لم تعد الأرض كما كانت مع زيادة مساحة العمران البشري على حساب المساحات الخضراء، ما حرم الكثير منا لذة التمتع بلمسة الجمال التي أودعها الله في هذه الكائنات، والاستفادة من منافعها الحيوية والنفسية لنا.

يمكننا تقسيم أشكال الحدائق المنزلية إلى حدائق داخلية وخارجية، فلكل واحدة منهما أساليب تنسيقها وأنواع النباتات المناسبة لها، حيث لم يعد مستحيلاً على من يهوى الطبيعة ومجاورتها أن يفرد لها زاوية من زوايا منزله بغض النظر عن مساحته.

الحدائق الداخلية

من أبرز المشاكل التي يعاني منها الناس الآن هي ضيق مساحة المنزل التي لا تسمح باقتطاع مساحة خارجية لإنشاء حديقة، الأمر الذي دفع إلى اللجوء إلى الزراعة الداخلية.

تتم الزراعة المنزلية في أغلب الأحيان باستخدام الأصايص التي يتم توزيعها على عدد من زوايا المنزل، فيما تعتبر الشرفات من أفضل الأماكن للزراعة الداخلية وذلك لتعرضها لأشعة الشمس في أغلب الأحيان.

وينصح خبراء الزراعة باختيار النباتات الخضراء التي لا يظهر عليها مظاهر مرض أو أن تكون مرتعاً للحشرات، وأن يكون اختيارها ملائماً مع التقسيمات الداخلية للمنزل ومتماشياً مع أثاثه وديكوراته.

ومن أبرز العوامل التي يجب الالتفات لها عند الرغبة في شراء نباتات منزلية تتمثل في الضوء والماء والحرارة والرطوبة والتهوية والتسميد والتربة، حيث إن أي خلل يطرأ على أي من تلك العوامل سيؤثر سلباً على نمو النباتات المنزلية.

الحدائق الخارجية

إذا كنت ممن يمتلكون منزلاً واسعاً فلا تدخر جهداً في اقتطاع مساحة من الأرض لعمل حديقة منزلية، أو استغلال المساحة الأمامية للمنزل من الخارج وتشجيرها، وإن لم يكن متاحاً لك هذا ولا ذاك فعليك بأعلى سطح منزلك، فلا تحرم نفسك هذه المتعة.

ومن أبرز فوائد الزراعة الخارجية أنها تضفي لمسة جمالية على واجهة المنزل، وتوفر المكان المناسب لهدوء النفس وراحة الأعصاب، بالإضافة إلى مساهمتها في تقليل معدل التلوث وتوفير الظلال والهواء النقي لأصحاب المنزل.

ولتصميم الحدائق الخارجية أنظمة وأنواع ليس بوسع الفرد العادي إتقانها، فهي بحاجة إلى عمل جهة أو أفراد متخصصين في تصميم الحدائق، فمنها النظام الهندسي المنتظم، والنظام الطبيعي، بالإضافة إلى النظام الحديث الذي يجمع بين الطبيعة وبعض الصور أو الأشكال الهندسية. كما أن للحدائق الخارجية أنواعاً عديدة منها النوع الأندلسي ذات الطابع العربي الإسلامي العريق حيث تتميز بالأناقة والنافورات والأشجار العالية، والحدائق الإنجليزية التي تتميز بالمسطحات الخضراء الواسعة ذات الأشجار المتناثرة وبعض الأزهار، بالإضافة إلى الحدائق اليابانية التي تتميز بتقليد الطبيعة بكل صورها من جبال ووديان وجسور وغيرها، فيما تتميز الحدائق الفرنسية بالزخرفة المعمارية والتناظر بين أجزائها والتنسيق المنتظم والبرك ذات الأشكال الهندسية والأشجار المشكَّلة جيداً.