العدد 4103 - السبت 30 نوفمبر 2013م الموافق 26 محرم 1435هـ

المعارضة: عودتنا لا تحددها «مُهلة السلطة» بل تغيير ممارساتها

بعد شهرين من تعليقها حضور جلسات «الحوار»

السيد جميل كاظم
السيد جميل كاظم

قال المتحدث باسم فريق القوى الوطنية الديمقراطية السيد جميل كاظم، لـ «الوسط»: «إن المهلة التي حددتها السلطة وحلفاؤها لقوى المعارضة بالرجوع إلى طاولة الحوار، في (3 ديسمبر/ كانون الأول المقبل) لا تقدم ولا تؤخر في موقفنا من موضوع الحوار، وعودتنا لا تتوقف على تاريخ محدد، بل على ممارسات فعلية على الأرض».

وأضاف كاظم، الذي يمثل جمعية الوفاق كبرى قوى المعارضة، والتي مرَّ على تعليقها مشاركتها في جلسات الحوار شهران بالتمام، بعد أن أعلنت ذلك في (18 سبتمبر/ أيلول الماضي)، «إن تحديد مهلة لنا بالعودة إلى طاولة حوار كسيحة وعرجاء لا يقدم ولا يؤخر شيئاً في موقفنا منها، فقد اتخذها النظام شماعة لتمرير الخيار الأمني على الأرض».

وأردف «عودتنا ليست متوقفة على تاريخ محدد بل على ممارسات على الأرض، هناك ممارسات أمنية وإعلامية وسياسية سيئة تمارس على أبناء الشعب وعلى قوى المعارضة، ولابد أن تتغير حتى تخلق جواً صحياً لبدء الحوار الوطني الحقيقي».

وأكمل «نحتاج إلى ممارسات على الأرض تصلح أن تكون بداية خارطة طريق لحل الأزمة في البحرين، أما بقاء الأمور على ما هو عليه فإن ذلك يعني أن المعارضة ستتمسك بموقفها الحالي دون تغيير».

وعمّا إذا كان هذا التوجه سيفضي حتماً إلى إعلان الانسحاب من طاولة الحوار الحالية، فشدد كاظم «قوى المعارضة تدرس خياراتها أولاً بأول، سواء في ناحية الحوار أو الملفات السياسية، ولديها اجتماعات منتظمة بهذا الخصوص، غير أنه لحد الآن ليس هناك معطيات جدية تدل على أن النظام يريد الحوار ويساند الذهاب إليه، ويمكن أن يدفع قوى المعارضة لتغيير مواقفها».

وتابع «النظام يعتقد أنه ليس بحاجة إلى الحوار ما دام خياره الأمني ماضياً، ولكننا نعتقد أن هذا الخيار سيدمِّر البلد، وهو خيار لم يثبت نجاحه على مدى عشرات السنوات، وليس في ظل هذه الأزمة فقط، فمنذ السبعينات من القرن الماضي قانون أمن الدولة كان يراد له أن يسكت المطالب الشعبية، ولكنه لم يستطع ذلك على مدى أربعة عقود مضت».

وواصل كاظم «الاستمرار في هذا الخيار يدل على أن النظام واهم. الخيارات الأمنية لا تستطيع أن تكسر شعباً مطالبه وطنية وأصيلة، وهي منبثقة من شعب البحرين، وهناك إجماع من قبل أغلب شعب البحرين عليها».

وأضاف «أعتقد أنه ما دام هناك من يتصدى ويحمل هذه المطالب بكل حضارية وسلمية، فإن الخيار الأمني سيثبت فشله، والنتيجة الحتمية هي عودة السلطة إلى الحوار الجدي الحقيقي، وهو ما نطالب به دائماً ونؤكد عليه».

وعمّا يشاع من تسويات إقليمية قد تطال ملف الأزمة السياسية في البحرين، أفاد كاظم «نحن في المعارضة لا نشارك في التسويات الإقليمية، فلا المعارضة لاعب فيها ولا حتى النظام، نحن لسنا دولة محورية في المنطقة تستطيع أن تتحكم فيما يجري من تسويات».

واستدرك «لكننا نعتقد فعلاً أن المعطيات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سوف تلقي بظلالها على البحرين، ونحن نعتقد أن التحولات الإقليمية تسير في نهاية المطاف في صالح الشعوب».

وعن موقف قوى المعارضة من أية تسوية قد تمس البحرين، فأجاب «لا نعتقد أنه ستكون هناك طبخة جاهزة من الخارج للبحرين، بمعنى أنها ستعرض للقبول أو الرفض، ولكنها قد تدفع السلطة إلى حوار حقيقي مع المعارضة».

وختم كاظم «نحن كمعارضة مطالبنا عادلة ومعروفة ومشروعة، والمعارضة تستفيد من موازين القوى الإقليمية والدولية إذا كانت تسير الأمور في صالحها، كما يستفيد النظام منها إذا كانت تسير لصالحه، والنظام هو الذي دوّل الصراع المحلي وحوّله إلى صراع إقليمي ودولي، ولسنا نحن».

يشار إلى أن حوار التوافق الوطني الثاني، الذي بدأ شهره العاشر في (10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري)، معلق حاليَّاً، وسط غياب قوى المعارضة عنه، بعد تجميدها مشاركتها فيه منذ (18 سبتمبر الماضي)، أي قبل شهرين.

ففي (18 سبتمبر 2013)، أعلنت القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة (الوفاق، وعد، التقدمي، القومي، الإخاء) في مؤتمر صحافي عقدته في مقر جمعية الوفاق في الزنج أنها «قررت تعليق مشاركتها في حوار التوافق الوطني، وأنها ستُخضع هذا القرار للمراجعة المستمرة في ضوء التطورات السياسية والحقوقية على أرض الواقع والتفاعل معها وفقاً للمعطيات والمستجدات التي تشهدها الساحة السياسية والأمنية في البحرين».

وأرجعت قرارها وقتها إلى «الانتهاكات التي تقوم بها السلطة، ورفضها الالتزام بما ألزمت نفسها به».

وأفادت بأنها وجّهت يومها رسالة إلى وزير العدل تخبره فيها بقرارها تعليق مشاركتها في الحوار، فيما قال الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، خلال ذلك المؤتمر الصحافي: «نحن في مرحلة التعليق حالياً، وإذا استمرت هذه الأجواء سنصل إلى مرحلة الانسحاب».

ومرت جلسات الحوار المذكور الذي انطلق في (10 فبراير/ شباط الماضي)، بثلاث محطات توقف فيها الحوار لمدد تناهز الشهر في كلٍ منها، بالإضافة إلى أن إعلان المعارضة تعليق مشاركتها فيه أدى إلى طرح تكهنات عن جدوى استمراره، وتساؤلات عن السقف الذي قد تخرج به توصياته.

وفي جلسة (الأربعاء) أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قرر المشاركون البقية (الحكومة، ائتلاف الفاتح، البرلمان)، تعليق الجلسات مؤقتاً، وهي المرة الثالثة التي تعلق فيها الجلسات، وأمهلوا المعارضة في (30 أكتوبر 2013)، 4 أسابيع لتحديد مصيرها النهائي من مشاركتها في جلسات الحوار، واتفقوا أن تعقد جلسة الحوار التالية في (4 ديسمبر المقبل).

وقد مرَّت حتى الآن، نحو نصف المهلة التي قُدمت لقوى المعارضة للعودة للحوار المتعثر، ومن غير المعروف ما إذا كانت قوى المعارضة ستعلن انسحابها النهائي منه ليتكرر بذلك سيناريو الحوار الوطني السابق، الذي قدم توصياته بغياب أبرز قوى المعارضة عنه، أم ستعلن عودة مشروطة له قبل مطلع ديسمبر المقبل، وهو الأجل الذي قُدم لها لإعلان موقفها النهائي بشأن ذلك.

العدد 4103 - السبت 30 نوفمبر 2013م الموافق 26 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 3:54 ص

      إلى زائر 7 شاهد سوريا لتعرف ماهي اللاسلمية .

      احراق الاطارات والاعتصام في الشوارع هي مظاهر مدنية سلمية للاحتجاج
      اما الثورة غير السلمية فهي مايحدث في سوريا .
      فالف شرك للمعارضة البحرينية التي رفضت التدخل الخارجي بكل صوره .

    • زائر 11 زائر 9 | 4:44 ص

      لو سمحت لا تقول هذه تظاهرة سلمية .

      انا ماعلي من سوريا ولا غيرها . أنا اتكلم عن الوضع اهني يعني مايصير الواحد مايقدر يتحرك على راحته واذا بغينا انزور اهلينا نقعد انحدد متى نطلع ومتى ندخل واذا قعدنا معاهم انكون على اعصابنا . واشلون سلمية وهي فيها تقطع الشوارع على الناس وتكتب على بيوتهم وتكسير مصابيح المناطق اي سلمية هذه . هذه يسمونها اذية ومحد متضرر الا الناس العادية الي مثلك ومثلي . لو سمحت لا تقولي هذه تظاهرة سلمية وعلى فكرة في صورة في مواقع حارقين تواير عند بيت يعني بالله عليك هذه سلمية ؟؟

    • زائر 7 | 3:22 ص

      سلمية و سلمية كلام على ورق .

      سلمية و سلمية . شنو هلسملية الي كلها تحرق وتقطع الشوارع وتكسير مصابيح المناطق والكتابة على بيوت الناس . اي سلمية الي تتكلمون عليها . يعني مايصير تقولون كلام انتون مو قده الي يقول على السلمية مايحرق ولا يكتب على بيوت الناس ولا يقطع الشوارع ويتفاخر انه قطع شارع الفلاني ويفرح أنه صارت زحمة في الشارع هذه مايسمونها سلمية هذه يسمونها فوضوية

    • زائر 6 | 2:47 ص

      لا تعبون

      لاتعبون روحكم يا معارضه الحكومة لاتريد اصلاح للبلد ولاتريد حكومة منتخبه ولاتريد وثيقة المنامه تريد فقط تركيع الشعب واذلاله لاكن نحن الشعب نقول للحكومة هيهات منه الذله ولن نركع الى لله وسناخد حقنا باذن الله طال الزمان اوقصر الشعب سزف ينتصر وكلنا نقول للظالم صبرا الحق ينصر والله اكبر

    • زائر 5 | 1:35 ص

      حوار

      المعارضه تتحاور مع من وحتى التوافق يعد من رابع المستحيلات لان الطرف الرسمي ممثل ب 3 ارباع والمعارضه بربع بعدين الموالاة حكومية اكثر من الحكومه
      وساعات راي الحكومة يكون افضل من راي الموالاة لانها بدون مخ ريموت كنترول

    • زائر 4 | 1:04 ص

      لا فائدة للحوار في ظل الانتهاكات

      ممارسات السلطة هي هي لم تتغير بل زادت وتيرتها فكيف تريدون المعارضة ان تعود للحوار وانتم تخنقون صوتها في كل مكان !!

    • زائر 3 | 12:34 ص

      لا للحوار بدون الرموز

      يا سيد جميل العودة للحوار يجب ان يسبقها خروج المعتقيلن جميعاً ،، وإلا فلا ،،

اقرأ ايضاً