أثبت منتخب الكرة الطائرة بما لا يدع مجالا للشك أنّ الإنجاز الوطني الذي تحقق في البطولة الخليجية جعل كل مواطن يدخل في دوامة من الفرح الطويل، وخصوصا إذا ما عرفنا أنّ الإنجاز جاء بأيدٍ وطنية كانت فيها الهمّة والعزيمة التي بدا عليها اللاعبون هي الأساس في هذا الإنجاز الكبير.

لم يكن هذا الفوز وليد الصدفة، بل هي الحقيقة عينها التي تؤكدها قوّة السواعد البحرينية في المحافل الخارجية، ولم يكن أحد مستغربا من تحقيق هذا المنتخب الفوز على كلّ المنتخبات وتحقيق البطولة بكلّ جدارة واستحقاق، محققا الفوز في كل مبارياته.

يوما بعد يوم نكتشف أننا بلدنا يزخر بالمواهب الرياضية التي لو تحصّلت على الرعاية فقط لوصلت إلى العالمية، ليس فقط في الألعاب الفردية كما يتصور البعض سهولتها، وإنما الألعاب الجماعية التي برهنت خلال الفترات الماضية أن البحرين زاخرة بمن هو قادر على رفع راية الوطن عالية من دون اللجوء إلى أساليب أخرى كالتجنيس الرياضي.

غير أن هذا الإنجاز والفرحة لا يجب أن يشغلانا كثيرا، لأن الأهم هو القادم، فالمحافظة والبقاء على القمة أصعب من الوصول إليها، وثانيا الدخول بقوة على الساحة القارية، ذلك لن يتحقق إن لم يطور المنتخب من إمكاناته وقدراته، خصوصا أن المتابع للبطولة الخليجية كان يؤكد أن الروح والقتالية التي يتمتع بها اللاعب البحريني بشكل عام، هي التي قادته لتصحيح وتغطية الأخطاء التي وقع فيها الفريق ككل، سواء في المباراة النهائية التي كان فيها المنتخب القطري الأقرب للفوز، أو حتى لقاء الكويت الذي فاز فيه المنتخب من دون إقناع، وإلا لكانت البطولة لصالح المنتخب القطري.

لا أحد ينكر الجهد المبذول من الفريق والجهاز الفني، إلا أن اللعبة بحاجة إلى التطور أكثر في حيثياتها، لأن البقاء في مستوى واحد لن يحقق شيئا، سيما أن المستقبل بدأ يشير إلى أن الدولة الوحيدة التي تنافس منتخبنا وهو قطر، عازمة على فعل الكثير من أجل خطف السيادة من منتخبنا، ودليل ذلك الشكل الذي لعب به منتخبهم في البطولة، والذي ضم أكثر من لاعب مجنس بغية تحقيق البطولة ومنهم من تم تجنيسه للبطولة بعينها، ولولا عزيمة وقتالية لاعبي منتخبنا، لحققوا مرادهم.

نتمنى أن يحظى المنتخب بعناية فائقة، نظير الأعمار الصغيرة التي يحتويه وستكون قادرة إن تحصلت على الرعاية اللازمة أن تدخل بقوة على الخارطة الآسيوية، التي يجب أن تكون مطمع الاتحاد واللجنة الأولمبية والمؤسسة العامة وكل المعنيين في المرحلة القادمة، وما المشاركة في بطولة الإمارات الأخيرة الآسيوية إلا بداية يجب أن يستند عليها الاتحاد في انطلاقته نحو المستقبل، لا نطالب بالتأكيد بتحقيق البطولة الآسيوية، ولكن الصعود إلى المراتب المتقدمة بداية ربما لمقدمات قد تكون الأجمل، نتمنى أن يحظى المنتخب بالتكريم الواجب والسريع، كي لا يضيع جهود من حقق الإنجاز، وكي يكون ذلك أول أشكال الدعم والرعاية لهذا المنتخب.