العدد 4104 - الأحد 01 ديسمبر 2013م الموافق 27 محرم 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

عمره 60 عاماً غير مشترك بنظام التأمينات بلغ مرحلة العوز والقوانين تحرمه من المعونات الحكومية

تعترض الإنسان بطبيعة الحال الكثير من العقبات التي تحول دون تحقيق المستوى المعيشي لِذاته الذي يرضي طموحه إما لوجود عقبات كبيرة مستعصية أو عقبات صغيرة تساهم على أقل تقدير في تأخره عن الالتحاق بالركب لكنها في نهاية الأمر تظل حجرة عثرة تحد من قدرته على الاستمرار في خطوات متقدمة تحقق لذاته أعلى مستوى معيشي من الرفاهية، وهذا التوقف الطارئ كان له تأثير كبير ألحق بالانسان ذاته انهياراً كبيراً طال كل جوانب حياته الاقتصادية والاجتماعية... لذلك بات من الضروري الوقوف على بعض عناصر هذه العقبات ومراجعة مدى جدوى الإبقاء عليها لما تشكله من مشاكل جسيمة تضاف الى رصيد المشاكل الأخرى التي تخنق المواطن والعمل الحثيث موجه الى صناع القرار تحديدا للنظر في مدى جدواها وفائدتها والتدقيق في مراميها وتشخيص أضرارها.

وأبرز مثال تقريبي على ذلك يختزل معاناة المواطن من هذه العقبات هو واقع المواطنين أنفسهم الذين يشغلون أعمالاً حرة وراتبهم بالكاد يكفي لتحمل نفقات نصف الشهر الذي يمضي النصف الآخر وهم أوكلوا أمرهم لمشيئة الله، فكان جلَّ اهتمامه كمواطن منصب على تأمين قوت يومه ومدخوله ليفي بأهم المتطلبات الملحة، وكلما تمكن من استثمار وقته في هذا العمل الحر كان كفيلاً أن يمنح لذاته رفاهية معيشية ونسبة اعلى من الدخل، لأنني من واقع تجربة شخصية أسردها بين هذه الاسطر فقد واجهت ظروفاً خارجة عن ارادتي شغلتني عن الاهتمام بأعمال اخرى والنتيجة واقع معيشي سيئ يزداد سوءا عن ذي قبل، فكان عملي الحر يستقطع جزءاً كبيراً من وقتي فيما الجزء الآخر من الوقت موزع على ادارة اشغال تارة في المنزل وتارة اخرى في عملي بسياقة سيارة الاجرة وأخيراً انشغالي بمتابعة تطورات الحياة الصحية الخاصة بي وحضوري لمختلف المواعيد الطبية حتى أصبحت امام سيل خانق من الانشغالات تعوقني من فرصة الاشتراك بنظام التأمينات، الى ان طافتني فرصة قطار الالتحاق بهذا النظام الذي يؤمن على حياتي خلال فترة الشيخوخة والعجز، فأصبحت بعد مسيرة عمر من العطاء بدءاً بسياقة مركبة الاجرة منذ حقبة الثمانينات شخصاً في حال عوز شديد وطرقت باب الجهات الحكومية المسئولة عن توفير معونات وخدمات للفئات المحتاجة غير أن الجواب الذي أحصل عليه هو النفي وعدم استحقاقي تلك المعونات بسبب وجود ثغرة في نصوص تلك القرارات المجحفة بحقنا وتبخس حقنا في الانتفاع بمثل هذه المعونات الضرورية الى المواطن بشكل عام والمحتاج بشكل خاص.

اهم الثغرات التي من الأهمية ان تنظر في جدواها الجهات التشريعية هو النص الذي يدمج راتب الزوج والزوجة ويحرم الأسرة من الانتفاع بتلك المعونة... اليس من الاجدى ان تنظر الجهات الرسمية في مضمون هذه القرارات التي تقف عقبة امام فرصة استحقاق المواطنين المعونة. لماذا لايتم فصل مدخول الزوجة عن الزوج . أليس من مسئولية الجهات الرسمية المشرفة على صوغ نصوص قرارات وتشريعات أن تنظر الى انعكاسها بما يضمن صون كرامة المواطن وتساهم في رفع مستوى معشيته وتعود بالنفع عليه... ما قيمة قرارات تساهم في ارهاق المواطن وتعجيزه وتكبيله وخنقه أكثر مما هو فيه على رغم حالة عوزه الشديد، لكنه في نظر الجهات الرسمية غير مستوف لمعايير استحقاق معونة العوز.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


مصاب بالسكلر يُترَك ساعات دون معاينة الطبيب

هكذا يكون القضاء والقدر... نعم هكذا يكون قضاء الله على رغم الإهمال والتغاضي، الى متى أرواح البشر تزهق خلال لحظات؟ الى متى قلوب الأمهات تتحمل أوجاع ابنائهن وهن يرونهم يكابدون الألم بل الآلام في كل مرة؟

فتراهن تدور أعينهن وتتخيلها ستخرج من رؤوسهن من كثرة خوفهن... إلى متى وإلى متى ونحن نسمع أنباء عن فقدان شباب في ريعان شبابهم بسبب اهمال طبيب او عدم الحصول على عناية طبية ...مشاهد تقشعر منها الابدان من صرخات مرضى السكلر وصرخات امهاتهم، كل تلك المشاهد تراها في مستشفى السلمانية.

فأنا أم لمريضة بالسكلر في زيارة لابن خالتي مريض بالسكلر أيضا بعد ان عرفت ان حالته حرجة في يوم الاحد (24 نوفمبر / تشرين الثاني 2013)، اقشعر بدني عندما رأيت جسده رفع راية الاستسلام مودعا والده وزوجته اللذين لم يكن في يدهما حيلة غير انهما يرون ابنهما الشاب يصارع الموت... بعد ان فقد الأمل في حضور طبيب انتظره من الساعة الثانية ظهرا الى التاسعة والنصف مساء من اجل ان يضع له المغذي.

ظل المريض المذكور سبع ساعات بدون أدويته والمضاد بحسب كلام الممرضة؛ لأنه يجب أن يأخذها عبر المغذي... وفي التاسعة والنصف مساء عندما حضر طبيب العمليات قامت الممرضة مباشرة بعملها حتى تكتشف أن المريض وصلت حرارته الى 39.5 مما اثر على تنفس المريض وادى الى زيادة تكسر الدم بصورة واضحة علما بأن المريض لايزال يرقد في المستشفى ولم يزره إلى الآن طبيب سكلر... ما هذا الاهمال؟.. ومن المسئول؟ ... لا احد..هكذا يعالج المريض؟

أم لمريضة سكلر


عمرها سنتان ووزنها لا يتجاوز 3 كيلوغرامات و«السلمانية» يكتفي بإعطائها الكالسيوم

طفلة تعاني من بطء شديد في النمو ووالداها يطمحان لعلاج خارجي متطور

ابنتي تربو حاليا على السنتين من العمر، شاء القدر أن نكتشف بعد مضي أيام معدودة من تاريخ ولادتها - بعد خضوعها لتحاليل مخبرية دقيقة - أصابتها بمرض طبي يسمى (sanjad sakati syndrome ) ومرض آخر اسمه (hypoparathyroidism) أهم أعراض تلك الأمراض بطء شديد في عملية نمو الطفل مقارنة بأقرانه من الأطفال الذين ولدوا في الفترة الزمنية ذاتها، فحجم المولود صغير جدا مقارنة بأحجام الأطفال الطبيعيين الذين هم أساسا في عمره ويمارسون حياتهم بصورة مستقلة عن تدخل الوالدين وخاصة في إشباع حاجته بتناول الأكل والشراب، تلك هي مسيرة الانسان الطبيعي التي هي مختلفة كليا عن مسيرة حياة طفلتي، فعلى رغم ان عمرها البيولوجي سنتان كفيل بان يجعلها قادرة على ادارة مسيرة حياتها لوحدها وعلى أقل تقدير في مسك الطعام لوحدها وتناوله، غير انها بحكم هذه الإصابة والطفرة الجينية جعلها طفلة تعاني من بطء شديد في النمو سواء في قدرتها على الجلوس ناهيك عن حجمها الصغير، وكذلك قدرتها المحدودة على تحريك اليدين بصورة اعتيادية وخاصة اذا داهمتها اعراض التشجنات، اضافة الى صعوبة النطق، وفوق كل ذلك وزنها لا يتجاوز 3 كيلوغرامات وهي أشبه بصورة طفلة حديثة الولادة.

رزقت بها وحمدت الله على نعمه التي اودع فيها حكمته وتقديره، والثناء على كل عطاياه على رغم الصعوبات التي تعترضنا كوالدين في مشوار تربيتها وطريقة الاعتناء بها، اضافة الى حساسيتها المفرطة - بحكم مناعتها الضعيفة- لكل الأجواء المناخية المحيطة بها الى حد لم تعد قادرة حتى على التكيف مع تقلبات الطقس المفاجئة، ولأن العين بصيرة واليد قصيرة كل ما استطعنا أن نظفر به من خلال تلك المراجعات الطبية المستمرة التي ابتدأت منذ 2011 في مستشفى السلمانية هو فقط الحصول على كبسولات الكالسيوم كدواء ينمي عظامها ويقوي قدراتها الجسمانية والتي أجدها أنا أمها بحكم قربي وملازمتي الطويلة لها أنها كبسولات كالسيوم لا تسمن ولا تغني من جوع، ومن الأجدى وحسبما يتراءى لنا من تطور طبي تشهده دول متقدمة غربية أن تكون ابنتي ضمن الفئات الخاصة التي توفر لها أدوية علاجية تتوافق مع اصابتها اضافة الى عناية طبية فائقة عبر الاعتماد على مختلف الأجهزة الطبية الحديثة وتكون وزارة الصحة عنصراً مساعداً وباباً يفتح لنا أمل العلاج المجدي عبر تخصيص مراكز علاجية وتأهيلية لرعاية هذه الفئات المماثلة لحالة ابنتي التي نقف بحقها كوالدين عاجزين عن تقديم أي شيء يعود عليها بالنفع بغية ادخال تطورات ملموسة في وضعها الجسماني، لنرى السلمانية مكتفية بكبسولات الكالسيوم والواقع المعاش يرصد معاناة من نوع آخر لا تنتهي عند حين معين نكتوي بها على مسار حياة الطفلة قد شاء ربي أن يهبني اياها.

أسئلة وامنيات كثيرة تراود خواطرنا كوالدين ونأمل ان تصل مضامينها الى مسامع الجهات المسئولة في الدولة عموما ووزارة الصحة خصوصاً... أبرزها أليس من واجب وزارة الصحة ان تدخل كطرف مساعد وبحكم المسئولية الملقاة على عاتقها بتوفير أرقى سبل العلاج لمواطنيها وايلاء هذ الفئة تحديدا رعاية أكبر مما هو قائم حاليا، لتحقيق تطور في مسار نموها وينعكس الأمر ايجابا على مناحي الادراك العقلي والنفسي والبدني، اين هي جلسات التقويم والتأهيل وتمارين العلاج الطبيعي، اين هي أحدث الأجهزة المتطورة القائمة والمعمول بها في دول العالم المتقدم، ونموذج موجود في دول غير بعيد عنا نرى مستوى التطور المتواجد والملموس لدى مستشفيات متخصصة سواء في السعودية أو الكويت وتشرف على تشخيص حالات الطفلة خطوة بخطوة واخضاعها الى اكثر من تحليل ومراقبة دقيقة كي يفضي الطبيب بتقريره العلاجي المفصل عن حالة الطفلة غير أن واقعنا الطبي وفق تجربة شخصية لم يحقق اي تقدم على مسار نموها او حتى على مستوى الخدمات الطبية التي هي رهينة بأمنيات نسعى الى أن نطالها ولو بعد حين، لكنها تظل حبيسة لصور ومشاهد قاتمة مغايرة عما نحلمه من آمال يبددها ذاك الاهمال المتفشي والمتعمد بحقوق هذه الفئات المرضية التي تحتاج إلى عناية خاصة.

ونتيجة لهذه المساعي الهزيلة من الخدمات المقدمة التي تحصل عليها ابنتي من قبل السلمانية ارتأينا كوالدين اللجوء إلى الصحافة لنعلن عبرها معاناتنا كي نتمكن من خلالها ان نوصل مضمون ما تكبته انفاسنا ويخنقها بحق ابنتي وانواع الاهمال واللامبالاة ووضعها الجامد ولا شيء جديد يتطور على مستوى نموها او حتى تقوية عضلاتها وتأهيلها وهي (الصحافة) اقصر وسيلة تمكنني من انقاذ وتقديم يد المعونة إلى ابنتي كي احصل لها على اجود وارقى الخدمات أبرزها على اقل تقدير في مجال الادوية الغنية بالمقويات التي تساعدها على النمو وفق المسار العلاجي الطبيعي، لكن ان نرى أن السلمانية تكتفي باعطائها فقط كالسيوم فهو انكار لحقوق هذه الفئة من العناية الطبية وأهمال متعمد يراد ايقاعه بحق مرضى كتب الله لهم البلاء في الدنيا وقدر على اهليهم الصبر والتحمل لهذا البلاء ... نأمل ان تصل مقتطفات هذه الرسالة والاسطر الى الجهات المعنية في الدولة لتعطي هذه الفئات أهمية خاصة يتطلبها وضعها بغية تحقيق عدة أهداف أولها كسب الاجر والثواب، وثانيا تحقيقا لمبدأ الانسانية الشاملة وأخيرا تطبيقا لبدا العدالة الطبية المتساوية لجميع الاطراف وانعكاس ذلك على مستوى تحقيق تقدم ملموس في نمو طفلتي.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 4104 - الأحد 01 ديسمبر 2013م الموافق 27 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً