر العطية عن اسفه لعدم تنفيذ البيان الرئاسي لمجلس الامن الصادر في 2 اكتوبر الماضي حول سوريا , لعدم احتوائه على آليات تطبيقه , مقابل بدء تنفيذ التخلص من السلاح الكيماوي السوري لوجود اليات محددة ستساعد على تطبيقه .
وقال انه يتعين التعامل مع الظرف الانساني في سوريا سيما بعد تضرر البنية التحتية وتفشي الامراض سيما في فصل الشتاء الحالي .
من جهة اخرى جدد وزير الخارجية القطري ترحيب بلاده بالاتفاق بين مجموعة " 5 + 1 " مع ايران بشأن ملفها النووي باعتباره خطوة اولية لحل شامل , مشددا في ذات الوقت على أهمية اشراك دول المنطقة في المبادرات الدولية التي تخص المنطقة .
ودعا وزير الخارجية القطري الى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل دون استثناء , مطالبا بحل جميع المشكلات عن طريق التفاوض ، وحول عملية السلام طالب مجلس الامن الدولي وشركاء السلام في الضغط على اسرائيل من اجل وقف بناء المستوطنات , وايقاف القمع والتمييز الذي يعاني من الشعب الفلسطيني .
ونوه الى ان هذه الممارسات لن تساعد على استقرار وأمن المنطقة حتى اسرائيل نفسها , مرحبا بجهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري الداعمة لعملية السلام في المنطقة .
من جهته، اعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بداية كلمته عن اسمى آيات الشكر لمملكة البحرين لنجاح استضافتها لمؤتمر " حوار المنامة " للعام التاسع على التوالي .
واكد ان بلاده لا تدعم الرئيس السوري بشار الاسد , ولن تذرف الدموع حال رحيله , مشددا على ضرورة احترام رغبات الشعب السوري , الذي انتفض على نظامه ضمن " الربيع العربي " , واصفا اهدافه بالمشروعة في تغيير النظام .
وقال اننا لن نساعد نظام بشار الاسد ولن نسمح بوجود جسر جوي بين ايران وسوريا , مضيفا انه تم ابلاغ الايرانيين بان العراق ليس جزء من النزاع في سوريا , ولن يقدم اية اسلحة لأي طرف هناك .
واشار في هذا الصدد الى ضعف القوات الجوية في بلاده التي لا تمتلك اية طائرة حربية مقاتلة , مؤكدا ان مملكة البحرين لديها حاليا قوات جوية اقوى من العراق .
وأوضح انه ليس لحكومة بلاده اية قوات مسلحة على الاراضي السورية , بينما هناك افراد يذهبون بأنفسهم للمشاركة في القتال في سوريا حتى ضمن قوات جبهة النصرة , او قوات لواء ابي الفضل العباس .
وحذر من وجود تقديرات تشير الى وجود نحو 25 الف عنصر من القاعدة في العراق وان تتحول الى إمارات " اسلامية " , مبينا انه قال للرئيس الاسد في العام 2004 ان الارهابيين يمكن ينقلبوا الى " ثعبان " ضد من يتعامل معهم .
وبين ان بلاده التي لديها اكثر من 600 كيلو متر مع سوريا عانت ويلات النظام السوري الذي كان يساعد الارهابيين والمتشددين في تنفيذ عمليات دموية في العراق .
ودعا الى ضرورة الحل السلمي للازمة السورية , والتغلب على عجز المجتمع الدولي ومجلس الامن نتيجة الاستقطاب الروسي الصيني من جهة , والامريكي الاوروبي من جهة اخرى للوصول الى حل للصراع الذي يعاني منه ملايين السوريين .
ونوه الى فشل المبادرات العربية في حل الازمة السورية , مطالبا النظام والمعارضة بالجلوس الى وطاولة المفاوضات في اطار جنيف 2 الشهر المقبل , قائلا ان ذلك يعطي المعارضة الشرعية والمطالبة بنظام برلماني في المستقبل على سبيل المثال .
وبين انه كان ينتظر عدم التدخل المباشر من قبل المجتمع الدولي في سوريا نتيجة التجربة الامريكية في العراق , مشيرا الى انه لم يكن احد يتخيل ان يقصف النظام السوري شعبه بالأسلحة الكيماوية .
ولفت الى ان النزاع في سوريا تمتد اقليميا , مشيرا الى تأثر تركيا بالقضية الكردية في سوريا فضلا عن تأثر لبنان الذي يتكون من طوائف متعددة .
من جانبه حدد السناتور في الكونغرس الأمريكي توم كين اربعة اسباب لعدم التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة في سوريا في اعقاب استخدام الاسلحة الكيماوية ضد المدنيين .
وأوضح ان هذه الاسباب هي الشكوك من ان العمل العسكري سيأتي بنتيجة ايجابية , طالما هناك ايضا طريق سياسي , و القلق من ان الضربة العسكرية ستحقق نتائجها على الارض سيما وان امريكا فقدت الكثير من ابناءها ومواردها في العراق ,
واعتبار جنودها في افغانستان كقوة احتلال , والسبب الثالث هو اشكالية وجود شركاء لأمريكا في الحرب ضد النظام السوري , بالإضافة الى وجود تساؤل جوهري وهو من سيكون بديل نظام الرئيس الاسد .
ونوه الى ان هذه الاسباب هي التي جعلت اقلية في الكونغرس توافق على شن ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس الاسد , فيما تبعه انفتاح سياسي من النظام السوري بالتخلص من اسلحته الكيماوية .
ودعا الى انتهاج الحلول الدبلوماسية من اجل الوصول الى حل للازمة السورية , مطالبا بضرورة تكاتف الجهود الدولية لإغاثة الشعب واللاجئين السوريين .