العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ

الحاج يوسف بن فخرو الكبير وقضية «ليرات الذهب»

المنامة - محمد حميد السلمان 

29 نوفمبر 2013

وثيقة اليوم لها علاقة مباشرة بأحد أبرز وأغنى أصحاب الأعمال في البحرين بين أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. كان يسمى يوسف الكبير أو (العود) باعتباره كبير العائلة المعروفة إلى اليوم.
إنه كما دون في رسالة «بيت الدولة» البريطاني، في البحرين بتاريخ (9 أبريل/ نيسان العام 1917)، هو المكرم الأفخم الأمجد يوسف بن عبدالرحمن فخرو. والوثيقة تتحدث عن جزء من تجارة يوسف الكبير بين الهند والبحرين ورأي «بيت الدولة» فيها... ولنقرأ الوثيقة أولاً، ونصها الذي يقول:
«من بيت الدولة في البحرين
الى جناب الأكرم المكرم الأفخم الأمجد يوسف بن عبدالرحمن فخرو المحترم
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام؛ اُعرف جنابكم أن سعادة الباليوز صاحب يفهم أن جنابكم تحبون أن تجلبون ليرات من بمبي، وأن هُوَ يأمل ان تعرفونه لأجل أي شغل جنابكم تريدون هذه اليرات، وهل ما يمكن تجلبون نقود في الفضه مثل روبيات عوض ذلك من حيث منذ أيام ماضيه وجدنا ان الذهب يروح في ايادي اعداء الدولة البهية القيصريه الانكليس؛ نرجو من لطفكم تعرفون سعادة الباليوز صاحب لاجل أي شغل تحبون جلب اليرات من بمبي وكذلك جواب السؤال الثاني وتجعلونا ممنونين؛ هذا ما لزم ودمتم محروسين والسلام.
حرر فــ 9 ابريل 1917 مطابق فــ 17 جمادى الثاني 1335
صحيح
ميرزه عبدالحسين
ترجمان الباليوز في البحرين
يتضح إذن من الرسالة التي كتبها كاتب وترجمان الباليوز في البحرين، (ميرزا عبدالحسين)، أن هناك طلباً من قبل يوسف فخرو قد سبقها، لا نملك وثيقته حاليّاً، وهذا الطلب موجه إلى المعتمد السياسي البريطاني في البحرين في تلك الفترة لاستيراد الذهب. ولم يكن ذاك المعتمد من العرب أو الخليجيين كما ذكرنا سابقاً، حيث تحول النظام البريطاني إلى تعيين مواطنين انجليز ذوي رتب عسكرية عالية في هذا المنصب الحساس بدءاً من العام 1900. فأُرسل الطلب المذكور إلى «الباليوز صاحب»، كما ذكرته الرسالة، وهو (Lt-Col. Percy Gordon Loch)، الذي تولى هذا المنصب في البحرين بين (نوفمبر/ تشرين الثاني 1916 وفبراير/ شباط 1918)، ثم تولى المنصب نفسه في الكويت من مارس/ آذار 1918 إلى سبتمبر/ أيلول 1918. بينما كان المقيم السياسي البريطاني في الخليج في ذالك العام هو (ميجر آرثر بريسكوت - تريفور) الذي تولى منصبه من أبريل 1915 حتى سبتمبر1917، وهو نفسه كان معتمداً سياسيّاً في البحرين بين نوفمبر 1912 ومايو/ أيار 1914.
وكما هو واضح من الوثيقة فإن تاجر اللؤلؤ يوسف بن عبدالرحمن فخرو كان يرغب في استيراد الذهب على شكل ليرات مصقولة بعد أن منعت بريطانيا الاشتغال بكافة أنواع التجارة الأخرى من البارود ومستلزماته خوفاً على وجودها العسكري في المنطقة.
ولذلك فقد كانت تدقق حتى في هذه التجارة المدنية البعيدة عن أي خطر. فطلبت من يوسف فخرو تقديم كافة التبريرات لسبب توجهه لاستيراد ذهب وليس «نقود فضة مثلاً على شكل روبيات عوضاً عن ذلك؛ لأن الذهب يروح في أيادي أعداء الدولة البهية القيصريه الانكليس».
ومن المعروف أن يوسف بن عبدالرحمن فخرو، ولد بمدينة المحرق، وإن أُختلف في العام ولادته بين 1871 والعام 1873م. لكنه نشأ في أسرة ثرية فوالده، عبدالرحمن فخرو، كان من كبار التجار. وقد عمل إلى جانب والده في عدة أنواع من التجارة من بينها البارود، والتمر، واللؤلؤ، والنقل البحري للبضائع بين مناطق الخليج والهند.
ويقال إن الحاج يوسف بن عبدالرحمن فخرو، كان يملك أكثر من خمسين سفينة شراعية تجوب الخليج والمحيط الهندي. ومن أشهر سفنه الشراعية في منطقة المحرق تحديداً، «سمحان» أو (أبو الكباب)! وهي من نوع «بوم»، وقد اُشتهر بطوله، ويحمل حوالي مئة من البحارة. كما تذكر بعض الروايات المحلية أنه كان يملك كذلك «جالبوت» باسم البصرة، و»سنبوك» باسم المحمدي، و»بوم» باسم تيسير.
كما كان فخرو، ضمن الـ 30 شخصية بحرينية الذين تقدموا بعريضة لافتتاح أول بنك في البحرين في أغسطس 1918، بل والإسراع في تلبية هذا المطلب الملح لإنقاذ الاقتصاد البحريني المتدهور.
وقد عاصر الحاج يوسف فخرو عهوداً لثلاثة من حكام البحرين، هم: الشيوخ، عيسى بن علي، وحمد بن عيسى، وسلمان بن حمد. كما كان من أعضاء مجلس إدارة التعليم الخيري لمدرسة الهداية الخليفية العام 1920م، وعضواً في المجلس العرفي للعام 1920م، كما توضحه وثيقة الميجور الباليوز (هارولد باتريك ديكسون) التي سنعرض لها لاحقاً.

العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً