يواجه كثير من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مشكلة في التعليم والعمل، فهناك من لم يستطع الدخول إلى المعاهد، وذلك لعدم القدرة على دفع الرسوم، وهناك من لم يستطع دخول ابنهم لتلك المعاهد بسبب أن المعاهد عددها قليل، وبالتالي إن العدد المقبول في هذه المعاهد عادة يكون قليلاً، بالإضافة إلى أنه لا توجد صفوف دراسية في المدارس الحكومية تتحمل مسئولية المصابين بذوي الاحتياجات الخاصة.
من هذا المنطلق، تحدث لنا بعض من المصابين من ذوي الاحتياجات الخاصة حول مشكلتهم في الدراسة، إذ أن تعليمهم الحكومي حتى المرحلة الإعدادية، ومن ثم لا توجد هناك تكملة لدراستهم سواء الثانوية أو في معاهد تحتضنهم، إضافة لكثير من هؤلاء يشتكون من قلة الفرص الوظيفية لهم، منوهين أن المسئولية تكون على عاتق الدولة لإيجاد الدراسة لهم والعمل.
إلى ذلك تحدث لنا أول بحريني أصم يحصل على مؤهل هندسة الكمبيوتر علي الصغير، إذ يقول: «جئت لهذه الدنيا أصم نتيجة خلل خلقي، وحين بلغت الثانية من عمري، وكما قيل لي، تأكد والدي من أنني مصاب بصمم كلي».
وأضاف «كان الوالد يجرب مختلف أنواع السمعيات لمسعادتي دون جدوى حتى أنه استورد أحد تلك الأجهزة من بريطانيا مباشرة، وكل جهوده باءت بالفشل، فاتجه للتعليم، وحين بلغت الخامسة من عمري تمكن من تقديم طلب لي للدراسة في دولة الكويت في معاهد الأمل، حيث لم يكن في البحرين أية معاهد أو مدارس متوافرة، وذلك في العام الدراسي 1984».
وأضاف «أخذني والدي إلى بريطانيا في 1997 لتكملة دراستي في المعاهد المتخصصة، حيث أنهيت مقرر الدبلوما الوطنية العليا في برامج تقنية المعلومات هندسة الكمبيوتر (IT Computer Engineering)».
من جهة أخرى، يقول أحمد الموالي: «درست في مركز شيخان الفارسي للتخاطب الشامل حتى المرحلة الإعدادية، ومن ثم واصلت في دراسة الكمبيوتر، وللأسف لم أحصل على عمل، وكنت أراجع الوزارات ولم أحصل منهم على رد بفرص عمل تتناسب معي».
فيما ذكرت سيما النوخذة أنها واجهت صعوبة بالبداية في كيف تتأقلم مع السويات، وتضيف: «كان عمري 4 سنوات عندما التحقت بمركز التأهيل الاجتماعي وواصلت حتى الصف الثاني الإعدادي، ومن ثم انتقلت لمدرسة حكومية للدمج مع السويات ودراسة الصف الثالث الإعدادي، وواصلت الثانوي في مدرسة الحد، وفي البداية كانت لدي صعوبة للتعامل مع السويات لأنني تعودت على بنات من نفس إعاقتي، ولكن تدرجت حتى تعودت بسهولة».
تقول الأخصائية الاجتماعية بمركز شيخان الفارسي للتخاطب الشامل التابع لوزارة التنمية الاجتماعية شيخة فريد، إنه يتم التدريس في المركز حتى المرحلة الإعدادية وبإمكانهم مواصلة الدراسة في مركز التأهيل الذي يقدم ورشاً في الكمبيوتر والتجميل والخياطة والزراعة والتجارة والميكانيكا، ويتم منحهم شهادة، وأيضاً يتم التعاون مع معهد البحرين بأن يتم منحهم الدبلوم بعد سنتين في صياغة الذهب.
وأضافت أن «جميع المدرسات في مركز شيخان جامعيات متخصصات في عدة تخصصات، وقد عملت لهن دورات تدريبية للإشارات، بالإضافة إلى حيازتهن كتباً تعلمهم الإشارات، وإن الكتب التي يدرسها الطلاب في المركز هي نفسها التي يدرسها الطلاب الأسوياء، ولكن يتم تقليل المنهج ويتم استخدام اسلوب الإشارات وحركة الشفاه والمجسمات والوسائل والجولات التعليمية»، مضيفة «إن بعض الطلبة من الصم والبكم وصلوا للصف الثالث الإعدادي وتم تعيينهم مساعدين في المركز».
يقول رئيس مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية السمع والنطق فؤاد شهاب، إنه والآن مع الأجهزة العلمية المتطورة نستطيع أن نكتشف الإعاقة السمعية منذ الأشهر الأولى، ونستطيع أن نحدد حجمها، ومن ثم نحدد المعين السمعي، ونطلب من الأم أن ترضع ابنها الكلام مع الحليب فيبدأ الطفل بتعلم الكلام منذ الأشهر الأولى لأن اللغة تتشكل عند أي طفل في الخمس السنوات الأولى.
وأضاف «نحن في المركز نحاول أن نكسب الطفل المعاق سمعياً اللغة التي تؤهله لدخول المدرسة العادية، نحن لدينا حضانة نقبل فيها الأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات خلال هذه الفترة نؤهله كي يدخل المدرسة العادية شأنه شأن أقرانه الباقين».
وقال شهاب: «الآن بعد مرور أكثر من 19 سنة على تأسيس المركز لديهم خريجون جامعات في جميع التخصصات من طب إلى أي تخصص آخر يعتمد على إرادة أي أسرة، ويعتمد على إرادة الفرد، ويعتمد أيضاً على قدرات الفرد العقلية».
وأضاف «الكثير من الأهل يريدون أن يزيحوا عن عاتقهم عبأ تحمل المسئولية وتعليم أطفالهم فيتجهون إلى منهج الإشارة، نحن نرفض منهج الإشارة ونحن مع منهج المشابهة مع منهج الكلام، وأنا أب لطفلة معاقة سمعياً إعاقة شديدة، وهي خريجة جامعة وتعمل الآن، وتتحدث لغتين العربية والإنجليزية».
يقول رئيس جمعية الصم البحرينية مهدي النعيمي، إنه تعليم الصم في البحرين يحتاج لوضع أسس ومناهج صحيحة ومتابعة مستمرة إلى أعلى المستويات ليخرج لنا الأصم بمستوى أفضل، إذ أن في البحرين لدينا مراكز لتعليم الصم، ويشكر القائمون عليه والمشرفون من وزارة التنمية الاجتماعية، ولكننا كمهتمين بالصم نطمح بأن يرتقي التعليم إلى مستوى أفضل، حيث لو تمت مقارنة مستواهم الحالي بمستوى قرنائهم الصم من الدول الأخرى ناهيكم عن السامعين لرأينا الفرق الشاسع.
وأضاف: «اللغة العربية هي أساساً لغة منطوقة وجميع الأطفال السامعين يتشربونها دون وعي من والديهم الذين يتحدثون بها بالفطرة، هؤلاء الأطفال السامعون يكونون محاطين باللغة العربية ويتلقفونها من جميع الجهات سواء من أفراد الأسرة عند حديثهم ونقاشهم أو من الأطفال والجيران والأقارب والأصدقاء أو من التلفاز أو المذياع أو من خلال أحاديث الناس حولهم في الشوارع والأسواق والمقاهي والمستشفيات والمساجد والمطارات، باختصار فهم يسمعون اللغة العربية في كل مكان يذهبون إليه».
ويقول النعيمي: «إنهم يستمعون ويقلدون ويبدأون تدريجياً بتكوين جمل صحيحة نحوياً حتى قبل أن يلتحقوا بالمدارس ويبدأون بتعلم القراءة والكتابة، لكن الأطفال الذين يولدون وهم صم، أو أصيبوا بالصمم في طفولتهم، فهم محرومون من هذه الميزة التي يتمتع بها الأطفال السامعون، وحيث إنهم لا يستطيعون سماع اللغة العربية كأقرانهم السامعين فهم لا يتمكنون من الاستفادة منها».
وأضاف «عندما يتمكن الوالدان من إجادة لغة الإشارة ويتواصلان عن طريقها مع أطفالهما الصم بشكل يومي ومستمر فيعتبر هؤلاء الأطفال أوفر حظاً من غيرهم لأنهم عندما يلتحقون بالمدرسة يكون لديهم حصيلة لغوية كبيرة تساوي الحصيلة اللغوية لدى أقرانهم من الأطفال السامعين، نظراً لامتلاكهم للغة حقيقية وهي لغة الإشارة، فيصبحون عندئذٍ قادرين على التعبير عما يجول في أنفسهم وبيان ما يحتاجونه، بينما عندما لا يجيد الوالدان لغة الإشارة فلن يتمكنا من التواصل مع أبنائهما الصم بالمستوى المأمول بل يكون تواصلهما محدوداً جداً لا يرتقي لمستوى التواصل مع أبنائهما السامعين، فأمثال هؤلاء الأطفال الصم عندما يلتحقون بالمدرسة تكون الحصيلة اللغوية لديهم ضئيلة جداً ولا يكون لديهم لغة حقيقية. وهذا يتسبب في تأثيرات خطيرة تؤثر على مستوى تطورهم التعليمي ونموهم اللغوي».
أشادت أخصائية علم النفس بجامعة البحرين حنان الكواري بما تقوم به وزارة التربية والتعليم في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس النظامية، ويتم التركيز عليهم من خلال إعاقتهم ليتم التكيف مع المجتمع من الناحية التعليمية أو الاجتماعية.
واقترحت وجود منهج في المدارس عن طريقة المخاطبة والتحدث والإشارة بالأصابع لكي نتعلم المخاطبة معهم وتسهل المخاطبة في المحيط المدرسي في حالة دمجهم.
قالت رئيسة مكتب خدمات التوظيف بوزارة العمل، نعيمة الحسيني: «إن الوزارة تتعامل مع جميع ذوي الاحتياجات الخاصة بدون استثناء، ويتمثل دور الوزارة في تأهيل وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، وما يميز توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في حالة توظيفهم يتم احتساب توظيف معاق واحد عن اثنين أصحاء، وهناك قانون لذوي الاحتياجات الخاصة بشأن التوظيف أن الشركة التي بها 50 عاملاً وأكثر مطلوب عليها توظيف 2 في المئة».
وأضافت «وزارة العمل لا تألوا جهداً في إيجاد وظائف مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة؛ إذ هناك معاملة خاصة من حيث وجود مرشدة توظيف تتعامل مع هذه الفئة والسعي لإيجاد وظائف لهم، ويتم التنسيق مع الشركات لمعاملتهم معاملة خاصة من حيث وضع إعاقتهم، بالنسبة إلى الدوام يكون مرناً لبعض الحالات (نظام جزئي 4 ساعات). ووضع ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم لا يختلف عن الإعاقات الأخرى من حيث، مع مراعاة خصوصية الإعاقة لبعض الوظائف، هناك وظائف لا يتم توظيف الصم فيها لكونها تشكل خطراً على حياتهم فيتم تجنب التوظيف فيها».
العدد 4105 - الإثنين 02 ديسمبر 2013م الموافق 28 محرم 1435هـ
التوحد
متى سوف تتوفر لهم مدرسه حكومية مؤهله بدل الأماكن الخاصة اللي معاشنا نأخذه باليمين و نعطيهم إياه باليسار و ياريت نشوف الأطفال في تطور !!!!!!!!
قضية جوهرية
قضية حساسة وتمس فئة وشريحة مهمة في المجتمع .. يجب بذل مزيد من الجهود لتوفير الخدمات الأساسية وتذليل العقبات أمامهم
مركز كيان استغلال واضح انقذونا من طمعهم
للاسف المراكز اصبحت تستغل اولياء الامور في الرسوم الاستغلال واضح جدا ادخلنا طفلنا مركز كيان 400 دينار شهريا هذا قمه الاستغلال مع ان المركز باعنا الشمس في يد والقمر في يد ولا شفنا منهم شي يسوى هالفلوس خسارة في تعليمهم واهمالهم الشديد للاطفال وين وزارة التربيه والتعليم تراقبهم وتشوف مستواهم المتدني في التعليم ومبالغهم الخياليه
الله يشفيكم كلكم يارب
الله يشفيكم كلكم يارب
عجيب
حده الموضوع عجيب
مهم
موضوع مهم، فئة يجب أن تأخذ حقها الكامل من التعليم والعمل، نسبة بطالة كبيرة وشمل الأسوياء فكيف الحال بذوي الإحتياجات الخاصة
يجب الإهتمام بهم فلديهم من المواهب والإمكانيات ما يخدمون به المجتمع.
رائع
نتمنى من المسؤولين عدم تجاهل هذه الفئة
.
مقال مميز ونتمنى عمل مقال آخر يبين المواهب التي يمتلكونها
تحقيق موفق
تحقيق موفق
نتمنى من وزارة التربية والتعليم الإلتفات لهذا الموضوع ومعالجته بجدية فالصم والبكم لهم طاقات ومواهب لا تقل عن غيرهم وهم فئة من المجتمع لا يمكن الإستغناء عنها.
ممتاز
تحقيق مميز
التوحد
نفس المعاناه اعانيها مع ابنتاي للاسف لايوجد مراكز لهذه الفئة برغم العدد الكبير بالمملكة من يعانون من هذا المرض وحتى لو وجد مركز خاص تكون الامكانيات والخدمات محدوده جدا مقابل ارتفاع كبير في رسوم الالتحاق بالمركز