بحضور وزيرة الدولة لشؤون الاعلام سميرة رجب و الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري ، أقيمت الطاولة المستديرة حول "المرأة والإعلام" بمشاركة عدد من أعضاء السلطة التشريعية والعاملين والمتخصصين في المجال الاعلامي وذلك في ختام فعاليات يوم المرأة البحرينية تحت شعار "المرأة والاعلام".
وقد تم عرض خلاصة نتائج ومخرجات الملتقيات وورش العمل وتوصيات الملتقى الشبابي للإعلام والتواصل الاجتماعي، والتحليل العلمي للمشاركات في مسابقة الرالي الاعلامي، بالإضافة الى نتائج وتوصيات الدراسة العلمية التي نفذها المجلس حول "المرأة في الاعلام"، وكذلك نتائج جهود المجلس الاعلى للمرأة في الحصول على توثيق علمي ورسمي دقيق لقواعد بيانات المرأة البحرينية في مجال الاعلام.
وكانت المحاور المطروحة على الطاولة المستديرة لمناقشتها من قبل الحضور أربعة محاور هي واقع تواجد المرأة البحرينية في مجال الإعلام، والتحديات والصعوبات التي تواجه المرأة البحرينية في المجال الاعلامي، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المرأة، والفرص المتاحة وآليات تعزيز وسائل الاعلام لتكون محرك مؤثر لقضايا المرأة.
وأكد المشاركون على ضرورة إنشاء كلية للإعلام بجامعة البحرين تستوعب التطورات المتلاحقة في هذا المجال وتساهم في خلق البيئة الاكاديمية المناسبة والمتخصصة في جميع المجالات الاعلامية، وكذلك التأكيد على اهمية تفعيل دور المعاهد التدريبية المتخصصة التي من شأنها ان تصقل العاملين في هذه المجالات الرحبة سواء من الناحية القانونية والتشريعية او من الناحية التخصصية المهنية.
وأكد المشاركون على اهمية التمكين المعرفي للمرأة العاملة في هذا المجال لتكون قادرة على اداء الرسالة الاعلامية وفق منهجية علمية وفكرية سليمة تضمن الاثراء المعرفي والثقافي للكوادر العاملة، والعمل على تطوير مخرجات التعليم الجامعي التي من شانها ان تصقل خريجي هذه التخصصات وتؤهلهم للبدء بمرحلة عملية تضمن الاستدامة والتميز في المجال الاعلامي المهني.
ودعا المشاركون جميع المؤسسات والاجهزة الاعلامية لتقوم بدورها تجاه العاملات في المجال الاعلامي من خلال توفير متطلبات النجاح والتنافسية للمرأة الاعلامية، لاسيما في ظل وجود استراتيجية اعلامية تتضمن مشاريع لإنشاء اكاديمية اعلامية متخصصة ومركز للتدريب الاعلامي في البحرين مع الاستفادة من تبادل الخبرات الدولية في هذا المجال .
كما دعا المشاركون جميع الاجهزة والمؤسسات الاعلامية الى الارتقاء بالهياكل الادارية والتنظيمية للعمل المؤسسي في مجال الاعلام لتكون مواكبة للتطورات الحديثة في المؤسسات الاعلامية العريقة ذات الخبرة في المجالات الاعلامية المختلفة وتضمن التدرجي الوظيفي المهني لتساهم في رفع كفاءة المرأة العاملة وتبوؤها مناصب قيادية في ادارة المؤسسة الاعلامية.
واشار المشاركون في الطاولة المستديرة الى ان الصحافة مهنة طاردة للكفاءات المتخصصة وذلك لعدة اسباب سواء المادية او الاجتماعية من حيث ما تتطلبة طبيعة العمل في الصحافة من قضاء ساعات اطول في مكان العمل تصل الى اوقات متأخرة من الليل وبالتالي يصعب تواجد المرأة في تلك الظروف نظرا لخصوصية المجتمع البحريني.
وفي هذا الصدد اكد الحضور على اهمية الارتقاء بالعمل المهني والاحترافي في مجال العمل الاعلامي سواء من حيث توفير البرامج التدريبية المتخصصة او توفير بيئة العمل المناسبة للمرأة او من حيث توفير المردود المادي الذي يؤمن الاستقرار الوظيفي للمرأة العاملة ويساعدها على الاستدامة والابداع في هذه المجالات الحيوية الهامة. الى جانب ضرورة الحماية القانونية والحقوقية للعاملين في المجال الاعلامي.
ودعا المشاركون الى ضرورة اعتماد ميثاق شرف اعلامي يضمن الحقوق والواجبات للعاملات في هذا المجال، مع ضرورة توفير الدعم اللازم لجمعية الصحفيين البحرينية لتفعيل دورها علي هذا الصعيد باعتبارها الوعاء الحاضن لجميع الكوادر الاعلامية المحترفة في مهنة الاعلام.
وعلى صعيد مجالات الاعلام الاجتماعي اكد الحضور على اهمية الاستفادة القصوى من المميزات الاحترافية من قنوات التواصل الاجتماعي وفق منهجيات واستراتيجيات نشر المحتوى الاعلامي على الشبكة العنكبوتية والتي من شأنها ان تبرز الاعلامي المتخصص وتصقل مهاراته بما يضمن له الاستقلال المادي ويفتح له الآفاق الرحبة نحو التطور والابداع والتميز المهني.
ومن بين الموضوعات التي تم طرحها في الطاولة المستديرة كذلك دراسة "واقع المرأة البحرينية في مجال الإعلام" أعدتها جامعة البحرين بتكليف من المجلس الأعلى للمرأة حيث أوصت فيما يخص السلطات التنفيذية في أجهزة الدولة بتمكين ومنح المرأة دورها في تولي المناصب القيادية في المؤسسة الاعلامية وإدارة دفة العمل الاعلامي بما يعطيها الدافع للاستمرار والتشجيع المستمر من خلال مبادرات واضحة تدعمها الحكومة، كإشراك المرأة الاعلامية في صنع القرار وإعطائها الفرصة على الدوام لتقدم أفضل ما لديها من أفكار ومشروعات تخدم التنمية المجتمعية عبر بوابة الإعلام، والتقدير المعنوي لجهود الاعلاميات وخصوصا اللاتي قضين عمرا في المهنة واستحداث آليات التشجيع للمتميزات في الحقل الاعلامي ومساعدتهن في الترويج لأعمالهن محليا وعالميا، إلى جانب السعي لتكافؤ الفرص في التوظيف في المؤسسات الإعلامية البحرينية أو على الأقل مراجعة معايير التوظيف بما يضمن العدالة والإنصاف، والتطعيم المستمر للمؤسسات الإعلامية بكوادر جديدة وشابة ومحلية في الإذاعة والتلفزيون والصحافة و الإعلام الالكتروني و الإعلان علاوة على سد الثغرات الفنية والتكنولوجية بالنسبة للموظفات الكبيرات في السن بالإضافة إلى الموظفات الشابات وتوفير مساحة اكبر للتطوير والابداع عبر تقبل المسؤولين للأساليب الاعلامية الجديدة.
أما فيما يخص المؤسسات التعليمية والتدريبية، فقد أوصت الدراسة بدعم برامج البكالوريوس والدراسات العليا والبحث العلمي في الإعلام في الجامعات المحلية، وتطوير وتنفيذ برامج تعليمية أكاديمية وتدريبية عالية الجودة تستهدف الكوادر المحلية الشابة وتشجعها على الالتحاق بسوق العمل لتحسين المهارات التي يطلبها سوق العمل البحريني، إلى جانب التدريب على مهارات متخصصة في مجالات الإعلام المختلفة. وتوفير قنوات للتنسيق مع الجهات الإعلامية المختلفة لكي تمنح طالبات وخريجات الإعلام فرص التدريب و التوظيف فيها، ولتجعلهن يقبلن على السوق المحلي ولتأمينهن بفرص العمل والنجاح فيه ولتحقيق مستوى أعلى من المعيشة.
وفيما يتعلق بتوصيات الجهات الرسمية والاهلية المعنية بالإعلام، فقد أوصت بضرورة التشجيع على إقامة جمعيات أو نقابات أو اتحادات نسائية للإعلاميات البحرينيات من شأنها تنظيم حلقات لقاء بين المتخصصات في هذا المجال، إلى جانب إقامة دورات فصلية مخصصه للمرأة، تتناول تطوير المرأة في مجال الإعلام و تفعيل دور البحوث والدراسات في تطوير المهن، إلى جانب إنشاء مكتب رصد إعلامي يرعى إنتاج الإعلاميات البحرينيات ويتولى تنسيق وصوله إلى معظم وسائل الإعلام. ويكون من مهام هذا المكتب رصد الأداء المهني الإعلامي للمؤسسات وتقييمه و تحديد مشاكله ومتابعة تحسينه تقوم بدورها بكشف أهم المشاكل والمعوقات التي تواجه الإعلاميات البحرينيات.
وقد حضرت الطاولة المستديرة كل من النائب الأول لرئيس مجلس الشورى وعضو المجلس بهية الجشي، وعضو مجلس الشورى دلال الزايد، والنائب أحمد الساعاتي، وعضو مجلس الشورى إبراهيم بشمي، ورئيس جمعية الصحفيين ورئيس تحرير جريدة البلاد مؤنس المردي، واستاذ مساعد بقسم الإعلام والسياحة والفنون بجامعة البحرين الدكتور عدنان بومطيع، وعدد من الاعلاميين تتقدمهم سوسن الشاعر وسامي هجرس والسيدة عهدية أحمد، وعلي حسين، وسماح علام، ، وهدى سلمان، وعلي سبكار رئيس نادي البحرين للإعلام الاجتماعي وادارتها الإعلامية إيمان مرهون.