العدد 4104 - الأحد 01 ديسمبر 2013م الموافق 27 محرم 1435هـ

انقسام المجتمع في تايلند أقل خطراً من غيره

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

واحدة من الظَّواهر الحالية على المسرح السياسي في كثير من البلدان تتمثل في «انقسام المجتمع»، وهذا نراه في الدُّول المتقدمة سياسيّاً واقتصاديّاً، وفي الدول الأقل تقدماً، ونراه في الشرق والغرب، لكن بعض هذه الانقسامات أخطر من غيرها التي تقوم على التلوين الطائفي أو الأثني أو القبلي.

لو نظرنا إلى ما يحدث في تايلند، فإنَّ المجتمع منقسمٌ بين أصحاب القمصان الصفراء، وأصحاب القمصان الحمراء. ويوم أمس استخدمت الشرطة التايلندية الغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين يهددون بحصار مقر الحكومة في بانكوك بعد أعمال عنف تخللت التَّظاهرات وأوقعت أربعة قتلى وعشرات الجرحى.

الانقسام التايلندي سببه اقتصادي في الأساس، فالقمصان الحمراء عبارة عن خليط من البورجوازية المحافظة المتمركزة في العاصمة، والذين يشغلون المناصب العليا، ويشتغل كثير منهم في المؤسسات العسكرية والقضائية. أما القمصان الصفراء فهم جماهير الأرياف والمدن الفقيرة، وهم الذين أوصلوا رئيسة الوزراء الحالية ينغلوك، وهي شقيقة رئيس الوزراء السابق الذي أطاح به أصحاب القمصان الحمراء في 2006، وهو الملياردير تاكسين شيناوترا الذي يعيش حاليّاً في منفاه بدبي.

تايلند لديها تاريخ طويل مع التَّجمعات السياسية والمظاهرات في الشوارع من قبل الجماعات المناهضة للحكومة في بانكوك، وهي ليست جديدة، والحكومة المنتخبة الحاليَّة تتمتَّع بأغلبية برلمانية قوية، ومن المحتمل جدّاً ألا تسقطها الاحتجاجات إلا إذا تدخل العسكر.

مهما يكن، فإن الاحتجاجات توضح أن تايلند بلد منقسم بعمق بين الناس على أساس اقتصادي، وهذا يعني أن المعادلة تتغير مع الزمن عندما يتحسن الوضع الاقتصادي لفئات من المجتمع. لكن الوضع سيكون أخطر بصورة مضاعفة وكبيرة جدّاً لو أنّ الانقسام كان على أساس طائفي أو أثني أو قبلي؛ لأن الناس عادة يرتبطون بهوياتهم التي يولدون بها، ولذلك فإن تقسيم المجتمع على هذا الأساس هو الخطوة الأولى للقضاء على نسيجه.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4104 - الأحد 01 ديسمبر 2013م الموافق 27 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 3:06 ص

      بالعكس

      القمصان الحمراء هم سكان الأرياف الفقراء وقريبون من تاكسي نشين أسترا والصفراء هم من البرجوازية ومقربين من القصر والجيش

    • زائر 5 | 12:51 ص

      مخابرات مركزيه وتوازن غير طبيعي لكن فوضى خلاقه!

      قد تكون في الثروات لكنها من ثوار في ثورة تايلنديه، فما يقال هنا ليس بسر وكون حر وقل الحق ولو على نفسك! فقد أوضحت الدراسات والبحوث العلميه أن المركزيه الصهيونيه وقاعدتها الإستخباراتيه جارت وإعتدت وتعددت جرائمها. فتجارة الرقيق أو تجار ترف وطرف طرب وغناء وسياحه وتسوق عالميه ويقال عنها حره. فناس يعانون من الفقر والجوع بينما أغنياء الترفيه والسياحه – يعني أرباب عمل لكن تجارة عبيد أو رقيق هنا؟

    • زائر 4 | 12:22 ص

      لقد أسمعت لو ناديت حياً....

      ....ولكن لا حياة لمن تنادي

    • زائر 3 | 11:21 م

      اللى صاير عندنا الحين

      مو شى ييديد ترى المسلمين وبالذات العرب من قديم يتذابحون ويتكارهون ويظلمون بسبب الدين والمذهب والقبيلة والمنطقة مو من الربيع العرب من 1400 وهاذى حالنا تهدى منطقة كم سنة لكنها ترد جيل يورط جيل اما تايلند وين مساكين الله يهداك اش رايك مايسبون نسوان بعض وهم المتصارعين سياسيا

    • زائر 1 | 9:25 م

      ولدت وأنا بين ام واب ش فعرفت انا شيعي فما ذنبي انا

      الناس على دين ابائهم !
      ولما كبرت فهمت بأنه المسلمين يختلفون في طريقة التعبد حسب الفقيه او ما يسمى بالمذهب كالحنبلي و الشافعي والجعفري
      فكان أهلي يتعبدون على فقه جعفر الصادق ع
      طالما الجميع مسلمون بالشهادتين والقبلة والنبي و وووو
      فلا ضير على الخلاف الفقي
      واتمنى انا نتعدى هذا الحدود فالأسلام عنده الوحدة أكبر عنوان

اقرأ ايضاً