لماذا يجب أن يرتدي يوم المرأة البحرينية كعباً عالياً، وتنورةً قصيرةً من أشهر دور الأزياء العالمية، وقميصاً من الحرير الذي لم تجرّبه معظم نساء وطني إلا نادراً حين يرتدين عباءات فصلنها من الحرير الرخيص، ويحمل حقيبة يدٍ تساوي قيمتها رواتب ثلاث أسر وأحياناً خمس أسر، ليضع فيها «مكياجاً» اختير بعناية أشهر خبيرات التجميل، كي يغير واقعه فيبدو أكثر جمالاً؟
لِمَ يتفنن يوم المرأة في الرقص على أنغام موسيقى السيمفونيات المشهورة وينسى تلك التي تحمل من الإبداع الشيء الكثير، فقط؛ لأن من ألّفها ومن عزفها مجرد اسم مغمور، بحسب قوانين القَبَليّة، ولا يمتلك قبل اسمه لقباً وراثيّاً لا يمتّ إلى العلم أو الموهبة بصلة، ولا يختتم اسمه باسم عائلة مشهورة كانت قريبة من البلاط أو خادمة فيه؟
لماذا نسيَ يوم المرأة أن يرتدي «مشمراً» و«سروال قيطان» ويتجوّل في حارات القرى فيدخل مآتمها ومجالسها ويدخل بيوتها القديمة من غير أن يطرق الأبواب ليستمع إلى أم محمد وهي تشكو لأم عبدالله قلة الحيلة، فتقترح عليها أم يوسف حلاًّ بسيطاً يذهب قليلاً من حيرتها؟
ولماذا نسيَ يوم المرأة في وطني من خرجت لتطالب بحقوقها فزُجَّت في المعتقل، ومن دافعت عن حق أبيها في الحرية فضُرِبَت وأُهِينَت على يد قوات الأمن، ومن أرادت حماية تلاميذها حين استعرت القبضة الأمنية ولم تعرف صغيراً أو كبيراً فحُكِم عليها بالسجن، ومن عالجت وأسعفت الجرحى ففصلت من عملها؟
وكيف نسي يوم المرأة في وطني تلك الأرامل والمطلقات اللائي يُعِلن أبناءهن من غير معين عدا مبلغ بسيط تودعه المؤسسة الخيرية الملكية لكل أرملة ويتيم، ومبلغ آخر قد تودعه وزارة التنمية لهن إذا ما اجتزن حواجز الإجراءات الطويلة؟ وعلى رغم كل هذا مازلن يكافحن ويربين أبناءهن ويخرّجنهم في الجامعات والمعاهد فيصبحن قدوات لمن حولهن من غير أن يتذكرهن مسئول في الوطن، وهو ما لا يبحثن عنه لكنه سيكون لفتة تسعدهن لو أنها حدثت؟
كيف نسي يوم المرأة هذه النسوة وهن ينتقلن من بيت إلى آخر، ومن شقةٍ إلى أخرى؛ لأن المطلقة لا يحق لها التقدم بطلب للحصول على بيت إسكاني مادامت حضانة أولادها بيد زوجها، ولأن الأرملة حتى وإن لم تكن تعمل أو تحظى بمصدر رزق يجب أن تنتظر دورها لعشرين عاماً أو يزيد، كي تحصل على بيت يؤويها وأولادها إن لم يتزوّجوا وهم ينتظرون حقهم بعد؟
ولماذا نسي هذا اليوم العاملات في المصانع والروضات والحضانات ممن يتقاضين أجوراً زهيدة لا تتناسب وجهودهن، لكنهن صبرن فكنّ سبباً رئيساً في ازدهار هذه المجالات؟
هل أصيب يوم المرأة في وطني بفقدان الذاكرة؟ أم أنه لم يكن حاضراً في هذه الأحداث؛ لأنه آثر أن يأخذ قيلولةً في الوقت الذي تكدح فيه آلاف النساء المواطنات اللاتي ولدن وترعرعن على أرضنا؟
وهل يجب أن يكون يوم المرأة في وطني برجوازيّاً، فيختار فئات أخذت حقها الكثير، وينسى من هنّ بحاجةٍ حقيقيةٍ إلى هذا التكريم؟
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4107 - الأربعاء 04 ديسمبر 2013م الموافق 30 محرم 1435هـ
رائع
مقال رائع جداً
فارس الغربية
مجلس المرأة ما هو إلا "بهرجة إعلامية" ماذا قدم للنساء المتضررات من احداث فبراير 2011 للحظة تم اعتقال قرابة الـ300 امرأة بحرينية.. هناك شهيدات.. مفصولات.. مهجرات.. هناك من هتك عرضها و و و إلخ..
شكر وتقدير
قبل كل شي اقدم لك, اعجابي وشكري حيث قمت بمتابعة ارشيفك الكتابي ووجدتك مميزة وصنفتك بقايمتي ضمن من احرص بشغف على متابعتهم وفقك الله لما تسعين واتمنى لك النجاح تلو النجاح ومما يسعدني فعلا ان اكون ضمن متابعيك وكتاباتك تتسم بالواقعية والعقلانية والمواكبة للحدث .
ليش
ليش يوم المرأة ما يطلعون احصائية للنساء العاطلات ومؤهل كل عاطلة وتنشر ، والموظفات اللواتي يعملن في غير تخصصهن. ترى بتشوفون الهوايل والعجب .وهذا مو لأن ما في وظائف ،بس االي شاغلين الوظيفة الشعب الجديد
اهلا
صح لسانش
رائع رائع
المقال رائع جدا وفي الصميم
ابو حسين
مع الاسف الشديد يا اخي هذا هو مستوى فهم عقولكم الفارغة تقراء المقال
وتعلق ويبين مستوى فهمك الى المقال وتبعد وتهرب عن لب الموضوع وتناقش
القشور
نازف الوتين
رااائع
لكم الله يانساء البحرين
ولله كلام رائع جدا وواقعي
مقالك مؤلم سوسن
نعم المرأة في البلاد مطحونة من قبل الواقع والمجتمع والاهل والحكومة ولا حق لها في شيء اما يوم المرأة البحرينية فطبيعي ان يلبس الكعب العالي لانه بيد من يلبسون الكعب العالي ولا يعرفون معاناة من يرتدي حذاءاً ممزقاً
جميل جميل جميل
يا اخواني الكاتبة قصدت الفعالية نفسها هي التي لبست الكعب العالي والماركات ولم تقصد النساء ، افتحوا عقولكم قليلا واقرأوا ما وراء السطور وما بينها وما تعنيه الكلمات ، فهي تقول لكم ان الفعالية كانت متعالية على المرأة البسيطة...
حسبنا الله ونعم الوكيل ع كل ظالم
شكرا لك اختي ... دمعت عيوني وانا اقرا مقالك وبالفعل هذا الواقع المرير الذي نعيشه في بلدنا الحبيبه الذي يحتض الاجانب ولا حنان لابناءه .... ابسط مثال انا مطلقه واحمل الشهاده الجامعيه ومضى على تخريجي 8 سنوات وتعبت ولم احصل على وظيفه تعيني على مواجهه الحياة .... قلبي يعتصر الم الاجبيبي ينعم بخيرات بلادي ونحن قابعون في البيت من غير وظائف ... المشتكى للله ....
جميل
كلام جميل
!!!!!!!!
المقال جيد عزيزتي سوسن ويحمل فكرة لولا تهور الافتتاحية الذي لم يخدم في شيء
وشهالتعليق
غريب هذا التعليق.يعني شنو كلمة متهور؟ وما دخلها بالافتتاحية؟ بالعكس مقدمة قوية وفي الصميم.
لماذا ولماذا ؟؟؟؟
عزيزتي سوسن اتفق معك بأن هناك الكثير من هموم المرأة ومعاناتها في مجتمعاتنا المتخلفة والتي يتسبب فيها أقربائها قبل النظام والقوانين ، إلا أني اود ان أوضح جزئية تختص بافتتاحية مقالك وهو ان كذلك هناك نساء تتعلم وتعمل وتتدرج في الوظائف وعندما ترتدي الغالي من الملابس والنشط فهي ليست بالضرورة هبات وعطايا بل قد تكون من راتبها الخاص اشترته لتكافئ نفسها بعد عشرين او ثلاثين عاماً من العمل المتواصل...
ابتعدت عن موضوع المقال
الكاتبة لم تتطرق الى النسائ ولبسهم ..فهي كانت تقصد يوم المرأة (لماذا يجب أن يرتدي يوم المرأة البحرينية كعباً عالياً، ) أعيدي القراءة وتمعني في مابين السطور لتفهمي جيدا قصد الكاتبة
أحسنت اخت سوسن مقال جميل ورائع
يوم المرأة
اليوم اللي تجاز فيه فقط كبار الشخصيات اما الموظفات المجتهدات لايوجد ليهم مكان في الاحتفال