الحديث عن نساء المنطقة العربية يمتد إلى فصول طويلة بل وتاريخ من الصراع والنضال والنصر والهزيمة. فما وصلت إليه المرأة العربية في وقتنا الحالي يختلف من بلد عربي لآخر. فالمرأة مثلاً في السعودية لا يتشابه وضعها مع المرأة في بلد مثل مصر، فهناك عوامل تجعل من هذا الاختلاف عائقاً في حصد المكتسبات والتقدم داخل المجتمع وهو ما يعني أن التطور لا يقتصر على تجميل صورة المرأة من خلال تقليدها منصباً رفيعاً ولكن من خلال تفعيل الحقوق السياسية والمدنية إضافة إلى تكافؤ الفرص.
وهذا بلاشك لم يتحقق بصورته الكاملة والحقيقية في منطقتنا العربية التي قد نرى تفعيل ذلك متفاوتاً من بلد خليجي لآخر وحتى عربي. فعندما تخرج المرأة في الشارع العربي مطالبة بحقوقها فهي تخرج بكل ثقة في مسعى لتحسين أوضاعها بالدرجة الأولى ورغم أنها تعرضت لكثير من التحرشات والمضايقات إضافة إلى القتل والتعذيب والتشهير والملاحقات القضائية مع مرحلة انتفاضات واحتجاجات الربيع العربي سواء من عناصر السلطة أو الشارع فإن ذلك لم يمنع أن نرى حتى اليوم استمرار وجودها في الشارع حاملة لافتات الاحتجاج بكل شجاعة ومرددة بكل جرأة شعارات ضد أنظمة الاستبداد.
إن التغيير الديمقراطي هو مطلب كل الأحرار في العالم، والمرأة العربية جزء من ذلك... وهي اليوم تطالب بنفس ما يطالب به الرجل من حقوق سياسية ومدنية.
مراحل التاريخ العربي مليئة بكثير من الأسماء اللواتي تركن بصمة بارزة في طريق النضال بصوره وأشكاله المختلفة؛ ولعل أقوى هذه الأسماء جميلة بوحيرد التي قادت بلدها الجزائر إلى التحرر من الاحتلال الفرنسي في ثورة خلّفت مليوناً ونصف المليون شهيد. فبعد أن تواردت تقارير بوفاتها، وهي التقارير التي نفتها المناضلة الجزائرية، البالغة من العمر 78 عاماً، في تصريحات لصحيفة «الوطن» الجزائرية عن بوحيرد قولها إنه «في حال ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة، فإنها ستنزل إلى الشارع من أجل التظاهر ضده»، رغم أن بوتفليقة لم يعلن رسمياً نية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأوضحت بوحيرد «الجزائر تبقى إلى حد الآن في منأى عن اضطرابات المنطقة»، في إشارة إلى ما يُعرف بـ «الربيع العربي»، فقد حذرت بقولها: «لكن لا أحد يعرف ما يُخبِّئه القدر لهذا البلد». وأضافت بوحيرد، في تصريحاتها، أنها ستنزل إلى الشارع للتنديد «بكل المساوئ التي أصابت الجزائر، وخاصة فيما يتعلق بنهب واختلاس المال العام والفساد والرشوة وسياسة الإفلات من العقاب التي انتشرت، وأيضاً خنق منظمات المجتمع المدني».
تصريحات المناضلة الجزائرية لا تختلف كثيراً عمّا تريد أن تفعله نساء كثر في عالمنا العربي وخصوصاً في ظل تردّي المشهد السياسي العربي.
ولو نظرنا إلى واقع نسائنا في البحرين فهو أيضاً متفاوت لكن تعددية المجتمع ساهمت في نشر نوع من الانفتاح الذي رمى بظلاله على تطور المجتمع رغم عودته إلى الوراء في بعض الممارسات. البحرينية مازالت تواقة إلى حرية تحترمها وتحترم حقوق الإنسان التي لا تخرج عن ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فقد عانت في الماضي ومازالت تعاني من ويلات القمع الذي تتعرّض له إمّا اجتماعياً أو سياسياً وهو بدرجات وبحسب الوضع الاجتماعي والثقافي والسياسي والمحيط الذي تنتمي إليه.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4103 - السبت 30 نوفمبر 2013م الموافق 26 محرم 1435هـ
اقول الى
اقو الى نساء بلدى الشريفات صبرا على هاده الظلم المستشرى فى بلدى وانه الله سيعوضكم بعد صبركم اهمشى كونو صمود ولا تتنازلو عن حقكم المسلوب وحق ازواجكم وحق اولادكم وكلنا نقول للظالم صبرا
«جميلة بوحيرد»
نعم كيف ان امرأة قادت بلدها الجزائر إلى التحرر من الاحتلال الفرنسي وان كثيرا من الرجال لم يكونو في مثل جرأتها ونضالها نعم انها المرأة ام الرجال واختهم